القاهرة:الخليج قطع الشاعر محمد الشهاوي رحلة طويلة مع الشعر، وهو قابع في مسقط رأسه بإحدى محافظات مصر البعيدة، دون أن يضطر للإقامة في القاهرة، شأن كثيرين، وقد تكللت هذه المسيرة بعدة دواوين منها ثورة الشعر - قلت للشعر - مسافر في الطوفان - زهرة اللوتس ترفض أن تهاجر - مكابدات المغني والوتر. هنا حوار مع محمد الشهاوي. } تتردد كلمة المستحيل كثيراً في قصائدك هل من دلالة ما وراء هذا التكرار؟ كلمة المستحيل التي ترد في شعري كثيراً، لم تكن يوماً مجرد كلمة تتردد في قصائدي، أو مجرد لقطة تتواتر، وإنما هي هاتف أسمع صوته، يدعوني ويشاغبني ويراوغني، إنه وهم كالحقيقة، وحقيقة كأنها الوهم، ثم ماذا؟ لا شيء سوى الإصرار على مواصلة الدخول حتى أبلغ المنزل، لكن أين يكون المنزل؟ وهل هو كائن بالفعل؟ كثير هو السفر، لكن كيف الوصول؟ هذا هو السؤال، بل إنه سفر ولا وصول، ما دام السفر ارتحالاً إلى مجهول، والإبحار بحث عن مستحيل، لم أكتب بعد قصيدتي الحلم، لكن المحاولة مستمرة، والأخذ بالأسباب دائم. } ما الذي تغير طوال رحلتك مع الشعر؟ الثابت هو السفر والمتغير هو القصيدة، الثابت هو الحلم والمتغير هو الطريق، الغاية، الوسيلة، التأمل، المتغير هو الخيال والثابت هو الإشارة. } في أية مجموعة شعرية نجد الشاعر محمد الشهاوي؟ أنا مقسم وموزع في كل شعري، ما طبع منه وما لم يطبع، وظل حبيس الأدراج، ديواني الثالث مسافر في الطوفان بعض من كلي الشعري والحلمي، سبع مجموعات شعرية صدرت في مصر، ومجموعة ثامنة صدرت عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وما أقوله عن هذا كله: تتعدد الأسماء والمحبوب واحد. } كيف ترى الآن تجربتك مع الشاعر محمد عفيفي مطر في إصدار مجلة سنابل؟ لقائي الأول مع عفيفي مطر كان في العام 1967 أما سنابل فقد صدر عددها الأول خلال انعقاد مؤتمر مصر الأول للأدباء الشبان عام 1969 حيث تم إهداء ذلك العدد إلى أعضاء المؤتمر، وهي أول مجلة أدبية إقليمية، وكانت صفحاتها مفتوحة لكل الأقلام الطليعية، وكانت تطبع بدار الهلال، وتوزع مع باعة الصحف شهرياً. } ولماذا منعت من الصدور بعد ذلك؟ منعت عقاباً لها، ففي أوائل علم 1972 حين نشرت قصيدة أمل دنقل الكعكة الحجرية كانت سنابل حدثا تاريخيا رائدا وفريدا، ولذا فلا عجب أن تلقى حتفها على أيدي أعداء التفرد والريادة والمغايرة، عموما لقد رحل كل من سعوا لمنعها، وبقي للمجلة أثرها المحفوظ في الذاكرة. } إلى أين نذهب في هذه الغابة المتشابكة من الشعر؟ مهما اختلفت الرؤى والقدرات فنحن ذاهبون إلى الحياة بكل تناقضاتها، وإلى الشعر، أو على الأقل للعثور على الشعر، شعورا وتحولا واقتحاما، واسما هو نقيض الثبات والسبات والتقليد، إن في حديقة الحياة متسعاً لكل الطيور، المهم أن تكون هناك طيور حقيقية. }كيف ترى الحركة النقدية؟ كل جهد إنساني حقيقي وخلاق لا بد أن يكون له تأثير، هذا هو المفروض، وبالرغم من الشطط الذي يرتكبه بعض النقاد، فإن إبداعنا النقدي، لدى بعض آخر، لم يزل ذا تأثير ودور لا يجهله المنصفون، والقطيعة بين الناقد والمبدع ليست في صالح أيهما، لأن النقد هو توأم الإبداع، الإبداع الحقيقي باق ما بقي الإنسان.
مشاركة :