تتجه الولايات المتحدة الأميركية إلى تسليم ملف المساعدات الإنسانية في سوريا إلى روسيا لتفادي الصدام مع النظام السوري في حال عرقل المساعدات، في وقت أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن الأمم المتحدة لن تعقد جولة جديدة من محادثات السلام السورية في جنيف حتى يتفق المسؤولون من كل الأطراف على معايير اتفاق الانتقال السياسي الذي تنتهي مهلة التوصل إليه في الأول من أغسطس المقبل. في التفاصيل، اقترحت الولايات المتحدة على روسيا أن تستخدم طائراتها لإلقاء المساعدات جواً في سوريا في حال واصلت دمشق عرقلة إمدادات الغذاء والدواء للمدن المحاصرة. وكانت الدول الكبرى طلبت من برنامج الغذاء العالمي وضع خطة لجسر جوي لانقاذ آلاف السوريين المحاصرين من قبل الجيش السوري. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر إن روسيا التي ترأس مع واشنطن المجموعة الدولية لدعم سوريا نقلت عرضاً سورياً للسماح بمرور قافلة اليوم. لكنه شكك في أن يسمح نظام بشار الأسد بدخول مساعدات انسانية إلى مدينة داريا واعتبر أن هذه المساعدات لن تكون كافية لتلبية احتياجات السكان بأي حال من الأحوال. اتهام روسيا واتهم الناطق روسيا بعدم احترام التزاماتها التي أعلنتها خلال لقاء المجموعة الدولية لدعم سوريا في 17 مايو الماضي، لدفع الأسد إلى دعم خطة الأمم المتحدة بإلقاء المساعدات الإنسانية جواً في سوريا. وقال مارك تونر للصحافيين : نحن نشعر بخيبة أمل كي لا نقول أكثر، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أجرى محادثة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وأضاف: لكننا نتحدث كما تعرفون عن وسائل جوية وطلب إذن وروسيا تملك حاليا وسائل جوية في سوريا وحصلت على إذن من الحكومة السورية للتحليق. ورداً على سؤال حول ما اذا كان يقترح بذلك على روسيا بأن تكون مسؤولة عن إيصال المساعدات الإنسانية جوا في سوريا، قال تونر: إنني اقترح ذلك. وأضاف: إنهم موجودون على الأرض مع وسائل جوية في سوريا، وهم قادرون على القيام بعمليات مماثلة. دخول المساعدات إلى ذلك، اعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ان النظام السوري وافق على دخول المساعدات. وقال دي ميستورا: ابلغنا فريقنا في دمشق انه تم الحصول مبدئياً على اذن، على موافقة من الحكومة السورية لكل المناطق الـ19 المحاصرة. لكنه اكد أن سوريا اعطت مثل هذه الموافقات سابقا، إلا أنها منعت القوافل من توزيع الإعانات الضرورية لانقاذ حياة السكان. وجاءت تصريحاته بعد الاجتماع الأسبوعي مع فريق المهمات الإنسانية في سوريا والذي تتشارك روسيا والولايات المتحدة في رئاسته، والذي يحاول منذ اشهر زيادة وصول المساعدات لملايين السوريين المحتاجين. وواجه الفريق ضغوطاً من عدة جهات من بينها فرنسا وبريطانيا للبدء في عمليات اسقاط جوي للمساعدات على المناطق المحاصرة، فيما لا تزال قوات الرئيس السوري بشار الأسد تغلق طريق القوافل. واكد دي ميستورا على انه لم يتم التراجع عن عمليات الإسقاط الجوي وأنها لا تزال خياراً مطروحاً. وأشار إلى أن الضغط الذي يفرضه على دمشق احتمال اسقاط المساعدات جواً ادى إلى الموافقة على ادخال القوافل البرية، معرباً عن امله في أن تزيد قوافل المساعدات البرية في الأسابيع المقبلة بشكل يجعل من العمليات المكلفة والخطرة لإلقاء المساعدات غير ضرورية. محادثات جنيف في الأثناء، قال دي ميستورا إن المنظمة الدولية لن تعقد جولة جديدة من محادثات السلام السورية في جنيف حتى يتفق المسؤولون من كل الأطراف على معايير اتفاق الانتقال السياسي الذي تنتهي مهلة التوصل إليه في الأول من أغسطس المقبل. وأضاف: الوقت لم يحن بعد لجولة ثالثة رسمية من المحادثات السورية. تقدم أشار المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى حدوث بعض التقدم في الإفراج عن المعتقلين المحتجزين لدى النظام السوري إلا انه لم يكشف عن الكثير من التفاصيل. وصرح للصحافيين: حصلنا على معلومات اليوم من مصدر رئيسي، ولكننا نرغب في الحصول على مزيد من المعلومات بأن أعداداً كبيرة من المقاتلين (المعارضين) قد افرج عنهم.
مشاركة :