تتجه الأنظار اليوم السبت إلى ستاد فيلودروم في مرسيليا الذي يحتضن مواجهة ثأرية للإنجليز ضد الروس في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية لنهائيات كأس أوروبا يورو2016. ويسعى كل من الطرفين إلى تحقيق بداية مثالية لمشوارهما القاري الذي تعثر بالنسبة للإنجليز عام 2008 عندما فشلوا حتى في الوصول إلى النهائيات بسبب الخسارة التي لحقت بهم في موسكو 2007 بنتيجة 1-2 في آخر لقاء بين الفريقين. ويأمل المنتخب الإنجليزي بقيادة مدربه روي هودجسون تجنب سيناريو مونديال جنوب إفريقيا 2014 عندما سقط في مباراته الأولى أمام إيطاليا ثم خسر الثانية أمام الأوروغواي وودع النهائيات من الباب الصغير. ويبحث منتخب الأسود الثلاثة عن الاحتفال بالذكرى الخمسين لتتويجه الأول والأخير (مونديال 1966 على أرضه) بأفضل طريقة وتجنب مشاركة هامشية أخرى في البطولة القارية التي تبقى أفضل نتيجة له فيها حلوله ثالثاً عام 1968 ووصوله إلى دور الأربعة عام 1996 على أرضه. ويدرك المنتخب الإنجليزي أن المباراة الأولى أمام روسيا ستكون مفصلية في مشاركته القارية التاسعة، رغم أن روسيا فشلت في تجاوز دور المجموعات في كأسي العالم وأوروبا سوى مرة واحدة منذ انحلال عقد الاتحاد السوفييتي وكان ذلك عام 2008 في النهائيات القارية حين واصلت مشوارها حتى نصف النهائي. ومن المتوقع أن يعتمد مدرب إنجلترا في الهجوم على هدافي الدوري نجمي ليستر سيتي البطل جايمي فاردي وتوتنهام هاري كاين كرأسي حلبة فيما سيلعب القائد روني خلفهما. ويأمل الإنجليز المحافظة على سجلهم القاري المميز في الأعوام الأخيرة إذ إنهم لم يعرفوا طعم الهزيمة في الوقتين الأصلي والإضافي في مبارياتهم ال22 الأخيرة، وتحديداً منذ خسارتهم المكلفة جداً أمام كرواتيا 2-3 ضمن التصفيات في نوفمبر/ تشرين الثاني 2007، لكنهم خسروا بركلات الترجيح ضد إيطاليا في ربع نهائي 2012. ومن المؤكد أن مهمة الإنجليز لن تكون سهلة ضد فريق روسي يريد إثبات نفسه قبل استضافته لنهائيات مونديال 2018. وبعد اعتماده على المدرسة الأجنبية، قرر الاتحاد المحلي أن يوكل مهمة تدريب المنتخب الوطني إلى ليونيد سلوتسكي أحد أبرز المدربين المحليين والذي اضطر إلى إيقاف مسيرته كحارس مرمى في سن التاسعة عشرة لإصابة في ركبته عندما حاول إنقاذ قط عالق على شجرة. واستلم سلوتسكي تدريب المنتخب خلفاً للإيطالي فابيو كابيلو في منتصف التصفيات وحقق بإشرافه أربعة انتصارات متتالية بعدها مباشرة لينتزع مقعده في العرس القاري. يستطيع سلوتسكي الاعتماد على مهاجم زينيت سان بطرسبورغ ارتيم دزيوبا الذي تألق بشكل لافت هذا الموسم ومحلياً وفي مسابقة دوري أبطال أوروبا وكان هداف منتخب بلاده في التصفيات برصيد 8 أهداف. وقد حذّر سمولينغ مدافع إنجلترا من دزيوبا، الفارع الطول (96,1 م)، قائلا: على قلبي الدفاع اللعب بقوة بدنية عالية واندفاع ضده، نحن