خلصت دراسة تحليلية جينية مفصلة إلى أن سرطان الدم ليس نوعا واحداً إنما 11 نوعاً مختلفا، وعملت الدراسة، التي نشرت في دورية "نيو إنجلند" الطبية، على معرفة الاختلافات الجينية التي تفسر لماذا يستجيب بعض المرضى للعلاج أكثر من غيرهم، وشملت الدراسة بيانات 1500 مريض بسرطان الدم النخاعي الحاد. وقال الباحثون بحسب "بي بي سي" إن من شأن هذه النتائج المساعدة في تحسين التجارب السريرية الخاصة بتطوير عقاقير جديدة لهذا المرض. وقال مركز أبحاث السرطان في بريطانيا إن "هذا النوع من الدراسة يقدم رؤى جديدة لمعالجة مرضى سرطان الدم". وركزت الدراسة على سرطان الدم النخاعي الحاد الذي يصيب نحو 3000 شخص سنوياً في المملكة المتحدة. ويعد هذا النوع من السرطان شرساً، خاصة عندما يصيب المسنين وتكون نسبة الشفاء منه نحو 20 في المائة. ويعمد الأطباء لعلاج سرطان الدم النخاعي الحاد بإخضاع المريض لعلاج كيماوي أوزراعة خلايا جذعية، إلا أن من الصعب معرفة أي علاج يناسب أي مريض. ويعتمد الأطباء لتحديد وسيلة العلاج على نتائج تحاليل الكروموسومات والتحاليل المجهرية . وشملت الدراسة بيانات 1500 مريض بسرطان الدم النخاعي الحاد. وتوصل العلماء إلى أن "المرضى منقسمون إلى 11 مجموعة رئيسة على الأقل، لكل منها مجموعة من التغييرات الجينية الخاصة والسمات السريرية". وقال الدكتور بيتر كامبل الذي شارك في قيادة فريق الدراسة ويعمل باحثا في معهد ويلكم تراست سانجر في بريطانيا إن "نتائج هذه الدراسة ستسمح للأطباء بوضع تنبؤات مفيدة لما سيحدث للمرضى". وأضاف " قد أعالج اثنين من المرضى يعانيان نوع سرطان الدم نفسه بحسب النتائج المجهرية، وقد أعطيهما العلاج نفسه، وقد يشفى أحدهما فيما يموت الآخر بسرعة كبيرة، لذا فإن ما يمكن رؤيته من خلال البيانات هو أن التغييرات السريرية يمكن التنبؤ بها من خلال السمات الوراثية".