دبي (الاتحاد) استقبل عدد من مساجد الإمارات مجموعة من كبار العلماء والواعظين والمشايخ من داخل الدولة وخارجها، وذلك ضمن محاضرات برنامج هبوب الخير الذي يحظى برعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، بين الدينية والاجتماعية والحياتية المختلفة. وفي مسجد محمد حسن الشيخ بدبي، ألقى معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري محاضرة بعنوان «البيوت المطمئنة»، حيث أشار إلى أن صفة الطمأنينة مرغوبة شرعاً، وهو ما يتبين في كثير من آيات القرآن الكريم التي يمتدح فيها العزيز القدير النفس المطمئنة للمؤمن عندما تعود إلى بارئها «آمنة مطمئنة». وقدّم الشيخ الشثري نموذجاً على النفس المطمئنة بموقف الرسول (صلى الله عليه وسلم) يوم الهجرة، عندما كانت قريش تطارده ووصل عدد منهم إلى الغار الذي كان يختبئ فيه مع الصديق أبي بكر، فأظهر المصطفى أعلى درجات الإيمان واليقين «إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا». ونوه الشيخ أيضاً إلى أن الطمأنينة تأتي على مراحل ومستويات، فإذا اتصف الفرد بها انعكست على أسرته، وعندما تصل إلى الأسرة تعم المجتمع والدولة ثم الأمة بأسرها، وقال أيضاً إن طمأنينة القلب وسكينته من دلالات الثقة بالله - عز وجل، مصداقاً للآية الكريمة: «وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ». وأشار المحاضر إلى أن الطمأنينة تقود إلى الخصال الحميدة، مثل الكرم اتباعاً لهدي أفضل الخلق عندما يوجهنا بقوله: «ما نقص مال من صدقة»، وفضلاً عن ذلك، تحفز الطمأنينة على الشجاعة والثبات في المواقف. وإذا كان الإنسان ينشدها، يتعين عليه الأخذ بأسبابها، ومن أهمها «الإيمان بالقضاء والقدر»، وأن الله مدبر أمورنا جميعها، وأن نحمده على كل خير، وأن نحتسب ونصبر ونبتعد عن الجزع إذا وقع أي مكروه. وتتعزز الطمأنينة في قلوب المؤمنين بالدعاء والتضرع إلى الله في أوقات الشدة والخوف، اقتداءً بسنة أشرف الخلق (عليه الصلاة والسلام). كما تابع رواد المساجد محاضرات أخرى في أنحاء عديدة من دولة الإمارات، ففي مسجد الشهيد عيسى إبراهيم البدواوي بحتا، ألقى فضيلة الدكتور عبدالعزيز بن محمد الحمادي محاضرة بعنوان «للبيوت أسرار». وكانت هناك محاضرة بعنوان «النصيحة.. آداب وأحكام» ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن ملوح العنزي بمسجد الإمام أحمد بن حنبل بالشارقة. أما المحاضرة الرابعة التي حملت عنوان «محبّة الصحابة للنبي (صلى الله عليه وسلم)»، فقد ألقاها فضيلة الشيخ عمر بن سعد عبيد بجامع دار البر بدبا. قال إبراهيم عبدالرحيم مدير إدارة الفعاليات في مركز الشيخ حمدان بن محمد لإحياء التراث: «نعرب عن تقديرنا البالغ لهذه المبادرة الخيرية التي رأت النور بفضل توجيهات حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، لتكون بمثابة منابع دائمة للعلوم الدينية والمعارف الحياتية المتاحة لجميع المسلمين الذين يحرصون على ارتياد المساجد في شهر الرحمة والغفران. إننا على يقين تام من أن منافعها ستترك أثراً طيباً على حياتنا ليبقى مجتمع الإمارات سليماً ومتماسكاً بفضل الرؤية الحكيمة لقيادته الرشيدة».
مشاركة :