كشفت مصادر في القوة الجوية العراقية ان 200 من عناصر احدى المليشيات الشيعية اقتحمت قاعدة بلد الجوية (150 كم شمال بغداد) التي تأوي طائرات اف 16 الأمريكية وشركات أمريكية متخصصة بصيانة تلك الطائرات. وبينت المصادر لـ (أخبار الخليج) ان السفير الأمريكي في بغداد ستيورات جونز اتصل فورا برئيس الوزراء حيدر العبادي وطلب منه إصدار أوامره لعناصر تلك المليشيا بالانسحاب فورا من القاعدة وبعكسه فإن عواقب وخيمة ستترتب على ذلك، موضحة ان العبادي اجرى اتصالاته مع قيادة الحشد الشعبي فتبين ان مليشيا تطلق على نفسها كتائب الامام علي بزعامة شبل الزيرجاوي هي التي اقتحمت القاعدة بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني ومليشيات عراقية اخرى مدعومة من إيران. العبادي اخفق في اقناع عناصر المليشيا بالانسحاب من القاعدة، ورغم اتصالاته الهاتفية مع مسؤولين امنيين وسياسيين إيرانيين طالبا منهم الضغط على المليشيا الشيعية للانسحاب من القاعدة فإن جهوده باءت بالفشل تماما. وقالت المصادر إن المليشيا لم تصغ لأمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بمغادرة القاعدة، مشيرة إلى ان هذا الرفض يعتبر إخلالا صريحا باتفاقية (سوفا) بين بغداد وواشنطن وإخلالا بمشروع طائرات (إف 16) التي صرف عليها العراق مليارات الدولارات، إذ يعتبر هذا المشروع حاسما جدا لكسر شوكة التنظيم الإرهابي في العراق. وأشار المصدر إلى ان الجانب الأمريكي هدد باتخاذ عدة إجراءات فورية ما لم تنسحب مليشيا كتائب الإمام علي من القاعدة ومن هذه الإجراءات أولاً: أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية عمل الطائرات الحربية ضد مواقع داعش في العراق. ثانيا: طالبت الإدارة الأمريكية من موظفيها العاملين في القاعدة والذين يتمتعون حاليا بإجازات يقضونها خارج العراق بعدم العودة إلى العراق وأن بقية العاملين الأمريكان في القاعدة سيغادرونها. ثالثا: قد تضطر واشنطن إلى سحب مستشاريها وقواتها الموجودة في العراق نهائيا وتتوقف عن دعم حكومة العبادي في حربها ضد داعش.