هيكتور.. صخرة دفاع ألمانية عوضت غياب فيليب لام

  • 6/13/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر ظهير أيسر كولونيا من نوعية اللاعبين الذين ما عاد لهم وجود، فهو اللاعب الوحيد ضمن صفوف منتخب ألمانيا المشارك في «يورو 2016» في فرنسا، الذي لم يدخل في حياته أكاديمية للناشئين. لقد كشفت نظرة على الأرقام بالنسبة إلى المنتخب الألماني في نهاية العام الماضي عن إحصائية مثيرة للفضول: 754 دقيقة. كان هذا عدد دقائق اللاعب الذي قضى أطول وقت في أرضية الملعب في 2015. لم يكن الرقم لافتًا في حد ذاته، بل كان الاسم الذي يقف وراءه هو المفاجأة. ربما خمن معظم الخبراء أن يكون ذلك هو مسعود أوزيل أو مانويل نوير أو توني كروس أو توماس مولر. لكن هذا اللاعب، واللاعب الوحيد الذي لعب كل المباريات الـ9 كاملة في 2015، كان جوناس هيكتور. ..جوناس من؟ يعتبر ظهير أيسر كولونيا واحدًا من أبرز الشخصيات اللافتة في منتخب المدرب يواخيم لوف، وليس هذا على الأقل لأنه من نوعية اللاعب الذي ما عاد ينبغي أن يكون لمثله وجود بحق. هيكتور هو الوحيد في منتخب ألمانيا الحالي الذي لم يدخل في حياته أكاديمية للناشئين، حيث لعب لصالح نادي إس في أورسماخر في الدرجة الخامسة حتى سن الـ20. لعب في القسم الثاني وعمره 22 عاما، وفي البوندسليغا في 2014، وهو نفس العام الذي لعب خلاله لأول مرة في صفوف المنتخب الألماني، بعد أن شارك في 10 مباريات في فقط في الدوري الممتاز. إن جوناس هيكتور هو إلى حد ما النسخة الألمانية لجيمي فاردي الإنجليزي، من دون الشارة الإلكترونية، ليس إلا. تمضي قصة هيكتور في طريق مشابه لهذا: يمكنك أن تأخذ الصبي من القرية، لكنك لا تستطيع أخذ القرية من الصبي. خلال المقابلة يبدو هيكتور مهذبًا، ويتحدث بصوت هادئ، وطموحه على ما يبدو هو ألا يتم تجاهله. ينحدر هيكتور من أورسماخر، وهي بلدة يقطنها نحو 2800 شخص في سارلاند، قرب الحدود الألمانية الفرنسية. وفي حين أن موهبته لم تغب عن الكشافة، وأنه لعب للكثير من المنتخبات الإقليمية في سارلاند، فقد قرر أن ينتقل إلى «إف سي ساربروخن»، أكبر ناد في الإقليم، لينضم إلى أكاديمية الناشئين بالنادي. قال لاحقًا: «كنت سعيدًا في أورسماخر وأردت أن أواصل اللعب مع أصدقائي». وفي ذلك الوقت كان يبدو أنه يمكن أن يلعب في الحدائق، وليس مع ألمانيا في بطولة اليورو. يقول: «في ذلك الوقت، لم أكن أحلم حتى بأن ألعب يومًا في البوندسليغا». كان عليه أن ينتظر حتى يبلغ سنه بلغ الـ20 قبل أن يقرر أخيرا أن يغادر حدود بلدته. في صيف 2010، انضم لنادي كولونيا ليلعب في فريق الرديف في الدرجة الرابعة. كان كولونيا يأمل بأن ينهي الصفقة في يناير (كانون الثاني)، لكن جوناس كان مترددًا في ترك أصدقائه في وسط الموسم. في كولونيا بدأ كصانع ألعاب، قبل أن يستقر في دور دفاعي بشكل أكبر في وسط الملعب. وبعد عامين لعب للمرة الأولى مع الفريق الأولى، كظهير أيسر، وهو المركز الذي يشغله الآن في المنتخب الألماني. لقد خلف تقاعد فيليب لام من المنتخب ثغرة كبيرة في مركز الظهير الأيسر، ويزعم بعض الناس أن هيكتور هو حل مؤقت لأنه ليست هناك بدائل أخرى. ومع هذا، يقول كريستوفر كليمنس، وهو محلل لدى طاقم المدرب يواخيم لوف، يقول عن هيكتور: «إنه يؤدي بشكل رائع». إشادة كبيرة تأتي بالفعل من المنتخب الوطني. ربما لا يعبر طاقم التدريب عن ذلك بشكل علني، لكنهم يحبون هيكتور. ليس لأنه أفضل لاعب في العالم، بل لأنه لاعب يعتمد عليه لأبعد حد. وهو لاعب يظل دائمًا داخل حجمه الطبيعي ويظل متلهفًا لأن يتعلم ويتحسن. يقول بيتر شتوغر، مدربه في كولونيا: «لم أقابل أبدًا رجلاً مثله من قبل، لا كلاعب ولا كمدرب». في النادي يحبونه أيضًا لأنه يعبأ كثيرًا بالجانب الفاتن لكرة القدم الاحترافية. في غير أوقات لعب كرة القدم، يدرس هيكتور الأعمال ليحول تركيزه من كرة القدم، حيث يقول: «من الجيد أن تشتت تركيزك بعيدًا عن الكرة في بعض الأحيان». كما وأنه واحد من اللاعبين القلائل الذين لا يستخدمون «فيسبوك»، أو «تويتر» أو «إنستغرام» أو غيرها من شبكات التواصل الاجتماعي بشكل فعال. يقول: «أفضل أن تكون الأشياء بعيدًا عن الأضواء. ولست مهتمًا فعلاً بإظهار نفسي كشخصية عامة على الإنترنت. لست من هذا النوع». إن ما هو موجود لعرضه لن يكون فاتنا على أي حال. لدى سؤاله عن وسائل الاستمتاع التي يحظى بها اليوم، فكل ما استطاع أن يفكر فيه هو «شاشة تلفزيون أكبر» وبعد تفكير «سرير أكبر». يقول: «كل ما أريده هو أن أعيش نفس الحياة التي كنت أعيشها في أورسماخر. أحاول أن أوفر أموالي وألا أبذر». ما زال أصدقاؤه من أورسماخر أصدقاءه إلى اليوم - وكذلك مشجعوه. وهم يقطعون 300 كلم بالسيارة إلى كولونيا لمشاهدة مباريات هيكتور على ملعبه، كما يسافرون لحضور كثير من مباريات فريقه خارج أرضه، بقدر ما يسمح جدول مباريات أورسماخر. لن يكون هناك تضارب في المواعيد هذا الصيف. وعندما تبدأ اليورو في فرنسا، سيكونون جميعًا هناك.

مشاركة :