تعهدت روسيا الردّ على دخول مدمرة أميركية البحر الأسود، معتبرة الأمر «عرض قوة» قبل قمة يعقدها الحلف الأطلسي الشهر المقبل. وأوردت وسائل إعلام رسمية روسية، أن المدمرة الأميركية «بورتر» دخلت البحر الأسود قبل أيام، في إجراء روتيني. لكنها رأت في الأمر استفزازاً لموسكو، لأن المدمرة زُوِّدت أخيراً نظاماً صاروخياً جديداً. وأعلن مسؤولون في البحرية الأميركية أن الجيش الأميركي سينشر أيضاً حاملتَي مروحيات هذا الشهر في البحر الأبيض المتوسط، قبل قمة «الأطلسي» المرتقبة في وارسو في تموز (يوليو) المقبل. وعلّق أندريه كيلين، وهو مسؤول بارز في وزارة الخارجية الروسية، على تحرّكات المدمرة الأميركية: «هذا لا يحظى بموافقتنا وسيؤدي إلى اتخاذ إجراءات للردّ». واعتبر أن نشر واشنطن حاملتَي مروحيات في البحر المتوسط هو «عرض قوة»، وزاد: «في ما يتعلق بالوضع كلاً، هناك زيادة واضحة في التوترات في علاقتنا. كل شيء يحدث عشية قمة الحلف في وارسو». في بروكسيل، أعلنت الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي مينا أندرييفا أن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال منتدى اقتصادي يُعقد في سان بطرسبرغ الأسبوع المقبل. وأشارت إلى أن يونكر سيحضر المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرغ، الخميس والجمعة المقبلين، وسيعقد أول اجتماع مع بوتين منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، علماً انه سيكون أبرز مسؤول أوروبي يزور روسيا منذ ضمّها شبه جزيرة القرم الأوكرانية تلك السنة، وفرض الدول الـ28 في الاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو، إثر تدخلها عسكرياً في النزاع شرق أوكرانيا. وأشارت أندرييفا الى أن يونكر وبوتين سيناقشان مسألة «العلاقات الأوروبية– الروسية»، مستدركة أن رئيس المفوضية أوضح أن زيارته روسيا لن تغيّر موقف الاتحاد في شأنها. ونقلت عنه قوله الأسبوع الماضي: «مهم جداً أن أحاول التقارب مع روسيا، على الأقل في الأمور الاقتصادية. يمكنني أن أؤكد أنه لن يكون هناك أي تخفيف للمواقف الأوروبية في سان بطرسبرغ». وكان يونكر دافع عن تحسين العلاقات مع موسكو، اذ قال في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إن سياسة الاتحاد في هذا الصدد يجب ألا «تمليها» الولايات المتحدة. أما ديمتري بيسكوف، الناطق باسم بوتين، فلفت إلى أن الاجتماع سيقوّم «الفرص المتاحة لدينا لصون حوارنا وتطويره، على رغم الخلافات». في السياق ذاته، شددت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل على أن العقوبات المفروضة على روسيا ليست هدفاً في حد ذاتها، مستدركة أن تطبيق اتفاق مينسك للسلام في أوكرانيا، المُبرم في شباط (فبراير) 2015، أساسي لإلغاء العقوبات. ورأت أن على الاتحاد الأوروبي أن يستهدف على المدى البعيد إقامة منطقة اقتصادية مع موسكو، تمتدّ من ميناء فلاديفوستوك الروسي الواقع على المحيط الهادئ، إلى لشبونة. وأضافت: «يجب أن نتحرّك تدريجاً نحو هذا الهدف». وكانت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس أعلنت أن الرئيس باراك أوباما يأمل بتطبيق اتفاق مينسك قبل مغادرته البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير) 2017. وأضافت: «هذا أمر يمكن إنجازه منذ الآن وحتى نهاية ولاية الإدارة، إذا أظهر الروس خصوصاً إرادة سياسية لازمة. لدينا أمل بأننا نملك وقتاً ووسائل وأدوات لازمة لذلك، إذا أراد الروس تسوية المسألة، وهذا ما نعتقده».
مشاركة :