أوصى المجلس الرمضاني الذي استضافه علي بن سالم المزروع في الشارقة، بضرورة المحافظة على الأمانة التي تركها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، في المحافظة على القيم والولاء والانتماء للوطن، وتعزيز هذه القيم لدى الأجيال الحالية، للحفاظ على مكتسبات الدولة، وتشجيع الابتكار، والاهتمام بجيل الشباب ومحاولة ردم الهوة بينهم وبين آبائهم ومجتمعهم. فضلاً عن الاستفادة من نجوم مواقع التواصل في تعزيز الهوية الوطنية، وقيم الاتحاد في نفوس الأبناء، لضمان استمرار الأجيال، على خطا آبائهم. حضر المجلس خليفة بن دلموك، وأحمد محمد هاشم، وسعيد المطوع، وسالم محمد، ومحمد إبراهيم الهاجري، والعميد الركن علي الطنيجي. وتناول المتحدثون فكر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، وجهوده قبل الاتحاد وبعده، والنتائج الكبيرة التي حققها واستمرت حتى الآن. وأكد المتحدثون أنه عندما قرر الشيخ زايد، توحيد الإمارات وحّد الفكر قبل الجسد، فمن الصعب توحيد أراض من دون توحيد الفكر، فأنشأ الفكر وأوجد الأرض تحت مسمى دولة الإمارات العربية المتحدة. وتناول المتحدثون الصفات الفطرية التي كان يتحلى بها زايد، التي أهلته ليكون قائداً ذا بصيرة بعيدة، أرسى دعائم الاتحاد بفضل فكره المنير، فتميز بصفات نادرة، منها الإصرار على تحقيق ما يراه الآخرون مستحيلاً، وأن تكون الإمارات متحدة على قلب رجل واحد، فسرّع الخطى وبذل الجهود لقيام الاتحاد الذي كانت نواته الأولى، الاتحاد بين أبوظبي ودبي، بجهوده مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله. وأشاد المتحدثون برؤية الشيخ زايد الذي امتاز بالحكمة، وأنه استطاع في فترة وجيزة توحيد الإمارات في ظل الظروف الصعبة التي مر بها الاتحاد، فوحّد العقول والقلوب، وأسس الدولة على أسس متينة وقوية وأنشأ المؤسسات. وبدأ زايد العطاء، بعمل مؤسسات التعليم والصحة والأمن كونها الركائز الأساسية لبناء أي دولة فالأمن والاقتصاد هما أساس قيام الدولة، فسار على هذا النهج، وحينها حرص حكام الإمارات في ذلك الوقت أن تصبح الدولة من الدول المتقدمة، وما يحصل في الوقت الحالي من تطور ونمو ما هو إلا دليل على فكر زايد ورؤيته البعيدة. وأشار المتحدثون إلى أن فكر زايد الخير، لم يوحد الإمارات فحسب، بل وحد دول الخليج، عندما استضافت أبوظبي لأول مرة، اجتماع دول مجلس التعاون، ولم شملها. كما أرسى ،رحمه الله ،قيم التسامح، فتنوع الجنسيات داخل الدولة التي تعيش في وئام، دلالة واضحة على نوع التربية التي قاموا عليها، كما أن روح المساواة هي قيم تبني الإنسان، وهو ما ركّزت عليه القيادة الحكيمة، بعد الشيخ زايد، رحمه الله. وأكد المتحدثون أن فكر زايد الوحدوي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن من تطور وإبداع، وقيم رسخت دعائم الدولة القوية، فكان ،رحمه الله ،في كل مجلس يتحدث عن المواطن ويتابع همومه، كما كان مشحوناً بحب العمل يتابع كل المشاريع باستمرار، وهو ما جعل الدولة رمزاً ومثالاً يقتدي به العرب. وفي ظل الغزو الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي التي تعدّ سلاحاً ذا حدين تناول المتحدثون كيفية التعامل السليم معها، وخاصة الأبناء الذين أصبحوا أذكى من الآباء في التقنية، وبالتالي فإن المحافظة على القيم والأفكار هي من الواجبات الكبيرة التي يجب على كل فرد متابعتها باستمرار ومتابعة الأبناء للحفاظ على فكر زايد، رحمه الله، والقيم التي أرساها حتى تبقى خالدة وتنتقل من جيل إلى آخر. فهذه القيم يمكن أن تواجهها تحديات، وبالرغم من وجود هذه الوسائل، فإن فكر الإنسان يبقى قائماً ولكن المحافظة عليه هي المحور الأساسي فيه، وعلى الآباء متابعة أبنائهم بشكل يومي لأن انقطاع التواصل يؤدي إلى وجود الفجوة.
مشاركة :