رمضان في قطر... أجواء عائلية واستعادة للتقاليد

  • 6/11/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تتميّز الدوحة بأجواء هادئة خلال الشهر الفضيل، ويمكن ملاحظة الهدوء في شكل أكبر مع اقتراب موعد الإفطار، كما تجد الخيم الرمضانية في كل الأحياء بمختلف المستويات، إضافة إلى تبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء، وشراء الفوانيس. يقول الدكتور خالد السليطي المدير العام للحي الثقافي (كتارا) الذي يشهد مهرجاناً رمضانياً تحت عنوان «القرآن وخلق القرآن»، إن «القطريين يستعدون قبل رمضان بتجهيز منازلهم لاستقبال هذا الشهر. ومع بداية الأيام الأولى لرمضان تكون الزيارات العائلية بين الأهل والأسرة، ويقصد الرجال المجالس بعد صلاة التراويح يتجاذبون أطراف الحديث ويتبادلون التهاني. وتعم الفرحة نفوس أفراد الأسرة من صغارها إلى كبارها». ويوضح أن كل مجتمع يتميز بطابع خاص في رمضان، وما يميز المدن القطرية مثل الوكرة والخور والشمال والريان، أن «العائلات جميعها متماسكة ومترابطة وتجدهم دائماً ما يصلون الرحم، ويحرصون على الاجتماع في المجالس التي تشهد الغبقات الرمضانية، وهي تقليد تاريخي اجتماعي في الخليج تعارف أهله على إحيائه منذ مطلع القرن العشرين، وهي وجبة تقع بين وجبة الإفطار والسحور. ويتذكر السليطي عندما كان طفلاً صغيراً أكلة «الهريس» وكيف كانت والدته تعدّها منذ الصباح الباكر، «وكنا ننتظر ضرب الهريس حتى نأكل ما يتبقى في القدر».   نمط حياة خلال شهر رمضان تتغير وتيرة الحياة ويتعدل نمط النشاط بالنسبة الى كثيرين، ليس على مستوى الأكل والشرب فحسب، بل على صعيد كل النشاطات اليومية. ويشكل موعد الدوام في هذا الشهر الكريم مثاراً للجدل سنوياً، لا يكاد ينتهي حتى يحين موعد شهر رمضان للعام التالي، وتختلف وجهات النظر حول موعد الدوام الذي يتغير من عام إلى آخر وفق ما تقتضيه المصلحة. وتستضيف الدوحة خلال أيام شهر رمضان مجموعة من الفرق الموسيقية المتنوعة في خلفياتها الفنية باختلاف البلدان التي تأتي منها، وتشهد الخيم الرمضانية في الفنادق الكبرى تنافساً بين تلك الفرق على تقديم فقرات غنائية وموسيقية للجمهور الذي يأتي للإفطار أو السحور متوقعاً الاستمتاع بجرعة موسيقية خاصة. ويقول محمد البشري وهو قائد أوركسترا من مدينة فاس المغربية، إنه وفرقته يأتون سنوياً للمشاركة في الخيمة الرمضانية الخاصة بمنتجع «فريج شرق»، حيث يعزفون ويقدمون الموسيقى المغربية الكلاسيكية، والمقطوعات والأغاني الطربية من مختلف المدارس العربية، إضافة إلى الموسيقى الأندلسية المغربية وكل الطقوس الخاصة بالمغرب العربي. ويوضح البشري أن البرنامج الذي تقدمه الفرقة يختلف كل سهرة، مشيراً الى أن «الغناء بإحساس يقرب الناس منّا، ما يجعلنا نشعر بما يحتاجون الى سماعه، وهذا ما أهّلنا لأن نكون موجودين في الدوحة للسنة السادسة على التوالي»، لافتاً إلى أنهم يتلقون طلبات الجمهور وعلى استعداد تام لتقديم كل الأنواع الموسيقية والغنائية سواء الطربية أو الشعبية أو حتى الأغاني الخليجية. أما المغني وعازف العود سيد منصور من فرقة «ليالي زمان» فيوضح أن الفرقة التي تقدم موسيقاها في خيمة فندق «سانت ريجيس» الرمضانية عبارة عن تخت شرقي يتكون من عازفي كمان وناي وقانون وعود وتشيلو ورقّ إضافة إلى العود، موضحاً أن الفرقة تقدم المقطوعات الموسيقية الشرقية القديمة كمؤلفات محمد عبدالوهاب وأحمد فؤاد حسن ومحمد فوزي، وأيضاً تقدم أغاني التراث لمحمد قنديل ومحمد عبدالمطلب وأم كلثوم وفريد الأطرش والمعاصر مثل أغاني نجاة الصغيرة وشادية وفايزة أحمد ووردة. ويؤكد أن ما يميز فرقة «ليالي زمان» هو أن أعضاءها مجموعة منتقاة من العازفين المنفردين في الموسيقى العربية من دار الأوبرا المصرية، وأنهم جميعهم محترفون يقدمون الأعمال في شكل يتقبله الجمهور ويتفاعل معه بصورة جميلة، مشدداً على أن هناك عملية تكاملية بين أعضاء الفرقة، وأنهم يقدمون هذه الفقرات الموسيقية للسنة الثالثة على التوالي. وقال محمد بركات من فرقة «ليالي الطرب السورية» إن ما يقدمه وزملاءه يتألف من مجموعة سماعيات قديمة من الطراز الشرقي تتضمن فقرات إنشادية وتهاليل خاصة بشهر رمضان الفضيل ليعيش الحضور أجواء رمضان. وأوضح أنه قبل ذلك كانت الفرقة تقدم أغاني لفيروز ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، إلا أنها تركز حالياً على الإنشاد الديني والقصائد الصوفية على غرار المولوية الذين يدورون في فلك الروح، «ونقدم موشحات أندلسية وقصائد وابتهالات دينية لنقدم للناس أجواء رمضان». وأعلنت مؤسسة «أسباير زون» تفاصيل جديدة ضمن نشاطاتها الثقافية والتراثية في «فريج أسباير» المقام على مساحة 8 آلاف متر مربع، لتتيح بذلك للجميع فرصة الاستمتاع بأمسيات رمضانية تراثية مميزة في أجواء مفتوحة مكيفة الهواء تتسع لما يزيد عن ثلاثة آلاف زائر يوميًا. وكشف عبدالله أمان الخاطر، رئيس اللجنة المنظمة لنشاطات رمضان في مؤسسة «أسباير زون»، بعض التفاصيل الجديدة الخاصة بـ «فريج أسباير» للعام الحالي، مؤكداً أنها تحرص سنوياً على إضافة عنصر مميز إلى برنامجها التراثي في شهر رمضان لاستقطاب مزيد من أبناء المجتمع القطري من مواطنين ومقيمين. وقال الخاطر إن الإقبال الواسع على المشاركة في النشاطات خلال السنة الماضية كان دافعاً لزيادة الفعاليات وتنويعها إرضاءً لأذواق جميع الأفراد، ولهذا كان القرار بزيادة المساحة المخصصة للأطفال، وإضافة عدد من الرياضات العائلية، فضلاً عن تنظيم عدد من الورش المبتكرة، وتوفير فرص جديدة للأعمال والمبادرات التجارية القطرية لعرض منتجاتها وخدماتها للجمهور.

مشاركة :