قيادات في «تمرد» بعد لقاء حكومي: مؤشرات على اعتزام السيسي الترشح لرئاسة مصر

  • 1/23/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: عبد الستار حتيتة قالت قيادات في حركة تمرد، التي قادت ملايين المصريين للإطاحة بحكم الرئيس السابق محمد مرسي، إنه توجد مؤشرات داخل الدوائر العليا للدولة باعتزام قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي الترشح لانتخابات الرئاسة، وذلك بعد لقاءات لهم بكبار المسؤولين في الدولة خلال اليومين الماضيين. وأكدت إيمان المهدي عضو المكتب السياسي لحركة تمرد لـ«الشرق الأوسط»، أن الاتجاه الغالب هو «ترشح السيسي» وإجراء انتخابات الرئاسة أولا، بينما كتب محمود بدر، قائد الحركة، على حسابه على «تويتر» أمس أن «السيسي مرشح.. والانتخابات الرئاسية الأسبوع الأخير من مارس (آذار) المقبل». وشارك عدد من قادة تمرد وممثلون عن تيارات شبابية وثورية أخرى، على مدار الأيام الثلاثة الماضية، في لقاءات عقدت في رئاسة الدولة وأخرى مع عدد من وزراء في الحكومة من بينهم وزير الداخلية ووزير التضامن الاجتماعي، إضافة لبعض من كبار قيادات الدولة، من بينهم رئيس الدولة نفسه. وأعرب عدد من قيادات تمرد عن وجود قلق من تأخر إعلان السيسي لموقفه من الترشح للرئاسة بشكل واضح، بينما قالت المهدي، التي شاركت في جانب من هذه اللقاءات، إن القلق أصبح موجودا عند الكثيرين. وبدأ عدد من قادة الحركات المدنية المؤيدة للسيسي، ومن بينهم حركة تمرد نفسها، يشعرون بالقلق من تأخر إعلان قائد الجيش عن موقفه، بالتزامن مع ما يسميه بعض السياسيين «خطط لإشعال الموقف حول المنافسة في انتخابات الرئاسة مبكرا»، في إشارة إلى عمليات ضرب تحت الحزام من جانب عدد من المرشحين المحتمل خوضهم للانتخابات ومن بينهم مرشحون سابقون وجدد، من المدنيين والعسكريين السابقين. وأطلق بعض أنصار مرشحين محتملين شائعات عن تمويل رجال أعمال لحملات تشويه ضد بعضهم بعضا، على خلفية اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي وظهور أسماء تعتزم المنافسة فيها. ومن جانبها، أضافت المهدي موضحة: «أعتقد أن الموقف لا بد أن يحسم بالإجابة عن السؤال الأهم، وبشكل حاسم وواضح: هل الفريق أول السيسي مرشح أم لا؟، حتى لا يعطي فرصة لأي أحد أن يتحدث على لسانه، وحتى يكون لدينا وقت كاف حتى نعرف، بحيث إنه إن لم يكن سيترشح، نبحث عمن يمكن أن يكون البديل الذي ستلتف حوله القوى المدنية مبكرا»، مشيرة إلى أن الأرجح حتى الآن، وفقا لما هو موجود في الدوائر العليا للدولة هو إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية بسبب وجود مخاوف من عودة التيار الديني لشغل أغلبية مقاعد البرلمان، و«التلاعب بمصير انتخابات الرئاسة المقبلة ومن يمكن أن يترشح فيها». وشاركت المهدي في اللقاءات التي أجراها عدد من وزراء الحكومة مع الشباب يوم أول من أمس. وأضافت أنه في آخر هذه الاجتماعات، والتي كان حاضرا فيها وزير الداخلية ووزراء آخرون، قيل إن الفريق السيسي «لم يعلن موقفا واضحا بشأن الانتخابات الرئاسية». لكنها أوضحت أنه تكوّن لديها يقين عقب تلك الاجتماعات، يقول إن «السيسي هو الرئيس المقبل لمصر فعليا». وعلقت قائلة أيضا: «لا أحد يستطيع أن يتحدى إرادة الملايين الجارفة من الشعب المصري، ويخطئ من يظن أن الشعب المصري سيضع ثقته في أحد غير الفريق أول السيسي، بعد أن أثبت وطنيته وأنه الوحيد