لم يشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كل مراسم تأبين محمد علي كلاي في مدينة لويزفيل بولاية كنتاكي وسط غرب الولايات المتحدة، وحضر صلاة الجنازة فقط بسبب انزعاجه من طريقة استقبال المنظمين له، ثم اختصر فجأة زيارته التي كان مقرراً أن تستمر حتى ليل أمس. ولم تتح لأردوغان بالتالي فرصة إلقاء كلمة خلال مراسم التأبين أمس، علماً أنه حضر إلى لويزفيل برفقة زوج ابنته برات البيرق، وزير الطاقة التركي. ونقلت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» عن مصادر في مكتب الرئاسة، أن أردوغان انزعج لأنه لم يسمح له بأن يضع قطعة من كسوة الكعبة على نعش الملاكم الذي جرى تكريمه في أنحاء العالم الإسلامي نظراً إلى اعتناقه الإسلام عام 1964. كما أعلنت أن مدير الشؤون الدينية التركي مُنِعَ من تلاوة آيات من القرآن الكريم. أما وكالة «دوغان» للأنباء فتحدثت عن حصول خلاف بين حراس أردوغان الشخصيين ورجال الأمن الأميركيين. على صعيد آخر، توالت تساؤلات المعارضين الأتراك في شأن صحة حمل أردوغان شهادة جامعية عليا، وهي شرط دستوري لتولي الرئاسة. ورد الناطق باسم الرئاسة إبراهيم كالين بغضب على هذا الجدل في مؤتمر صحافي قائلاً: «أتريدون أن نصدر 10 ملايين نسخة لهذه الشهادة، ونرسلها إلى عناوين الجميع»؟ وفي مطلع حزيران (يونيو)، تلقى الرئيس التركي في احتفال صاخب شهادة الدكتوراه الفخرية الـ44 من جامعة ماكيريري في العاصمة الأوغندية كمبالا التي زارها أخيراً، وهو عدد هائل لا يقارن حتى بعدد الشهادات الفخرية للرئيس الأميركي باراك أوباما والتي لا تتجاوز الست. وتفيد السيرة الذاتية الرسمية لأردوغان بأنه نال شهادته من كلية العلوم الاقتصادية والإدارية في جامعة مرمرة بإسطنبول عام 1981، بعد فترة دراسية في مدرسة دينية يبدي فخراً خاصاً بها. ونشرت جامعة مرمرة التي يرأسها حالياً محمد أمين أرات، وهو زميل دراسة لأردوغان، صورة للشهادة أثناء الانتخابات العامة المباشرة الأولى عام 2014 التي انتخب أردوغان فيها رئيساً، بعد ثلاث ولايات في رئاسة الوزراء. ورفض أردوغان الانتقادات في شأن شهادته في خطاب ألقاه نهاية الأسبوع أمام خريجي كلية الشريعة (الالهيات) في جامعة مرمرة، علماً أن هذا الجدل ليس جديداً إذ ردت تركيات غاضبات أخيراً على إعلانه أن النساء «يبقين ناقصات إذا رفضن الأمومة» بأن «الناقص فعلاً هو رئيس بلا شهادة». والأربعاء الماضي، أكدت نقابة أساتذة الجامعات (أونيفدير) أن «أردوغان لا يحمل شهادة جامعية عليا، بل إجازة (بكالوريا +2 أو +3) من مؤسسة لم تلــــحق بــجامعة مرمرة قبل «1983، أي بعد انتهاء دراسة الرئيس. ورفع المدعي العام السابق عمر فاروق أمين آغا أوغلو الذي يرأس حالياً جمعية للقضاة، شكوى أمام نيابة أنقرة تطالب بتجريد أردوغان من تفويضه، باعتبار أن «انعدام الشهادة ينزع تلقائياً أهليته للرئاسة». كما تطرق إلى نظرية تزوير الشهادة للسماح بترشحه للرئاسة. لكن المجلس الأعلى للانتخابات ردّ الشكوى، مغذياً الشكوك في بلد يهيمن فيه نظام أردوغان على مجمل الإدارات، ثم ضج موقع «تويتر» بالتعليقات حول المسألة.
مشاركة :