شنت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، هجمات موسعة على مواقع قوات الشرعية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز، بعد صلاة فجر الجمعة، حيث تركزت المواجهات في محيط اللواء «35 مدرع»، غرب المدينة، وشارع الأربعين والأربعين والجهيم، شمالا، وثعبات والجحملية، شرق مدينة تعز. ومنذ الساعات الأولى من فجر أمس، رافق الهجمات قصف مدفعي على الأحياء السكنية في المدينة، استهدف أحياء الشماسي والثورة والموشكي وقلعة القاهرة، وعددا من الأحياء الشرقية، وقرى وادي الضباب، ومحيط السكن المركزي والوازعية، غرب المدينة، والروضة وأحياء صينة وجبل صبر، جنوبا. وقال الناشط الحقوقي مختار القدسي، من أبناء تعز لـ«الشرق الأوسط»، إن «مشاورات الكويت بالنسبة للميليشيات الانقلابية ليست سوى تخدير الهدف منه ذر الرماد في العيون وتحقيق هدف رئيسي لهم، وهو وقف القصف الجوي الذي يستهدفهم من قبل التحالف، بينما هم مستمرون على الأرض لإنجاز توسعهم وربح كروت قوية ليتسنى لهم طرحها على طاولة المفاوضات، إضافة لأبعاد مناطقية وطائفية من قبل الميليشيات الانقلابية تجاه أبناء تعز». وأضاف أن «ما يجري في تعز من خروقات وتحشيد ودفع بتعزيزات عسكرية من قبل الميليشيات الانقلابية، إضافة إلى ارتكابها المجازر اليومية بحق المواطنين العُزل، يؤكد أنه ليس لدى الميليشيات الانقلابية أي نية للوصول إلى السلام، وكل ما تريده هو فقط الانتقام من أبناء تعز الرافضين للانقلاب على الشرعية». وذكر القدسي أن المقاومة الشعبية والجيش الوطني حققوا تقدما في عدد من جبهات القتال، وتمكنوا من استعادة عدد من المواقع غرب المدينة والسيطرة على منطقة الكدمة الاستراتيجية الواقعة بين عزلة الأقروض في مديرية المسراخ ودمنة خدير. في المقابل، كشف ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز، سقوط أكثر من 850 بين قتيل وجريح في تعز خلال شهر مايو (أيار)، على يد الميليشيات الانقلابية. وقال الائتلاف في تقريره الجديد حول الأوضاع الإنسانية في محافظة تعز لشهر مايو 2016، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «إجمالي الخسائر البشرية والمادية التي تم رصدها جراء الأحداث في المحافظة، كان أبرزها الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون منذ بدء إعلان الهدنة في العاشر من أبريل (نيسان) الماضي». وأعلن الائتلاف في تقريره عن «مقتل 61 وجرح 808 مدنيا، بينهم نساء وأطفال خلال مايو الماضي جراء عمليات القنص والقصف العشوائي على الأحياء السكنية، وأن 10 منازل تعرضت للتفجير بالألغام والعبوات الناسفة من قبل المسلحين الحوثيين، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في مناطق صالة، وحسنات، والمكلكل، وحي الجحملية شرق المدينة، إضافة إلى تعرض 33 منزلاً في أحياء مختلفة من المدينة للتضرر الجزئي جراء القصف العشوائي». وأكد الائتلاف أن «خدمات المياه والكهرباء والنظافة لا تزال مقطوعة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية، في ظل الحصار الخانق الذي لا يزال مفروضًا على مداخل المدينة من قبل مسلحي الحوثي وصالح الذين يتمركزون في محيط المدينة». وفي سياق متصل قام الائتلاف، عبر شركائه، بتنفيذ 11 برنامجا تدريبيا في مجال الدعم النفسي والتنمية والإسعافات الأولية، استفاد منها 297 متدربا في مديريات مختلفة من محافظة تعز، كما قام شركاء الائتلاف بتنفيذ 5 مشروعات إيواء للنازحين والمتضررين، استفاد منها 1453 أسرة في مناطق الوازعية والحوبان والمخاء والشمايتين والمظفر. ونفذ ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز كثيرا من المشاريع الإغاثية في المحافظة خلال مايو الماضي، تمثلت في توزيع ما يزيد عن 22 ألف سلة غذائية للمتضررين في عدد من مديريات المحافظة، منها 2400 سلة غذائية وزعت لنازحي الوازعية، ليصل إجمالي الإغاثة الطارئة التي وزعها الائتلاف للنازحين والمتضررين في الوازعية 12900 سلة غذائية. وفي المقابل، أعلن الائتلاف أن العجز في تغطية احتياجات المتضررين في المجال الغذائي بالنسبة لخطة الائتلاف بلغت نسبته 75 في المائة. كما تم تدشين المرحلة الثالثة من مشروع تأهيل آبار مدينة تعز، والذي استهدف إعادة تأهيل وتشغيل 3 آبار رئيسية للمياه وسط المدينة، والذي يقدر عدد السكان الذين سيستفيدون منها بما يزيد عن 45 ألف نسمة. وفي الجانب الإغاثي، ذكر تقرير الائتلاف أن الإدارة الطبية في الائتلاف قدمت دعما لمستشفيات وجرحى مدينة تعز، بلغت قيمته الإجمالية 18 مليون ريال يمني، إضافة إلى توزيع 31 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية. ولا تزال محافظة تعز تعيش أوضاعا إنسانية بالغة السوء، منذ بدء الحرب عليها في 14 أبريل من العام الماضي، وانتهاءً بالحصار الخانق على مداخلها منذ أكثر من 9 أشهر، ومنع إدخال أي مواد غذائية، أو استهلاكية، أو أدوية، أو مستلزمات طبية، أو مياه شرب، أو حتى أسطوانات أكسجين للجرحى والمرضى في المستشفيات عبر الطرق الرئيسية. وتواصل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح خرقها للهدنة منذ 11 أبريل الماضي، حيث تواصل قصفها والحشد والدفع بتعزيزات عسكرية إلى محيط مدينة تعز والمواقع التي تسيطر عليها، وقصفها الأحياء السكنية وقرى وأرياف المحافظة، وذلك في الوقت الذي طالبت فيه الحكومة اليمنية في وقت سابق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإجراء تحقيق فوري فيما يحدث في مدينة تعز.
مشاركة :