«الزفة» وشراب «الحلو مر» أبرز ملامح رمضان في السودان

  • 6/12/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تبدأ استعدادات السودانيين مبكرًا لشهر رمضان المبارك، حيث يقبلون على شراء الاحتياجات والمستلزمات الرمضانية، وإعداد «الآبريه» أو «الحلو مر» ذلك المشروب التقليدي الذي تحرص كل الأسر على إعداده حيث يتربع على عشر المشروبات الرمضانية، وما إن يحل الشهر حتى يتبادلوا التهاني بهذه المناسبة، وإضاءة المصابيح الملونة على المساجد. ويعتبر تناول الإفطار الجماعي عادة اجتماعية أصيلة فيها الكثير من قيم التعاون، ويحضر كل شخص طعاما من منزله، وتختلط الأواني جميعًا بحيث لا يمكن أن تعرف من جلب هذا أو ذاك، كما يحرص الشباب والمراهقون على القيام بدور المسحراتي، حيث يقومون قبيل الفجر بالتجول في شوارع الأحياء والطرق على الأواني وترديد: «يا نايم قم تسحر» لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور. تجديد الطلاء والفرش و»زفة» رمضان يحرص السودانيون قبيل شهر رمضان المبارك على تجديد طلاء المنازل، كما تحرص ربات البيوت على تغيير الأواني، ويبدأ الاحتفال بشهر رمضان عند أهل السودان قبل مجيئه بفترة طويلة؛ فمع بداية شعبان تنبعث من المنازل السودانية رائحة جميلة، هي رائحة (الأبري) أو (المديدة) وعند ثبوت رؤيته يحدث ما يُعرف بـ(الزفة) إذ تنتظم مسيرة مكونة من رجال الشرطة، والجوقة الموسيقية العسكرية، ويتبعهم موكب رجال الطرق الصوفية، ثم فئات الشعب شبابًا ورجالًا...وتقوم هذه (الزفة) بالطواف في شوارع المدن الكبرى، معلنة بدء شهر الصيام. كما يعتبر رمضان شهرًا للتواصل الاجتماعي وتبادل الأحاديث والأنس، وغالبا ما يبقي الجيران بعد تناول الإفطار مع بعضهم حتى موعد العشاء، حيث يجتمعون على موائد الإفطار الجماعي في ساحات الأحياء وشوارعها، ويؤدون صلاة المغرب، ثم يتناولون الشاي والقهوة ويبقون مع بعضهم حتى تقترب صلاة العشاء، يتبادلون الأحاديث ويطمئنون على بعضهم البعض. موائد الإفطار في الشوارع وساحات الأحياء يحافظ السودانيون على عادة الإفطار الجماعي خارج المنازل في شهر رمضان المبارك، حيث يخرج الأهالي كل يحمل مائدته إلى مساحة خالية وسط الحي أو إلى الطرق أو المساجد بغرض دعوة عابري السبيل والمساكين والمحتاجين إلى تناول الإفطار، حيث يعبر المجتمع السوداني في شهر رمضان عن عاداته الاصيلة وتقاليده الراسخة التي تجسد قيم المحبة والتواصل الاجتماعى وتنم عن التجانس بين أفراده، وفي ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم، وعلى طول الطرق السريعة التي تربطها بولايات السودان المختلفة تنتشر «سفر» الافطار الرمضاني التي تجمع الرجال والصبية من أهل البيوت المتجاورة على جانبي الشارع. وقبيل غروب الشمس يجهز الشباب المكان المعد للافطار وذلك بأن يفرشوه بما تيسر من مفروشات حسب المستوى المادي لأهل الحي، وقبيل أذان المغرب يجلس الرجال فوق هذه المفارش، بينما ينهمك الشبان في إحضار الصواني التي تحمل طعام الإفطار. «الحلو مر» أبرز المشروبات قبيل حلول شهر رمضان الكريم يشتري السودانيون التوابل وقمر الدين ويقومون بإعداد مكوّنات شراب شهير يسمّى «الحلومر» وهو يصنع من عدة مواد أهمها الذرة والتوابل وغيرها، وهو شراب يروي الظمآن، ويقضي على العطش و(الآبريه) كما يصفه السودانيون، عبارة عن ذرة تنقع بالماء حتى تنبت جذورها، ثم تُعرَّض لأشعة الشمس حتى تجفَّ، ثم تطحن مع البهارات، وتعجن وتوضع على هيئة طبقات في الفرن حتى تنضج. فإذا جاء الشهر الفضيل تقوم النساء بنقع (الآبريه) بالماء فترة حتى يصبح لونه أحمر، ويفطر عليه الصائمون، فيشعرون بالري والارتواء بعد العطش والظمأ طوال النهار. العصيدة و»التقلية» حاضرة في الإفطار تحتوي المائدة السودانية على بعض الأكلات المقلية والحلويات و»العصيدة» والسلطات، وأنواع عديدة من المشروبات المحلية والعصائر المعروفة، فضلًا عن «سلطة الروب» والشوربة وغيرها من مكوّنات المائدة الرمضانية العامرة، حيث يتكون طبق الإفطار الشعبي الرئيس من العصيدة مع الإيدام «التقلية أو النعيمة» وأحيانًا تنوب «القراصة» مكان العصيدة، ويُعدُّ طبق (العصيدة) من الوجبات التقليدية عند أهل السودان، ويتكون من خليط عجين الذرة المطهي، ويؤكل مع طبيخ (التقلية) ذات اللون الأحمر، ومكوناته تتألف من (البامية) الجافة المطحونة وتسمى (الويكة) مع اللحمة المفرومة، وبعد تناول طعام الإفطار، يحتسي الصائمون شراب الشاي والقهوة. ومؤخرًا أخذت اللحوم العادية والمصنعة والسلطات والمعجنات والفطائر تحل شيئًا فشيئًا مكان الأطعمة التقليدية على مائدة الإفطار خاصة في المناطق الحضرية. المزيد من الصور :

مشاركة :