قبل سنتين وخلال نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 FIFA كان هناك نزال بين أخوين حظي باهتمام كبير، جمع بين جيروم بواتينج من المنتخب الألماني وكيفين برينس بواتينج من منتخب غانا وانتهى بنتيجة التعادل 2-2. وعلى غرار ذلك، ستشهد كأس الأمم الأوروبية 2016 في فرنسا في الدور الأول مواجهة بين شقيقين. ففي افتتاح البطولة في 11 يونيو/حزيران بمدينة لنس سيلاقي تولانت شاكا ومنتخبه ألبانيا نظيره السويسري ضمن فعاليات المجموعة الأولى. وفي المنتخب السويسري بالذات يضطلع شقيقه جرانيت الذي أعلن لتوّه عن انتقاله من بورسيا مونشنجلادباخ إلى آرسنال بدور مهم. إنه نزال لم يكن يتمناه بالضرورة كلا الأخوين، ولا حتى والدهما رجيب شاكا الذي أوضح بهذا الخصوص "كنت أتمنى أن تكون المواجهة بينهما في النهائي." كانت أسرة شاكا الألبانية قد فرّت في الماضي من كوسوفو إلى سويسرا حيث كبر كلا الأخوين في منطقة كلاينبازل ووجدا وطنهما الكروي أيضاً في نادي بازل. صرّح جرانيت شاكا، البالغ من العمر 23 عاماً، باختصار قائلاً "أن نتواجه فيما بيننا هو آخر ما كنا نتمناه. وحتى أسرتنا ترى الأمر كذلك. في الوهلة الأولى لم نفرح كثيراً لأننا سنتواجه للمرة الأولى على مستوى المنتخب الوطني، لكن بعدها تغير الأمر. فقد تحدثنا في البيت بخصوص هذا الموضوع ونحن نتطلع الآن بكل فرح للمباراة." وأضاف الأخ الأكبر الذي يبلغ من العمر 25 عاماً قائلاً "قال أبي لحسن الحظ إن لديه يدين ليتمكن من تشجيع كلينا." يحدث أحياناً أن يلعب كلا الأخوين في نفس المركز على أرض الملعب ويتشابهان في طريقة اللعب تقريباً مثل التوأم بيندر. يشغل جرانيت الذي يُعتبر الأكثر موهبة محور الوسط، ومنذ انتقاله إلى صفوف المدفعجية بات أغلى لاعب كرة قدم سويسري. أما أخوه الأكبر فأداؤه الكروي أكثر تنوعاً إذ يلعب أحياناً في الوسط الدفاعي وأحياناً أخرى كظهير وعند الضرورة يمكن توظيفه كمدافع أوسط. لم يتمكن من فرض نفسه مباشرة في بازل، النادي الأبرز في سويسرا وتمت بذلك إعارته إلى جراسهوبرز. وعليه، التقى الأخوان وجهاً لوجه في السابق في الدوري السويسري، ففي 10 مارس/آذار 2012 انهزم تولانت مع جراسهوبرز أمام جمهوره بهدفين نظيفين ضد جرانيت وفريقه بازل. ويستحضر جرانيت تلك الذكريات قائلاً "لم يكن ذلك سهلاً. لقد كان مميزاً للغاية لكن جميلاً جداً أيضاً." ومن جهته أوضح تولانت قائلاً "لأنني كنت حينها ألعب في مركز الظهير الأيمن وهو يلعب في محور الوسط لم تكن هناك صدامات مباشرة بيننا. وهو الأمر الذي سيتغير في البطولة الأوروبية." وأضاف جرانيت "أفادته كثيراً فترة العام ونصف التي قضاها في جراسهوبرز. تطور الآن كثيراً وسيواصل طريقه حتى وإن كان قد بدأ متأخراً بالمقارنة معي." عندما يتحدث جرانيت بهذا الشكل عن أخيه تولانت يتكون لدى المرء انطباع بأن الأكبر سناً هو الذي يتحدث عن الأصغر وليس العكس. في السابق كانت الأسرة تفضّل أن تترك مفتاح المنزل لدى الأخ الأصغر، وهو ما تذكره جرانيت ضاحكاً "في الوقت الحالي يحصل عليه هو لأنني لم أعد أسكن في البيت." لكن لا ينبغي أن يتولد انطباع أن هناك ندّية كبيرة بينهما. حيث اعترف جرانيت لموقع FIFA.com قائلاً "تربطني علاقة جيدة جداً بأخي، فنحن نتكلم يومياً تقريباً عبر الهاتف. وهو مثل أعلى بالنسبة لي على أرض الملعب وخارجه،" مضيفاً "نتضامن مع بعضنا البعض في الأوقات الجيدة والسيئة. لم تكن الستة أشهر الأولى التي قضيتها في مونشنجلادباخ فترة سهلة، وهو أيضاً واجه أوقاتاً صعبة في بازل تحت قيادة فينك. وهنا من المهم أن يتضامن المرء مع أخيه." التضامن جيد لكن لا يعني ذلك أن يكون هناك تساهل عندما سيتواجهان على أرض الملعب، وهذا ما أشار إليه الأخ الأكبر قائلاً "لا، لن أغيّر أسلوب لعبي، ففي النهاية أريد الفوز لألبانيا. ولا يهم إطلاقاً إن كان ذلك سيمرّ عبر مواجهة أخي. نحن نلعب كرة القدم وليس الشطرنج. سيكون ذلك قاسياً لكن ليس غير منصف!" لكن لماذا يلعب أحدهما في منتخب سويسرا والآخر مع منتخب ألبانيا؟ أجاب جرانيت قائلاً "إن الأمر سهل للغاية: بالنسبة لي لم تُظهر ألبانيا أي اهتمام بي على عكس ما فعلت سويسرا. والعكس صحيح بالنسبة إلى تولانت." وكيف تبدو حظوظ فريقيهما في البطولة الأوروبية؟ أجاب تولانت فيما يخص ألبانيا "بإمكاننا التغلب على أي خصم، وقد تمكنا خلال التصفيات من الفوز على منتخبات عديدة من بينها البرتغال. لكن بالطبع يُعتبر منتخبا فرنسا وسويسرا مرشحين بارزين في المجموعة. وكلا الفريقان يملكان لاعبين أفضل منا على المستوى الفردي. وما يميزنا هو تماسكنا كفريق." أما جرانيت فتحدث عن حظوظ سويسرا قائلاً "رغم هزيمتنا في المواجهتين الوديتين ضد البوسنة وأيرلندا فأنا واثق من أننا سنكون على أتم الإستعداد في البطولة الأوروبية. نملك أيضاً جيلاً ذهبياً. ولكي نحقق إنجازاً كبيراً يجب ربما أن نحظى بالقليل من الحظ. خلال كأس العالم لعبنا بشكل رائع ضد الأرجنتين وكنا نستحق التعادل، ولكن في النهاية تبقى النتيجة أهم من الأداء." وبخصوص المنتخبات المرشحة للفوز بالبطولة كشف جرانيت عن رأيه قائلاً "ما حققته اليونان كان استثنائياً وأعتقد أنه لن يتكرر مجدداً،" قبل أن يختم حديثه بالقول "منتخب ألمانيا بصفته بطل العالم هو مرشح في البطولة الأوروبية كما أن فرنسا تملك فريقاً رائعاً ولا يمكن الإستهانة به وربما ستكون بلجيكا المرشح غير المعلن للتتويج بالبطولة." لكن في بيت شاكا ستتوجه الأنظار على وجه الخصوص إلى ألبانيا وسويسرا - لتشجيع تولانت بيدٍ وجرانيت باليد الأخرى.
مشاركة :