قال فلاديمير بيتكوفيتش، المدير الفني لمنتخب سويسرا الأول لكرة القدم، إن فريقه كان بحاجة للظهور بشكل أفضل أمام ألبانيا. وفاز منتخب سويسرا بصعوبة على منتخب ألبانيا (1 – صفر) أمس في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى ببطولة أمم أوروبا (يورو 2016). وقال بيتكوفيتش: «كان المنتخب السويسري بحاجة للعب بشكل أفضل من الذي ظهر عليه». وأضاف: «في بعض الأحيان نتراجع خطوتين ونبطئ من سرعة اللعب، ولم نكن بنفس الأداء الذي ظهرنا به في الـ30 دقيقة الأولى، إنها غلطتنا، لقد استحوذوا على المباراة». في المقابل أبدى الإيطالي جياني دي بياسي، المدير الفني للمنتخب الألباني، فخره بالأداء الذي قدمه فريقه أمام سويسرا، على الرغم من الخسارة (صفر – 1) في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى ببطولة أمم أوروبا. وكان بإمكان المنتخب الألباني تعديل النتيجة لولا حالة الطرد التي تعرض لها لوريك سانا في الدقيقة 38، وهو ما جعل المدير الفني محبطا. وقال دي بياسي في المؤتمر الصحافي: «اليوم، لم يحالفنا الحظ في المباراة بعدما طرد أحد مفاتيح لعبنا من المباراة». وعلى الرغم من ذلك وصف دي بياسي طرد سانا بـ«العادل». وأضاف: «قلت إننا في حاجة لبداية جيدة، وهذا لم يحدث. شعرنا حقا بالضغط الذهني. في الـ20 دقيقة الأولى لم يقدم الفريق الأداء الذي كنت أتوقعه». ولم تكن المباراة التي جمعت ألبانيا بسويسرا في نهائيات كأس أوروبا 2016 مجرد مواجهة كروية، بل إنها حكاية روابط عائلية ولاعبين كان بإمكان غالبيتهم اللعب للفريق المنافس. هناك 17 لاعبا مشتركا بين البلدين، أعمارهم تتراوح بين 21 و30 عاما «ولدوا في كوسوفو، ومقدونيا، وبويانوفاتش (جنوب صربيا)، أو سويسرا»، بحسب ما يذكر المتحدث باسم الاتحاد الألباني تريتان كوكونا. وتميزت مواجهة أمس التي أقيمت في لنس بالترابط الوثيق بين الطرفين، إذ يضم المنتخب الألباني لاعبين نشأوا في سويسرا، ونظيره السويسري لاعبين من أصل ألباني. وشهدت المباراة مواجهة بين نجم وسط سويسرا غرانيت شاكا وشقيقه الأكبر تاولانت شاكا. وولد الشقيقان في بال السويسرية من والدين من ألبان كوسوفو، وكلاهما مثل سويسرا على مستوى الفئات العمرية، وقد دخلا التاريخ كأول شقيقين يلعبان ضد بعضهما في البطولة القارية. وغرانيت تشاكا ليس اللاعب الوحيد في صفوف سويسرا على علاقة بالألبان، إذ يضم «لا ناتي» لاعبين آخرين تعود جذورهم إلى ألبان كوسوفو، وهم فالون بهرامي، وأدمير محمدي، وشدران شاكيري، وبليريم دزيمايلي. أما المنتخب الألباني فيضم كثيرا من اللاعبين الذين ولدوا في سويسرا، وهم أمير إبراشي، وأرليند أييتي، وميغيين باشا، وشكيلزن غاشي، وفريديريك فيسيلي، فيما أمضى كل من ناصر إليي، ولوريك سانا، وبوريم كوكيلي، وأرمير لينياني، جزءا كبيرا من طفولتهم في سويسرا. كما أن هناك عددا كبيرا من لاعبي ألبانيا الذي يلعبون في الدوري السويسري، مثل غاشي (انتقل في يناير/ كانون الثاني، إلى كولورادو رابيدز الأميركي)، وتشاكا واليي (بال)، وكوكيلي وأرماندو ساديكو (زيوريخ)، وفيسيلي (لوغانو)، وباشا (لوسيرن). وبرر رئيس الاتحاد الألباني هذه الحالة الفريدة من نوعها، قائلا: «جميعهم ولدوا من عائلات ألبانية، لقد هربوا من البلقان وأجبروا على الهجرة بسبب الحرب والتمييز، بحثا عن حياة أفضل». وبحسب المعهد السويسري للدراسات الألبانية، هناك 270 ألف نسمة من أصل ألباني في سويسرا، وهم أكثر من 110 آلاف كوسوفي بحسب وزارة الهجرة السويسرية. هناك 10 لاعبين في المنتخب الألباني يحملون الجنسية السويسرية، وبينهم القائد سانا الذي طرد في لقاء أمس السبت، وهو من مواليد كوسوفو، وقد علمه والداه اللغة الألبانية وحرصا على أن يترعرع وفق ثقافة وعادات البلد الأم. أما بالنسبة لعائلة تشاكا، فهي هربت من ألبانيا في التسعينات، وقد ولد تاولانت عام 1991، وغرانيت بعده بعام، وترعرع الشقيقان في بازل.
مشاركة :