وقف العالم مذهولاً أمام مشاهد أعمال الشغب التي قام بها المشجعون الإنجليز، ودان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ما اعتبره مشاهد مخجلة وغير مقبولة بعد العنف الذي رافق مباراة إنجلترا وروسيا على ملعب فيلودروم في مرسيليا. وشجب الفيفا المشاهد المخزية وغير المقبولة التي قامت بها قلة من مثيري الشغب الأغبياء. وأسف الفيفا أن يشهد حدث مثل كأس أوروبا 2016 يتابعه ملايين الأشخاص في العالم، أحداثاً ناجمة عن تصرفات أفراد لا علاقة لهم بكرة القدم ولا علاقة لهم أيضاً بمشجعيها الحقيقيين. من جانبه، أكد الاتحاد الأوروبي يويفا للعبة أنه فتح إجراء تأديبياً ضد الاتحاد الروسي بعد أحداث الشغب التي رافقت المباراة. ويأخذ الاتحاد الأوروبي على المشجعين الروس قيامهم باضطرابات في المدرجات والتصرف العنصري ورمي القنابل الدخانية، مشيراً إلى أن لجنة الانضباط التابعة له ستدرس هذا الملف في 14 يونيو/ حزيران الحالي. واندلعت المزيد من أعمال الشغب عقب تسجيل روسيا هدف التعادل في شباك إنجلترا في الوقت بدل الضائع، وبدا أن الجماهير الروسية هاجمت المشجعين الإنجليز في المدرجات المجاورة وأجبروهم على الفرار. ويعتبر الاتحاد الأوروبي مسؤولاً عن الأحداث التي تجري داخل الملاعب، أما ما حولها وخارجها فهو من مسؤولية الدولة المضيفة. وبالنسبة للشغب خارج الملعب فقد وقعت المواجهات بين المشاغبين الإنجليز والشرطة الفرنسية وسكان محليين إلى جرح 35 شخصاً بينهم ثلاثة إصابتهم خطيرة إلى جانب مشجع إنجليزي بين الحياة والموت بعدما ضرب بقضيب من حديد. واندلعت أعمال العنف بالقرب من المرفأ القديم للمدينة الساحلية الواقعة في جنوب شرق فرنسا بين مشجعين معظمهم من البريطانيين وكذلك من الفرنسيين والروس. وقامت السلطات الفرنسية بحملة اعتقالات طالت 10 أشخاص بينهم روس وبريطانيون وفرنسيون ونمسوي وألماني على خلفية هذه الأحداث التي انطلقت الخميس الماضي وبلغت ذروتها بعد المباراة. الصحف تتحدث عن العار عبرت الصحف الفرنسية والبريطانية عن استيائها وقلقها غداة أعمال العنف، وعنونت صحيفة ليكيب الرياضية العار، وتحدثت عن حرب شوارع في المدينة. وعنونت صحيفة لوباريزيان/اوجوردوي فرنسا في مواجهة مثيري الشغب بعد أعمال العنف الغريبة التي عرضت على شاشات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي. وعبرت صحيفة لوجورنال دو ديمانش عن القلق نفسه، وقالت مثيرو الشغب يفرضون أنفسهم في كأس أوروبا. وعادت الذكريات السيئة المرتبطة بمثيري الشغب إلى الصحف البريطانية ايضا، وعنونت صحيفة مايل اون صنداي على صفحتها الأولى عودة إلى السنوات السوداء. وعبرت صحيفة صنداي تلغراف ايضا عن شعورها بالعار وحملت بعنف على المشجعين الذين يثيرون اعمال الشغب. وعدلت صحيفة صنداي ميرور الأحد عبارة بالفرح والمجد التي ترد في النشيد الوطني البريطاني لتعنون بالفرح.. والعار، مدينة بذلك الموقف المشين للمشجعين . لينيكر: أمر محرج قال نجم كرة القدم الإنجليزية السابق غارى لينيكر إن أنصار المنتخب أحرجوا إنجلترا بأسرها. وكتب لينيكر على تويتر: ماذا أصاب هؤلاء الأشخاص؟ إنه لأمر محرج بالنسبة للبلاد، بإمكانك التحدث عن استفزاز الشرطة أو إثارة المشجعين الآخرين للمشاكل، لكن يبدو أن هذا لا يحدث إلا أينما حل الإنجليز. تحسين معايير الأمان أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) أنه سيحسن معايير الأمان في ملاعب يورو 2016 في أعقاب أعمال الشغب الجماهيري. وأشار اليويفا إلى أن مراقبين إضافيين سيتم الاستعانة بهم في المباريات بشكل فوري، وأنه سيتم العمل على تحسين التعاون مع السلطات المحلية. أنور قرقاش: مشهد مقزّز انتقد الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ماحصل من أعمال شغب في بطولة كأس أمم أوروبا. وكتب قرقاش على حسابه الشخصي في تويتر: مشهد حرب الشوارع الكروية بين المشجعين الروس والإنجليز مقزّز، لابد من التشريع والتنفيذ لمواجهة عنف الملاعب المتكرر في العديد من هذه الدول. تجاوب روسي أيّد فيتالي موتكو وزير الرياضة الروسي فتح تحقيق ضد بلاده من قبل الاتحاد الأوروبي وقال هذا هو الإجراء المناسب. فقد أطلقت صواريخ وألعاب نارية.. وحدثت اشتباكات في المدرجات، لابد من وضع الأمور في نصابها. وأضاف الوزير الروسي سنستعد للتحقيقات بصورة مناسبة وسنشرح موقفنا، المشجعون كانوا يتصرفون بصورة طيبة لكن هناك من أتوا لأهداف ليس لها علاقة بكرة القدم. وأبدت الحكومة الفرنسية دعمها للشرطة في مرسيليا، وقال بيير أنري برانديت المتحدث باسم وزارة الداخلية لتلفزيون (بي.إف.إم) إذا كان هناك فشل فهي كرة القدم لأن بعض مشجعيها يفرطون في شرب الخمر ويتشاجرون. وقال رئيس بلدية مرسيليا إنه يحيي التصرف المثالي لقوات الشرطة الوطنية والمحلية. وقال لوران نونيز قائد شرطة مرسيليا يمكننا التعاطي مع التهديدات الأمنية وشغب المشجعين. وتستضيف فرنسا البطولة في ظل حالة الطوارىء التي فرضتها بعد تعرضها لهجمات إرهابية أوقعت 130 قتيلاً في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. إنقاذ زوجة فاردي أنقذت الشرطة الفرنسية، زوجة جيمي فاردي، مهاجم المنتخب الإنجليزي، من اعتداءت بعض الجماهير الروسية. وبحسب ما نشرته صحيفة ذا صن البريطانية، فإن الشرطة الفرنسية أنقذت ربيكيا زوجة فاردي من أعمال الشغب التي جرت بين الجماهير الإنجليزية والروسية.