هاجس الامتحانات المدرسية والثانوية على وجه الخصوص الذي تعيشه الأسر في هذه الأيام يثير الكثير من التساؤلات، والتي يأتي في مقدمتها لماذا حالة الطوارئ والاستنفار التي تفرضها الأسر على أولادها وعلى نفسها خلال هذه الفترة، والتي من البديهي أن تؤدي إلى شعور الطالب بالضغط النفسي والبدني؟ وما مدى صحة هذه العادة وهل هي إيجابية أم ضارة بالطالب؟ وما هي الوسائل الأفضل لتمرير هذه الفترة الحرجة التي يعيشها الطالب كما أهله؟ للمختصين رأي في هذه الظاهرة والتي يرى بعضهم أنها زالت بسبب انشغال أولياء الأمور بأمورهم ومشاكلهم وحياتهم على حساب مصلحة أولادهم. عدم التحضير الجيد الدكتور أسامة اللالا استشاري الجهد البدني والصحة قال: إن القلق والتوتر الذي يصيب الطلاب ناتج عن عدم التحضير الجيد خلال العام الدراسي، والاعتماد على المراجعة قبل مدة قصيرة من موعد الامتحانات، وهذا السلوك يؤدي إلى عدم القدرة على الانتهاء من المادة الدراسية ما يشعر الطالب بأنه مقصر وليس لديه الوقت الكافي لدراسة كل المواد وعندها يعيش تحت ضغط نفسي. ويتابع كلامه، بالإشارة إلى أن الأمر الثاني الذي يؤدي إلى التوتر والضغط هو الأسرة والمتطلبات التي يطلبونها من أولادهم وغالباً ما تكون أعلى من قدراتهم الدراسية، وبالتالي تحميل الطالب أكثر من قدرته ما يؤدي لإحساسه بالضغط النفسي. ويعقب بالقول: هاتان الحالتان تسببان وجود عبء عال على الجهاز العصبي، ورد فعل الجسم يكون ضعف التركيز والانتباه ما يشعر الطالب بأنه لا يملك الوقت الكافي للدراسة. والخطة العلاجية البديلة التي يستخدمها الأهل والطلبة تكمن في السهر لساعات الليل بأكملها، وهي خطة فاشلة. وأكدت الدكتورة سمية الشمايلة الأخصائية النفسية في جامعة الشارقة أن القلق من الامتحانات في الحدود البسيطة هو أمر مقبول، كونه يعد من الأمور التي تحفز الإنسان للأفضل ولتحسين وضعه، ما يدل على اهتمامه بالأمر وبالتالي يكون القلق والتوتر أمرين طبيعيين، إلا أن المبالغة في القلق أمر غير صحي. أما أمل صالح تربوية فقالت: إن حالة الاستنفار والطوارئ خلال فترة الامتحانات لم تعد موجودة اليوم، بسبب انشغال الأهالي بأمورهم الشخصية، خاصة الأمهات اللاتي يشرفن على متابعة وتدريس أولادهن كالعادة أكثر من الآباء، إلا أن ما نراه اليوم هو استغناء الأم عن هذا الدور والالتفات إلى أمور مادية.
مشاركة :