•• أعترف بأن ما خرجتُ به من لقاء اصحاب المعالي وزراء المالية والعدل والاعلام والثقافة والعمل والتنمية الاجتماعية والنقل.. مع وسائل الاعلام السعودية والاجنبية لم يشف غليلي كمشاهد بدرجة كافية.. بقدر ما أثار لدي اسئلة كثيرة ظلت مفتوحة.. ولذلك فانني سوف انتظر الاجابة عنها مع مرور الايام.. •• وتفسيري لما حدث في المقابلة الأولى مساء الاثنين وكذلك المقابلة الثانية مساء الثلاثاء الماضيين بين اصحاب المعالي الوزراء ورؤساء التحرير وممثلي الصحف المحلية والعالمية الأخرى من شد نسبي انما يرجع لسبب من الاسباب الثلاثة التالية: •• أول هذه الأسباب: ان الوزراء لم يتعودوا من قبل على مواجهة الإعلام السعودي والإعلام الأجنبي بمثل هذه الطريقة الجماعية والمباشرة والمفتوحة.. وبالتالي فان ما أعطوه من اجابات لم يكن كافياً لإشباع فضول الزملاء الصحفيين والمشاهدين.. كما انه لم يكن مقنعاً أيضاً.. وذلك يعود لخبرة أكثرهم المحدودة في التعامل مع وسائل الإعلام.. •• اما السبب الثاني.. فهو ان الوقت - على ما يبدو - لم يكن كافياً امام الوزراء للظهور على المسرح واعطاء الاجابات الشافية عن استيعاب كافٍ لما ستقوم به وزاراتهم في إطار خطة التحول التي نحن بصددها.. •• والسبب الثالث هو.. ان وزراءنا لم يتعودوا بعد على الشفافية التي توجب عليهم الحديث بعيداً عن الغموض أو التعليمات.. او الاكتفاء باعطاء رؤوس اقلام فقط بدلاً من الدخول في التفاصيل.. •• احد هذه الاسباب او جميعها.. وربما كذلك عدم دخولهم بعمق في مراحل متقدمة من العمل على تبني الرؤية وتنفيذها وراء عدم وضوح الرؤية امام رجال وسيدات الإعلام وكذلك امام المشاهدين.. •• واياً كانت الأسباب.. فان الوقت – على ما يبدو – ما زال مبكراً على اكتساب العمل الوزاري لدينا نمط السرعة المطلوبة لتحقيق رؤية طموحة بحجم 2030 وفي مدة قصير تقل عن 15 عاماً.. وذلك بفعل ترهل الإدارة الحكومية.. وسيطرة مفهوم السرية على كل ما تخطط له الدولة.. وهيمنة الصمت على كل شيء.. والالتزام بسياسة دع الأفعال وليس الأقوال تتحدث عن نفسها.. وهي ثقافة متوارثة على مدى اجيال.. فيما نحن نتحدث الآن عن الشفافية.. وإشراك الناس فيما تفكر فيه الدولة.. والتعرف على ردود الفعل قبل الدخول في عمليات التنفيذ المعقدة لخطة وبرامج لم يشترك الناس في اعدادها منذ البداية.. •• وكم كنت اتمنى ان يتوسع وزير المالية في الحديث عن موضوع استبعاد سن أي ضرائب على المواطنين.. واحتمال إقرار فرضها على الوافدين والمقيمين.. وكذلك عن نظام جباية الزكاة المحتمل صدوره قريباً وآلية تحصيلها وحجم المردود المتوقع من وراء تطبيق الإجراءات الجديدة المتوقع تبنيها.. ونوع وطبيعة وحجم العقوبات المترتبة على تحايل الشركات والمؤسسات وازدواجية موازناتها السنوية وعدم دقتها للتهرب من دفع الزكوات المستحقة ثم يحدثنا عن أوجه الانفاق بعد ذلك.. ومدى استفادة المشروعات الجديدة منها.. وعدم الحاجة