أكد المشاركون في مجلس وزارة الداخلية الرمضاني في أبوظبي الذي استضافته خيمة الشهيد في نادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي، تحت عنوان هذا ما يحبه زايد، أن المؤسس والوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، لم يكن قائداً إماراتياً أو عربياً فذاً فحسب، وإنما هو زعيم استثنائي سابق لعصره على الصعيد العالمي، لأنه ترك تراثاً إنسانياً وسياسياً رائعاً في الانفتاح والتسامح والدعوة إلى الحوار بين الشعوب والأديان والحضارات ونبذ التعصب والعنف. نوه المشاركون في المجلس الذي أداره حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، مستشار دار الخليج رئيس التحرير المسؤول، بالتجربة التنموية الرائدة التي حققها الشيخ زايد في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، والتي أصبحت تمثل مصدر إلهام في إطاريها الإقليمي والعالمي، وتسعى دول عديدة إلى الاستفادة منها والسير على طريقها. بدأ المجلس بكلمة حبيب الصايغ التي دعا خلالها إلى ضرورة توثيق سيرة الشيخ زايد طيب الله ثراه، بأسلوب علمي بحيث تدرج في المناهج الدراسية بكافة مراحلها، ولكي تصبح جزءاً من التحصيل المعرفي والعلمي لطلاب العلم في مختلف تخصصاتهم. وطالب ومن وحي كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإدراج اسم الشيخ زايد في مقدمة وديباجة دستور دولة الإمارات، تأكيداً على التشبث بقيمه ومنهجه وتكريماً لإرثه الخالد. وقال: الليلة نتذكر من لا ينسى، نتذكر حكيم العرب الذي يحضر في غيابه حضوراً مضاعفاً، واليوم ونحن نجتمع تحت عنوان ما يحبه زايد من قيم العمل والاجتهاد والولاء والانتماء والإخلاص، نرى أنه من الضروري لكي يكتمل المشهد أن نتذكر ما لا يحبه زايد أيضاً من مظاهر الكسل والتخلف والتفرقة وغيرها من الأعمال التي يجب أن نبتعد عنها كل البعد، لكي نبقى أوفياء لنهج زايد الخير طيب الله ثراه. وشدد على ضرورة العمل الدؤوب والمستمر من أجل المحافظة على ما تم إنجازه وتطويره، خاصة أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وضع نهج التمكين ووفر له كل سبل النجاح. ونوه بحضور ومشاركة أهالي الشهداء وذويهم في المجالس الرمضانية هذا العام، مؤكداً أن تجربة الشهداء انعكست على حياة الجميع في دولة الإمارات، فنحن جميعاً كبرنا بهؤلاء الشهداء على صعيد الوطن والتجربة والولاء والانتماء، فجميع الإماراتيين كانوا أهالي للشهداء، لأن البيت متوحد، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. من جهته تقدم العقيد الدكتور صلاح الغول مدير مكتب ثقافة احترام القانون، بجزيل الشكر والامتنان إلى مكتب شؤون أسر الشهداء لرعايته مجالس وزارة الداخلية الرمضانية لهذا العام تحت شعار هذا ما يحبه زايد، والتي أضفت بعداً وطنياً لهذا المجالس. وأضاف: أن عنوان المجالس هذا ما يحبه زايد جاء من اختيار الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، موجهاً حديثه إلى ذوي الشهداء بأن ما رأيناه من تربيتكم لأبنائكم وما قدمه شهداؤنا الأبرار في ميادين العزة والكرامة، وما يبذله رجال القوات المسلحة المرابطون في ميادين القتال، هذا هو ما بناه وآمن به الشيخ زايد. وقال فضيلة الشيخ بسام محمد الزين مستشار رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إن الشيخ زايد هو نجاشي هذا العصر، الذي لا يظلم أحداً من رعيته ويحصل كل ذي حق على حقه، والذي يأمن الملهوف ويطمئن في ظله، لذلك كان ولايزال حكيم العرب وأعظمهم قدراً وشأناً. وأضاف: تشاء المصادفات أن تكون من آخر أعمال الشيخ زايد في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2004، رعايته لمؤتمر الهدي النبوي للدعوة والإرشاد، حيث دعا العلماء المعتدلين من كل أنحاء العالم ليجتمعوا في أبوظبي من أجل تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة التي يروج لها باسم الدين وللتصدي إلى الفكر المتطرف، فكان في ذلك سباقاً على غيره، وأكبر دليل ما نراه اليوم من تفشي لهذه المفاهيم والأفكار الهدامة في العديد من الدول. من جانبه تحدث محمد إسماعيل عبدالله من الأرشيف الوطني عن النهضة التنموية الشاملة التي حققها الشيخ زايد في جميع المجالات الزراعية و الصناعية والاجتماعية والاقتصادية، بحيث وضع الأساس السليم والمتين لانطلاقة الدولة ووصولها إلى المراتب المتقدمة على الصعيد العالمي، مؤكداً أن كل ما حققته الإمارات يعود بالأساس إلى ما غرسه زايد الخير. واستعرض الدكتور جاسم العنتلي من وزارة الداخلية، مسيرة الشيخ زايد الحافلة بالإنجازات منذ توليه الحكم في إمارة أبوظبي، وما حققه من نهضة حولت الصحراء إلى جنة خضراء. وأشار محمد الصغير عضو مجلس الإمارات للشباب إلى أن الله سبحانه وتعالى أنعم على الإمارات وشعبها بأن منحها رجلاً استثنائياً وقائداً ملهماً مثل الشيخ زايد طيب الله ثراه، مشدداً على أن الشباب اليوم مطالبون بأن يكونوا أوفياء لهذا الرجل العظيم بأن يقتدوا بعمله وأن يهتدوا بفكره ومنهجه، وأن يحافظوا على ما غرسه من قيم، وأسسه من صروح العمل. ونوه اللواء المتقاعد صالح الجنيبي إلى العلاقة الأبوية التي تسود بين شعب الإمارات وقيادته الحكيمة منذ عهد الشيخ زايد، وكذلك في عهد صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، مشيراً إلى أن في هذه العلاقة المتينة والصادقة يكمن سر نجاح وتقدم دولة الإمارات. وكان لأهالي الشهداء مداخلات خلال المجلس عبروا فيها عن شكرهم وامتنانهم للرعاية الكريمة التي توليهم إياها القيادة الرشيدة، كما ثمنوا عالياً دعوتهم للمشاركة في مجالس الداخلية.
مشاركة :