مركز النشاط المالي بلندن يستعد للأسوأ في حالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

  • 6/10/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن معظم كبار المديرين بمدينة لندن يساندون معسكر بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، وذلك في الحملة التي تسبق الاستفتاء الذي سينظم في 23 حزيران/يونيو الحالي حول احتفاظ بريطانيا بعضوية الاتحاد الأوروبي أو تخليها عنها. غير أنه ليست ثمة توقعات مؤكدة حول نتيجة الاستفتاء، وتدرس كثير من المؤسسات المالية تداعيات فوز معسكر الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن معظم استطلاعات الرأي العام تشير إلى تفوق المؤيدين للبقاء بفارق ضئيل. ومع قول المحللين إن خروج بريطانيا يمكن أن يكلفها خسارة نحو 100 ألف وظيفة في الخدمات المالية وسط تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع قيمة الجنيه الاسترليني، بدأت بعض الشركات في وضع خطط طوارئ استعدادا للتعايش خارج الاتحاد الأوروبي. فمثلا شكل بنك دويتشه مجموعة لدراسة ما إذا كان سيتعين نقل أجزاء من أعماله بلندن إلى خارج بريطانيا، وكذلك عدد من موظفيه المقيمين في بريطانيا والبالغ عددهم تسعة آلاف في حالة الخروج من الاتحاد. أما جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جي.بي. مورجان فقد صرح لصحيفة فاينانشيال تايمز بأن مصرفه سيقلص من عملياته بلندن في حالة الخروج من الاتحاد. وفي استطلاع للرأي أجرته شركة " ذي سيتي يو.كيه " التي تمثل الشركات المالية في لندن العام الماضي بمشاركة 101 من كبار المسؤولين التنفيذيين ، قال ما نسبته 37% منهم إن شركاتهم " من المرجح " أن تنقل بعض موظفيها من بريطانيا إلى مواقع أخرى في أوربا بعد خروج بريطانيا. بينما أشار استطلاع آخر أجري أيضا العام الماضي إلى أن ما نسبته 31% من المستثمرين يعتزمون تجميد أو تقليص استثماراتهم في لندن إلى أن تظهر نتيجة الاستفتاء. وأوضح سيمون هيكس وهو خبير سياسي بكلية لندن للاقتصاد أن المصارف تشعر بالقلق أساسا بسبب مسألتين، الأولى تتعلق بقدرة بريطانيا على الاحتفاظ بعد الخروج بإمكانية الدخول إلى نظام الخدمات المالية " الموحدة " للاتحاد الأوروبي والذي يطلق عليه " جواز السفر المالي "، والثانية تتعلق بإمكانية أن تواصل لندن تقديم خدماتها في المنتجات المالية التي يهيمن عليها اليورو. ويسمح نظام الخدمات المالية الموحدة للشركات المسجلة في منطقة اقتصادية أوروبية بأن تسوق خدماتها في أية منطقة أوروبية أخرى من خلال فروع محلية أو في أعمال عبر الحدود في إطار سوق موحدة. وقال هيكس إن احتفاظ بريطانيا بوضعها داخل هذا النظام المالي الموحد " سيكون ممكنا إذا بقيت بريطانيا داخل المنطقة الاقتصادية الأوروبية، ولكنه لن يكون محتملا في حالة ترك بريطانيا السوق الموحدة، واضطرت لأن تتفاوض حول توقيع اتفاقية للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي ".

مشاركة :