الذي يمثل طوق النجاة للدولة من الضياع». وتابعت إيمان المهدي موضحة أن الكلام الرسمي الذي قيل في عدد من تلك الاجتماعات هو أن «السيسي لم يعلن موقفه.. وأنه لا يحتاج لمن يتحدث على لسانه، لأنه حين يتخذ موقفا واضحا سيخرج ويعلنه على الناس، حتى ينهي حالة التكهنات الجارية في الشارع». وقالت إن «الفريق السيسي لو كان لا يريد الترشح للرئاسة لأعلن عن ذلك منذ البداية.. أي خلال الأشهر الماضية، وأنا أعتقد أن الموضوع محسوم وأنه سيترشح». وعما إذا كانت قد رأت خلال لقاءاتها مع المسؤولين الحكوميين وجود توجه بانتخابات الرئاسة أولا أم البرلمان أولا، قالت إنه «يبدو أن هناك توجها على أن الرئاسة أولا، من قبل الكثيرين، سواء من قطاعات واسعة من شباب الثورة والقوى السياسية، أو من الوزراء أو الدولة نفسها، لأن هناك مخاوف من إجراء الانتخابات البرلمانية أولا، والتي يمكن أن تعيد التيار الديني إلى مقاعد البرلمان ويتدخل نوابه في موضوع المرشح الرئاسي بشكل قوي». وأضافت أنه يمكن القول إن «الرئاسة أولا، مطلب حكومي». وكتب محمود بدر تدوينة على حسابه على موقع «تويتر»، قال فيها إن الفريق أول السيسي سيعلن ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية، مضيفا أن هذه الانتخابات سوف تجري في الأسبوع الأخير من شهر مارس، مما يشير أيضا إلى وجود خيار «الانتخابات الرئاسية أولا». ولم يتسن الاتصال ببدر حتى وقت متأخر من مساء أمس بسبب غلقه لهاتفه الجوال، لكن إيمان المهدي أبلغت «الشرق الأوسط» أن حركة تمرد «ليس لديها علم بوجود قرار واضح ونهائي من ترشح السيسي»، مشيرة إلى أن «ما ذكره بدر، يُسأل عنه هو وحده». وأضافت قائلة إنه «ربما يكون هناك تحليل أو توقع للمشهد السياسي المقبل، لكن لا توجد معلومة إن كان ما قاله بدر نابع من تواصل مع أي من الجهات أم أنه مجرد توقع، أو تحليل للمشهد، مع أنه ربما كان يريد أن يرى نبض الشارع، ومن حق أي شخص أن يعرف رد فعل الشارع عن موعد الانتخابات الرئاسية»، لكنها قالت أيضا إن قائد الحركة «ربما تكون قد وصلته معلومات عن أن الانتخابات الرئاسية قد بدأ الإعداد لها، وصدر فيها قرار، لأن بدر على صلة برموز وقيادات من الدولة، وربما يكون قد صدرت إشارة ما في اجتماع الرئاسة الأخير مع الشباب». وقالت: «لا أستطيع أن أقر بموضوع الترشح وموضوع موعد الانتخابات الرئاسية، لأن ما يذكر لم يكن بناء على تواصل من الحركة مع أي طرف.. أما إذا كانت مسألة ترشح السيسي معلومة مؤكدة، فنحن نتمنى أن يحسم الموقف، لأننا نرى أن الصراع الذي أصبح موجودا على الساحة وفي المشهد السياسي، يعد صراعا عبثيا أو هزليا». وعلى صعيد متصل أبلغ قادة لحملات مؤيدة لترشح السيسي «الشرق الأوسط» مساء أمس أن الرجل البالغ من العمر 59 عاما، ويحظى بشعبية كبيرة وسط المصريين، لم يقرر بشكل قطعي ما إذا كان سيترشح أم لا، مشيرة إلى أن تأخير تحديد موقفه «يبعث على القلق بسبب تصاعد النشاط والضرب تحت الحزام بين أنصار المنافسين المحتملين، خاصة من كبار رجال الأعمال». ومن المقرر أن تبدأ مسيرات في التوجه إلى مقر وزارة الدفاع في شرق القاهرة، بداية من يوم غد الجمعة، لتسليم أمين عام الوزارة «تفويضا موقعا عليه من الجماهير من عدة محافظات، تدعو السيسي لخوض انتخابات الرئاسة»، ومن هذه الحملات «جبهة مؤيدي السيسي» و«كمل جميلك» و«تيار الاستقلال» و«مصر بلدي» و«بأمر الشعب»، وغيرها.

مشاركة :