كمدافعين في الدوري الممتاز اعتدنا على مواجهة مهاجمين أقوياء البنية وعلى التعامل مع تحديات مماثلة، وهذا أمر استمتع به كقلب دفاع. وفي المباراة الثانية ضمن المجموعة نفسها، ستكون المواجهة في لنس بين سويسرا وألبانيا بمثابة اختبار للولاء بسبب الترابط الوثيق بين الطرفين على صعيد اللاعبين. وترتدي هذه المواجهة أهمية كبرى للطرفين في مستهل البطولة القارية التي تشكل الاختبار الكبير الأول لألبانيا لأنه لم يسبق لها أن شاركت في أية بطولة، قبل أن تحقق الإنجاز باحتلالها المركز الثاني في مجموعتها خلف البرتغال. وتتميز مواجهة اليوم التي تقام في لنس بالترابط الوثيق بين الطرفين إذ يضم المنتخب الألباني لاعبين نشأوا في سويسرا، ونظيره السويسري لاعبين من أصل ألباني. وهناك إمكانية أن تشهد المباراة مواجهة بين نجم وسط سويسرا غرانيت تشاكا وشقيقه الأكبر تاولانت تشاكا. وولد الشقيقان في بال السويسرية من والدين من ألبان كوسوفو، وكلاهما مثلا سويسرا على مستوى الفئات العمرية وفي حال تواجها اليوم سيدخلان التاريخ كأول شقيقين يلعبان ضد بعضهما في البطولة القارية، علماً أن مونديالي 2010 و2014 شهدا مشاركة مدافع ألمانيا جيروم بواتنغ ضد شقيقه كيفن برينس-بواتنغ الذي خسر المباراة الأولى مع منتخب غانا صفر-1 ثم حصل مع رفاقه على نقطة التعادل 2-2 في المواجهة الثانية. وغرانيت تشاكا ليس اللاعب الوحيد في صفوف سويسرا على علاقة بالألبان، إذ يضم لا ناتي لاعبين آخرين تعود جذورهم إلى ألبان كوسوفو وهم فالون بهرامي وادمير محمدي وشردان شاكيري وبليريم دزيمايلي. أما المنتخب الألباني فيضم العديد من اللاعبين الذين ولدوا في سويسرا وهم أمير ابراشي وارليند اييتي وميغيين باشا وشكيلزن غاشي وفريديريك فيسيلي، فيما أمضى كل من ناصر اليي ولوريك سانا وبوريم كوكيلي وارمير لينياني جزءاً كبيراً من طفولتهم في سويسرا. كما هناك عدد كبير من لاعبي ألبانيا الذي يلعبون في الدوري السويسري مثل غاشي (انتقل إلى كولورادو رابيدز الأمريكي) وشاكا واليي (بازل) وكوكيلي وارماندو ساديكو (زيوريخ) وفيسيلي (لوغانو) وباشا (لوسيرن). وتأمل ألبانيا أن تتواصل تجربتها الناجحة بقيادة المدرب الإيطالي جاني دي بيازي، معتمدة على خبرة بعض لاعبيها مثل القائد لوريك سانا، لاعب باريس سان جرمان ومرسيليا الفرنسيين ولاتسيو الإيطالي سابقاً ونانت الفرنسي حالياً، وزميليه المدافعين السيد هوساي (نابولي الإيطالي) وميرغيم مافراي (كولن الألماني). بايل وهامسيك يخطفان الأضواء في ويلز وسلوفاكيا تخوض كل من ويلز وسلوفاكيا باكورة مبارياتهما ضمن كأس أوروبا لكرة القدم ضمن المجموعة الثانية في بوردو، حيث تعول الأولى على نجمها المطلق غاريث بايل والثانية على ماريك هامسيك. وستكون المواجهة منتظرة بين بايل (26 عاماً) الذي خاض موسماً رائعاً مع ريال مدريد، وهامسيك (28 عاماً) المتألق في