محمد حامد (دبي) ماذا ستفعل عائلة شاكا الألبانية اليوم ؟ الابن تاولانت شاكا سيقود منتخب ألبانيا في مواجهة شقيقه جرانيت شاكا الذي يمثل منتخب سويسرا، هذا باختصار ما تصنعه حركة الهجرة في عالم الساحرة، فقد تأثرت كرة القدم العالمية بحركة الهجرة التي ارتفعت وتيرتها في السنوات الماضية بصورة ملحوظة، ونجحت منتخبات أوروبية كبيرة في أن تستفيد من هؤلاء المهاجرين لتقوية ودعم صفوفها. فقد أبهر الألمان العالم بداية من مونديال 2010، وصولاً لكأس العالم في البرازيل 2014، بفضل التشكيلة التي ضمت عدداً كبيراً من المهاجرين، وفي التشكيلة الأولية التي ضمت 27 لاعباً ألمانياً يشاركون في يورو 2016، اختار يواكيم لوف 11 لاعباً من أصول مهاجرة، أي فريق كرة قدم كامل، تم تصفيتهم إلى 10 لاعبين، وكان جيروم بواتينج «الألماني» قد واجه شقيقه كيفين برينس بواتينج «الغاني» في مونديال 2010، ويبدو أن هذه الحالة التي أبهرت العالم في حينه مرشحة للتكرار كثيراً في الحاصر والمستقبل. وعلى رأس الألمان المهاجرين أوزيل وبواتينج ومصطفي وكان وبودولسكي وغيرهم من النجوم، كما يضم المنتخب الفرنسي 15 لاعباً من أصول غير فرنسية، ومن المعروف عن فرنسا أنها البلد الأول والأكثر اعتماداً على المهاجرين، وخاصة أصحاب الأصول الأفريقية والعربية في صفوف منتخباتها، وكذلك يضم المنتخب السويسري 14 لاعباً، فيما تضم التشكيلة الألبانية 13 لاعباً ومثلهم لبلجيكا من المهاجرين الذين أصبحوا جزءاً من نسيج الوطن ومن ثم المنتخب. الإحصائيات تقول إن لاعباً من بين كل ثلاثة يشاركون في يورو 2016، كان بمقدوره تمثيل منتخب آخر، أي أن 166 لاعباً من بين 552 لاعباً يمثلون منتخبات اليورو تعود أصولهم إلى بلدان ودول أخرى بخلاف التي يمثلونها ويدافعون عن ألوانها في نهائيات البطولة القارية، مما يؤكد أن حركة الهجرة العالمية أصبحت أحد أكثر العوامل تأثيراً في عالم كرة القدم، ومن المعروف أن العنصر المهاجر يملك قدرات خاصة يساعد بها بلده الحالي، سواء فيما يتعلق بالعنصر المهاري، أو اللياقي في كثير من الأحيان. وعلى الرغم من أن لا فارق بين مهاجر من أصول أفريقية أو عربية ولاعب فرنسي في صفوف الديوك، فإن تصريحات إيريك كانتونا التي اتهم خلالها ديديه ديشامب المدير الفني للمنتخب بأنه عنصري في اختيارات اللاعبين، في إشارة إلى تجاهل كريم بنزيمة «جزائري الأصل»، وحاتم بن عرفة «تونسي الأصل» أثارت جدلاً كبيراً، وجاء رد بكاري سانيا قوياً حينما قال إن هذه التصريحات هي العنصرية بعينها، بل إنه اتهم أسطورة اليونايتد كانتونا بالغباء. المفارقة أن مباراة ألبانيا وسويسرا التي تقام اليوم، ضمن مباريات المجموعة الأولى، تجسد بصورة عملية التأثير الكبير لحركة الهجرة والمهاجرين على كرة القدم، حيث يضم المنتخب السويسري 14 لاعباً مهاجراً، ويضم نظيره الألباني 13 وجهاً ممن ولدوا خارج ألبانيا، لكنهم عادوا لتمثيلها دولياً، ومن بين هؤلاء 6 لاعبين شهدت سويسرا مولدهم وعاشوا بها، لكنهم يمثلون ألبانيا، مما يؤشر إلى أن موقعة اليوم بين المنتخبين ستكون مثيرة وعاطفية وإنسانية بامتياز. وتبدو المفارقة الأكبر في نهائيات يورو 2016، والتي تشهدها مدينة لانس الليلة، تتمثل في مواجهة من نوع خاص بين شقيقين الأول هو تاولانت شاكا مدافع فريق بازل السويسري ولاعب المنتخب الألباني، والثاني هو شقيقه جرانيت شاكا المنتقل منذ أيام إلى صفوف أرسنال قادماً من فريق بروسيا مونشنجلادباخ مقابل 35 مليون جنيه أسترليني، وهي المرة الأولى في تاريخ نهائيات أمم أوروبا التي تشهد مواجهة بين شقيقين، تكراراً لمشهد مونديالي 2010 و 2014 بين ألمانيا وغانا والصدام بين الشقيقين بواتينج. و يعود الفضل للمهاجرين في إضافة لمسة مهارية لأداء منتخب الأسود الثلاثة الإنجليزي، ويضم المنتخب 12 لاعباً من أصول غير إنجليزية منهم 5 من جامايكا، وهؤلاء النجوم هم رحيم سترلينج، ودانيال ستوريدج، وكريس سمولينج، وداني روز، وكيلي ووكر، كما تضم التشكيلة الإنجليزية لاعباً إسبانياً وهو آدم لالانا، وثنائي نيجيري هو روس باركلي وديلي آلي، كما أن وين روني من أصول أيرلندية، لكنه فضل اللعب لمنتخب إنجلترا. على الجانب الآخر، يعد منتخب رومانيا هو الوحيد الذي يخوض غمار المعترك القاري من دون أي لاعب مهاجر، فجميع عناصره الـ 23 من أصول رومانية، كما أن منتخبات آيسلندا، والتشيك، وسلوفاكيا تضم لاعباً واحداً فقط في كل منها من الطيور المهاجرة.
مشاركة :