الحكومة تواجه تحديًا كبيرًا بزيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية

  • 6/14/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد وزير شؤون الكهرباء والماء عبدالحسين ميرزا أن إنتاج الكهرباء عن طريق ألواح الطاقة الشمسية على أسطح المنازل سيشكل عائدًا استثماريًا كبيرًا، إذ ستقوم هيئة الكهرباء والماء بشراء الطاقة الفائضة من منظومة الطاقة المتجددة بسعر معلن مسبقاً. وأضاف في حوار خاص لـالأيام أن وزارة الطاقة تقوم في الوقت الحالي بالاستعانة بالخبراء العالميين عن طريق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP لوضع أنسب الخيارات للبحرين لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وربطها بشبكات الكهرباء التابعة للحكومة. ولفت إلى أن المملكة بحاجة لبعض التشريعات اللازمة لإعطاء صغار المشتركين الحق في إنتاج الطاقة المتجددة بما يتوافق مع المرسوم بقانون رقم (1) لسنة 1996 في شأن الكهرباء والماء. ولفت إلى أن ما يعزز فرص الاستثمار في ذلك، وقوع المملكة ضمن الحزام الشمسي، ما يعني تعرضها لمعدلات مرتفعة من الإشعاع الشمسي الكلي تصل إلى 9.2 ساعة يومياً، لذلك فإن النظام الشمسي سيقوم في فترة النهار بالبدء بإنتاج الكهرباء منذ طلوع الشمس (الساعة السابعة صباحًا) وحتى قبيل الغروب (الساعة الخامسة مساءً) ويصل إنتاجها الى أعلى حد في فترة الظهيرة ما بين الساعة 12 الى 3 عصرًا. ومن المتوقع أن تصل أسعار الوحدة المنتجة للطاقة المتجددة الشمسية إلى ما يقرب من سعر الوحدة من المحطات التقليدية بحلول عام 2020. وأشار إلى أن الوزارة تلقت عرضاً من إحدى الشركات الأمريكية فيما يتعلق بإنتاج الطاقة المتجددة من الرياح عن طريق تكنولوجيا تسمى بالتوربين الهوائي العمودي الأفقي، وتمتاز بأنها تأخذ حيزاً صغيراً لا يتجاوز 5 أمتار مربعة وينتج في المتوسط ما مقداره 300 ألف كيلووات ساعة في السنة، يقوم المختصون في وزارة الطاقة بتدارس تللك الحلول والتحقق من أدائها. ] بدايةً.. شيدت عدد من المؤسسات من بينها بابكو وتطوير مع جامعة البحرين مشروعات تجريبية للطاقة الشمسية فهل خلصت تشغيل هذه التجارب إلى فوائد عملية وعلمية؟ قامت شركة بابكو بتوجيه من وزارة الطاقة قبل أربعة أعوام بتنفيذ مشروع إنشاء محطة تجريبية (Pilot) لإنتاج الكهرباء بطاقة 5 ميجاوات باستخدام ألواح الخلايا الفوتو فولتيه PV Cells مع شركة بتراسولار كمرحلة أولى، وذلك ضمن مراحل لاحقة لإنتاج حوالي 20 ميجاوات باستخدام منشآت ومباني تابعة لشركة بابكو في مدينة العوالي ومصفاة البحرين، بالإضافة إلى استخدام بعض المنشآت التابعة لجامعة البحرين. وتم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع، بتوصيل جميع نقاط الإنتاج إلى شبكة الكهرباء التابعة لهيئة الكهرباء والماء على مستوى شبكة توزيع الكهرباء ذات الجهد المتوسط والمنخفض وباستخدام التقنيات الحديثة للتحكم والمراقبة عن بعد الأنظمة الذكية. ويهدف المشروع إلى توفير الطاقة عن طريق مصادر نظيفة متجددة تماشياً مع توجهات وسياسية القيادة للمحافظة على الطاقة وترشيد الاستهلاك، ويعتبر المشروع نموذجًا لتعزيز جهود الاستدامة والمحافظة على البيئة وخاصة خفض استهلاك الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة واستخدام الغاز الطبيعي الموفر نتيجة لذلك في مشاريع صناعية تنموية لخدمة اقتصاد المملكة. ] ما هي استراتيجية وزارة الطاقة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية؟ يشكل زيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية تحدياً كبيراً أمام الحكومة، حيث سعينا خلال الفترة الماضية إلى بلورة الجهود لتأسيس وحدة متخصصة على المستوى الوطني وهي وحدة الطاقة المستدامة Sustainable Energy Unit SEU - في وزارة الطاقة، وتقع عليها مسئولية دعم استراتيجيات ومبادرات الطاقات المتجددة - بما فيها الطاقة الشمسية - والمحافظة على الطاقة، وقدمنا تقريراً شاملاً إلى اللجنة الوزارية للإعمار والبنية التحتية في منتصف 2015، والذي استعرض بشكل تفصيلي خطة عمل وحدة الطاقة المستدامة والبرنامج المقترح لعمل الوحدة للأعوام 2015-2016، بالإضافة إلى مهام واختصاصات الوحدة. ونسعى من خلال هذه الوحدة إلى توفير الخبرات المتخصصة في الطاقات المتجددة وإيجاد البنية التشريعية وخيارات الدعم للطاقات المتجددة وتعميمها على مختلف القطاعات في البحرين لينافس الطاقات التقليدية، وخصوصاً في ظل الطلب المتنامي على الكهرباء وتوفير البديل المناسب للمواطنين. ] وفيمَ تتمثل اختصاصات وحدة الطاقة المستدامة؟ تقوم الوحدة بالتقييم الشامل لمصادر انتاج الكهرباء والماء واقتراح السياسة العامة للحكومة حول نسبة المشاركة من الطاقة المتجددة في مزيج مصادر إنتاج الكهرباء والماء، وإعداد الاستراتيجيات لترشيد الطاقة ورفع كفاءة الاستخدام. كما أنها تختص بوضع استراتيجيات وسياسات واجراءات للتخطيط المتكامل والمستدام لمصادر الطاقة المتجددة ورفع كفاءة استخدامها، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة بالتنسيق مع الهيئات والجهات المعنية. وكذلك تعنى الوحدة باقتراح المبادرات والمشاريع التي من خلالها يتم تحقيق وتطوير مصادر الطاقة المتجددة لزيادة نسبة مساهمتها في مزيج الطاقة الكلي وتحقيق استراتيجيات الحكومة للاستدامة والتزويد الآمن، بالإضافة إلى تحقيق استراتيجيات ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية والمياه وتحسين كفاءة استخدامها في القطاعات المختلفة والجهات المنفذة لتلك المشاريع. وتختص وحدة الطاقة المستدامة باقتراح التشريعات والأنظمة المطلوبة لتسهيل وتيسير الاستفادة من الطاقة المتجددة والمحافظة على الطاقة، والتنسيق بين الجهات ذات الاختصاص في مجال الطاقات المتجددة والمحافظة على الطاقة. ] هل يمكن تطبيق إنتاج الكهرباء الشمسية في المنازل في البحرين تقنياً وفنياً.. وكم السعة التي يمكن إنتاجها من ذلك؟ تجارب الدول الأخرى أثبتت أنه بالإمكان تطبيق إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في المنازل فنياً وتقنيًا. إلا أن المملكة بحاجة إلى متطلبات وتشريعات وإجراءات أخرى يجب استكمالها، لذلك فإن وحدة الطاقة المستدامة تقوم في الوقت الحالي بدراسة وتحديد كافة المتطلبات الفنية والتشريعية لتوصيل المنظومات المقترحة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية إلى شبكات الكهرباء التابعة للحكومة. ويتم في الوقت الحالي دراسة جميع تلك الآليات ضمن الفريق المتخصص في وحدة الطاقة المستدامة وبالاستعانة بالخبراء العالميين عن طريق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP لوضع أنسب الخيارات للبحرين لتعميم وتشجيع استخدامات الطاقة الشمسية. ويهدف إعداد تلك المتطلبات على المستوى الوطني، بما فيها تطبيقات المنازل على تشجيع وزيادة نسبة مساهمة الطاقات المتجددة في مجموع الطاقة الكلي وتحقيق التزويد الآمن وتشجيع الاستثمار فيها، وتحفيز القطاع الخاص للعمل في نشر استخداماتها. ] ماذا يتطلب على البحرين فعله لتهيئة الأرضية المناسبة لنشوء حدائق منزلية للطاقة وربطها بشبكة الكهرباء الوطنية وتحويلها لمشاريع اقتصادية؟ من أهم المتطلبات الضرورية لتهيئة الأرضية المناسبة لتركيب أنظمة الطاقة المتجددة على أسطح المنازل والتأكد من ربطها بالطرق الصحيحة بشبكة الكهرباء.. أن يتم إيجاد بنية تشريعية لضمان التوافق مع المرسوم بقانون رقم (1) لسنة 1996 في شأن الكهرباء والماء، وإيجاد التعديلات اللازمة على المادة الثانية من هذا القانون، والذي بموجبه سوف يعطي الحق في إنتاج الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية على أسطح المنازل من صغار المشتركين وتوصيلها بالمنظومة الكهربائية ذات الجهد المنخفض داخل المنزل (أو ما يسمى بلوحة التوزيعات الرئيسية). كما أن ذلك بحاجة إلى إعداد كود جديد Grid Connection Code لتوصيل مجموعة اللوحات الشمسية ضمن المتطلبات الفنية، بما يضمن توافق حماية منظومة الخلايا الشمسية ضمن التوصيلات الكهربائية داخل المنزل. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك جانبا آخر يتعلق بالمساومات المالية في حال سريان الطاقة الفائضة الى شبكة الكهرباء الحكومية، وسوف يتم تحديد تلك المتطلبات ضمن وثيقة مستقلة تعرف بـتعريفة التغذية للطاقات المتجددة - FEED-In-Tariff. وهي آلية لتشجيع إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، حيث يكون الهدف بأن تشتري هيئة الكهرباء والماء الطاقة الفائضة من منظومة الطاقة المتجددة من منتجيها بسعر معلن مسبقا يحقق عائدًا جاذبًا للاستثمار من خلال تعرفة التغذية للطاقات المتجددة - FEED-In-Tariff، وهي تختلف باختلاف التكنولوجيا المستخدمة وسعة المحطة وموقعها. وتعرفة تغذية الطاقة (Feed-in Tariff) هي ما تم تطبيقه في عدد من الدول المجاورة عن طريق دراسة نماذج أفضل الممارسات الناجعة لبعض الدول، حيث يمكن شراء الطاقة المتجددة المنتجة من الجهات التي سوف تنتجها، مثل المنزل بسعر معلن ومحدد مسبقاً يحقق عائداً للاستثمار. وبناء على هذه المنظومة، تكون هيئة الكهرباء والماء ملتزمة بشراء الطاقة الكهربائية المنتجة من كل من الطاقة الشمسية والرياح بالأسعار المحددة. وكما نعلم فإن إنتاج الطاقة مرهون حسب المساحة المتوفرة فوق الأسطح وقدرة وتقنية اللوحات الشمسية على الإنتاج، فعلى سبيل المثال.. تحتاج الى نحو 5 الى 7 أمتار مربع فوق سطح المنزل للحصول على واحد كيلووات من الكهرباء عند استخدام مصطلح الكيلووات في أنظمة الطاقة الشمسية فهذا يعنى أعلى مستوى - Peak، وكما هو معروف فإن إنتاج اللوحة يقل بسبب الظروف الجوية وعوامل الزمن، وتكنولوجيا اللوحات الشمسية في تطور مستمر من ناحية كمية وسعة الإنتاج. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الدول المجاورة مثل الأردن أصدرت قانون الطاقة المتجددة عام 2012 لإعطاء الحق للمشتركين لتركيب منظومات الطاقة الشمسية واستغلال مصادر الطاقة المتجددة. ] برأيكم ماهو مستوى تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية على أسطح المنازل، وما مدى إمكانية توفير هذه الألواح الطاقة طوال اليوم؟ فيما يتعلق باستطاعة ألواح الطاقة الشمسية الفوتوفلتية Photovoltaic panels انتاج الكهرباء طوال اليوم، فإنه من الضروري الإشارة إلى أنها تعمل أثناء النهار فقط، وأن متوسط فترة سطوع الشمس في البحرين تقريبا 9.2 ساعة في اليوم. كما أن المملكة تحظى كغيرها من دول مجلس التعاون الواقعة ضمن الحزام الشمسي بمعدلات مرتفعة من الإشعاع الشمسي الكلي، قد تصل إلى 5.2 كيلو وات ساعة في المتر المربع، بينما تصل كثافة الإشعاع الشمسي المباشر الى أكثر من 7 كيلووات ساعة/م2 في أشهر الصيف (ستة أشهر- مايو الى أكتوبر)، مع غطاء سحب منخفض يتراوح بين 10% إلى 20% على مدار العام وهي معدلات ممتازة وقابلة للاستخدام بشكل فعّال مع التقنيات الشمسية المتوفرة حالياً. لذلك فإن النظام الشمسي سيقوم خلال فترة النهار بالبدء بإنتاج الكهرباء منذ طلوع الشمس (الساعة السابعة صباحًا) وحتى قبيل الغروب (الساعة الخامسة مساءً) ويصل إنتاجها الى أعلى حد في فترة الظهيرة ما بين الساعة 12 الى 3 عصرًا. وتأتي تنافسية الطاقات المتجددة بسبب الانخفاض الملحوظ في تكلفة هذه الأنظمة حيث تشير الإحصائيات التي أصدرتها الوكالة العالمية للطاقات المتجددة إيرينا التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها في يناير 2016م بهبوط أسعار الوحدة المنتجة Levalized Cost بنسب مشجعة خلال السنوات 2014 و2015. ومن المتوقع استمرار هبوط أسعار الطاقات المتجددة الشمسية في المحطات الشمسية الكبيرة إلى أقل من النصف حتى عام 2020، على أن تصل أسعار الوحدة المنتجة إلى ما يقرب من سعر الوحدة من المحطات التقليدية. ولابد من الاشارة هنا الى الفوائد البيئية الناجمة عن استخدام مصادر هذه الطاقات النظيفة من حيث خلوها من انتاج الغازات الدفيئة وتحديداً غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تحدثه المحطات التقليدية. ] ما هي توجهات وزارة الطاقة بالنسبة لموضوع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح عموما؟ تكمن توجهات وزارة الطاقة في تحقيق رغبة مجلس الوزراء، الذى يولي اهتماماً خاصاً لزيادة الاعتماد على الطاقات المتجددة الممكن تطبيقها بشكل مربح في البحرين، وأبرزها كما نعلم الطاقة الشمسية.. وهذا ما أكده قرار مجلس الوزراء رقم 15-2315 في جلسته بتاريخ 8 يونيو 2015 الذى نص على: تكلف وزارة الطاقة بدراسة زيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية وان يتم لتحقيق ذلك الاستفادة من التطورات العلمية في مجال الطاقة الشمسية والتعاون مع المراكز البحثية العالمية لاستغلال هذه الطاقة وزيادة الاعتماد عليها كرديف لمصادر الطاقة الأخرى في مملكة البحرين. وأما بالنسبة لطاقة الرياح، فإن التكنولوجيا المتعلقة بذلك في تطور مستمر وهناك حلول تكنولوجية جديدة تختلف عن التوربينات الهوائية الأفقية بالمراوح، قد تم عرضها علينا مؤخراً من قبل إحدى التكنولوجيات المطورة حديثاً تحت ما يسمى التوربين الهوائي العمودي الأفقي Vertical Horizontal wind turbine من إحدى الشركات الأمريكية وتمتاز بأنها تأخذ حيزاً صغيراً لا يتجاوز 5 أمتار مربعة وينتج في المتوسط ما مقداره 300 ألف كيلووات ساعة في السنة، مع وجود سرعة رياح لا تتجاوز 4 أمتار في الثانية، وبسعر منافس جداً للوحدات المنتجة من التوربينات الحرارية، ويقوم المختصون في وزارة الطاقة بتدارس تللك الحلول والتحقق من أدائها. وكذلك ضمن توجهات وزارة الطاقة إلى تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لزيادة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج مصادر توليد الكهرباء والماء وخلق بيئة محفزة للاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

مشاركة :