السنوات الماضية مع نابولي الإيطالي. يقول المدرب الإسباني رافايل بينيتيز الذي درب اللاعبين، إنه إذا كانت قيمة بايل 100 مليون يورو، فإن هامسيك لا يقدر بثمن. انتظر بايل وقتاً كافياً ليشغل محركه مع ريال، لكن في الموسم الماضي تألق لدرجة كاد ينسى فيها عشاق الفريق الملكي نحمهم الأول البرتغالي كريستيانو رونالدو. التقى الطرفان أول مرة في تصفيات كأس أوروبا 2008 فسحقت ويلز مضيفتها 5-2 لكن سلوفاكيا ردت التحية بعد شهر بفوز ساحق 5-1 على أرض ويلز التي سجل لها بايل من ركلة حرة، آنذاك أصبح أصغر مسجل في تاريخ منتخب ويلز بعمر 17 عاماً وشهرين و22 يوماً. على غرار بايل، كان بروز هامسيك مبكراً أيضاً، فانتقل من سلوفان براتيسلافا إلى بريشيا الإيطالي بعمر السابعة عشرة في 2004، ثم بدأت قصة عشقه مع نابولي بعدها بثلاث سنوات. ساهم بإحراز الفريق الجنوبي لقب الكأس مرتين، لكن خلافاً لبايل فقد ذاق طعم المشاركة في البطولات الكبرى في مونديال 2010 عندما فازت سلوفاكيا على إيطاليا في الدور الأول. يتميز صانع ألعاب نابولي بروح المقاتل، وصحيح أن لياقته البدنية لا تقارن مع بايل، إلا أن عينه ثاقبة أمام المرمى، وأهدافه الدولية ال 18 جعلته ثالث أفضل مسجل في تاريخ منتخب سلوفاكيا. سجل أفضل لاعب في سلوفاكيا خمس مرات (رقم قياسي) خمسة أهداف في التصفيات، وألهم فريق المدرب يان كوزاك إلى فوز ودي لافت على أرض ألمانيا بطلة العالم 3-1. ولن يكون بايل بمفرده نجماً فرض هويته الكروية في أوروبا، فقد قدم زميله في الوسط ارون رامسي خدمات جلية لأرسنال، فيما سيجلس لاعب وسط كريستال بالاس جو ليدلي على مقاعد البدلاء، إذ اعتبر كولمان أن الدفع به سيكون متهوراً بعد شهر من كسره عظمة الشظية. وأعلن المهاجم هال روبسون-كانو نفسه جاهزاً بعد تعرضه لإصابة في كاحله قبل النهائيات. وفي وقت تعرضت ويلز لبعض الدعسات الناقصة قبل البطولة، لم تخسر سلوفاكيا، التي تضم قلب دفاع ليفربول مارتن سكرتل، في آخر 8 مباريات. وقال ظهيرها الأيمن بيتر بيكاريك: سنقوم بكل شيء لأبعاد بايل عن أجواء المباراة. أصغر معدل أعمار تخوض إنجلترا نهائيات فرنسا 2016 بأدنى معدل أعمار في البطولة (825 سنة)، كما أنه أدنى معدل أعمار لإنجلترا في بطولة كبرى منذ مونديال ، 1958 وذلك بعدما وضع هودجسون ثقته بلاعبين واعدين مثل المهاجم ماركوس راشفورد (18 عاماً)، وزميله في مانشستر يونايتد قلب الدفاع كريس سمولينغ (25)، وظهير توتنهام كايل ووكر (26). ويأتي الاعتماد على راشفورد بعد أن نجح في الوصول إلى الشباك بعد 3 دقائق على انطلاق مباراته الدولية الأولى مع الأسود الثلاثة، وكانت ودية ضد أستراليا. ويبدو أن كل شيء يسير بسرعة عالية بالنسبة لراشفورد، الذي أصبح أصغر لاعب يسجل في مباراته الدولية الأولى مع إنجلتراعن 18 عاماً و208 أيام، متفوقاً على تومي لاوتون الذي حقق الرقم عام 1938 .
مشاركة :