لم تستسلم الريادية هدى لنظرة المجتمع وعدم تقبله لمشروعها، الذي يعد الأول من نوعه في المحافظة التي تقطن بها، ويأتي عدم تقبل المجتمع خلال افتتاحها لمشروعها بسبب أن ذلك النشاط مقتصر على الرجال ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقوم سيدة بممارسة هذا العمل، إلا أن الريادية هدى المزعل رفضت كل النظرات والعوائق التي واجهتها في بداية الانطلاقة، حتى حققت ما أرادت بدعم وتمويل من البنك السعودي للتسليف والادخار. بدأت الشابة هدى حياتها في محافظة بقعاء التي تبعد 90 كلم عن شمال حائل، في عدة وظائف؛ حيث عملت بائعة ملابس نسائية وما لبثت إلا فترة حتى اتجهت إلى إحدى الروضات الأهلية وعملت مستخدمة، وخلال تلك التجربتين أيقنت أن العمل الحر هو من يصنع النجاح بعد توفيق الله. وبعد هذه التجربة العملية لها تعرفت على ما يقوم به بنك التسليف من دعم وتمويل لأي شاب وشابة يرغب في الدخول لعالم المال والأعمال، وبالفعل تم التواصل مع فرع البنك في مدينة حائل، وخلال فترة وجيزة وبعد اكتمال الطلبات اللازمة تم قبول طلبها واعتماد مشروعها وهو عبارة عن محل كوفي شوب نسائي. وتؤكد هدى المزعل أن الإجراءات الميسرة والواضحة لدى البنك في التمويل سهل عليها واختصر من الوقت الكثير، وتم بالفعل تمويلي بمبلغ وقدره 269 ألف ريال، وانطلق المشروع. وتضيف الريادية المزعل أن مشروعها يعد الأول والأميز في محافظة بقعاء وخاصة أنه يخدم فئة النساء فقط وهذا ما سهل عليها مراقبة ومتابعة عملها بكل يسر وسهولة، مضيفة بأنها قامت بتوظيف 8 فتيات سعوديات للعمل معها وقد بلغت نسبة السعودة لديها 100 في المئة، ولديها نية في المستقبل أن تقوم بافتتاح فروع لمشروعها، وكذلك تمكين فتيات سعوديات من العمل خدمة لبنات هذه المنطقة. وتشير الشابة هدى إلى أن فرص العمل كثيرة في بلدنا -ولله الحمد- ولكن يتطلب من الشاب والشابة ألا يقيد نفسه بالبحث عن وظيفية؛ لأنها هي من تقتل قدراتهم وتجعلهم أسرى للوظيفة، مشيرة إلى أن العمل الحر مهما صغر وقل دخله فهو فاتح للخير وصانع المستقبل، فالفرص لا تأتي إلا بالعمل والجهد وكذلك الصبر على العوائق والمشاكل التي تواجه المشروع وخاصة السنة الأولى. وفي ختام حديثها شكرت الريادية هدى المزعل إدارة البنك على تعاملهم الراقي خلال طلبها للمشروع، وكذلك فرع حائل الذي تساعد معها ومع جميع من يتقدم بطلب تمويل فهم حريصون على تذليل كافة الصعوبات لإنجاح أي مشروع.
مشاركة :