الى السحب من الاحتياطي العام.. •• كما كنت اتمنى ان يذهب وزير العدل الى ايضاحات اوسع وأكبر بالنسبة للحديث عن اوجه تطوير انظمة التقاضي وتحقيق العدالة.. ولماذا التردد حتى الآن في اصدار مدونات الاحكام.. والحد من التباين في اتخاذها بين قاضٍ وآخر لعدم اعتمادها حتى الآن.. وكذلك عن خطط وبرامج التدريب والتأهيل للقضاة وكتاب العدل.. بالإضافة الى ايضاح آلية التوسع في استيعاب حملة مؤهلات تخصص القانون ضمن مؤسسة القضاء.. وكل ما من شأنه تطوير هذه المؤسسة واستيعاب الأعداد الكافية منهم لاختصار مدد التقاضي وتجنب تعطيل أو ايقاف الموقوفين فترات طويلة على ذمة التحقيق والتقاضي.. •• ونفس الشيء كنت اتمنى على وزير العمل والتنمية الاجتماعية ان يفسر كلامه عندما قال ان القضاء على البطالة لا علاقة له بالحد من العمالة الوافدة.. وهو الذي يعرف اكثر من غيره ان (80%) من العمالة الموجودة (أكثر من تسعة ملايين عامل) هي عمالة بسيطة.. ومتواضعة.. وان لدينا من هم أفضل منها.. كما انه هو الذي قال لنا في نفس المقابلة ان (1.300.000) مواطن سيحلون محل العمالة الأجنبية خلال مدة الخطة.. غير ما ستتيحه برامج توليد الوظائف من فرص وظيفية تتجاوز (450) ألف وظيفة؟ •• ذلك ما تحدث به معاليه عن العمل.. اما بالنسبة لما تحدث به عن التنمية الاجتماعية.. فان معاليه لم يضف أي جديد عما سمعناه وقرأناه من الوزير السابق الدكتور ماجد القصبي وبالذات عن أهمية الانتقال من الرعوية الى المواطنة المنتجة ولعل الوزير بحاجة الى المزيد من الوقت لاستيعاب هذا الجانب من وظائف وزارته قواه الله.. •• كما أنني لم افهم كيف يمكن ان تكون الموانئ مصدر أكثر من (80%) من ايرادات الدولة ونحن الذين نعرف ان البترول هو الذي يدر على الدولة هذه النسبة وأكثر منها.. •• ثم كيف يمكن ان تحل مشروعات السكك الحديدية محل النقل البري الآخر.. •• كما أنه لم يقل لنا كيف ان طاقة موانئنا الفائضة تتجاوز (50%).. ونحن الذين نعرف ان الكثير من خطوط التجارة العالمية والنقل البحري قد تركت موانئ جدة والدمام وينبع وذهبت الى موانئ أخرى في الخليج وسواها.. هرباً من المعاناة التي يواجهونها لدينا.. ومن العقبات وإجراءات العمل التقليدية.. ونقص المرافئ والحاويات ووسائل النقل والتفريغ.. •• وهو وإن اعطى الكثير من المعلومات عن انشطة النقل الأخرى إلا أنه لم يطمنئنا على مستقبل النقل الجوي لدينا وعن خططهم ومشروعاتهم الخاصة في هذا الحقل؟! •• ورغم كل هذا.. فإن من الواجب ان نشكر الامير محمد بن سلمان.. على الاقدام على هذه الخطوة بالمواجهة بين الوزارات المعنية بتنفيذ الرؤية 2030 وبين الإعلام السعودي والأجنبي.. لأن الخطوة تضعنا على الطريق الصحيح.. لتصويب الكثير من الأمور التي نحن بصدد معالجتها.. وذلك مدعاة لتفاؤلنا بالمستقبل الاجمل إن شاء الله تعالى. ضمير مستتر: •• لولا التجربة.. لما تقدمت الدول والشعوب.. ولما نهضت الأوطان..
مشاركة :