عادت أجواء التوتر إلى جامعة صنعاء، عقب نكوص الإدارة التابعة للميليشيات فيها بالوعود التي قطعتها بشأن إيجاد حل لمشكلة التعيينات غير القانونية في بعض الكليات، وفصل عدد من الأكاديميين، فضلاً عن الدفع بعشرات العربات العسكرية إلى ساحة الجامعة، فيما بدأت الميليشيات باستخدام سلاح «الجوع»، كعقاب جماعي ضد السجناء في محافظة ذمار. وفي التفاصيل، ذكر مصدر في نقابة هيئة التدريس بالجامعة، لـ«الإمارات اليوم»، أنهم في النقابة نفذوا وقفة احتجاجية، أمس، في الجامعة، تنديداً باستمرار ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في تجاوزاتها للوائح والأنظمة والقوانين الخاصة بعمل الجامعة، وقيامها بتعيينات جديدة في خمس كليات، هي: التربية والإعلام والشريعة والصيدلة والزراعة. وأشار المصدر إلى أنهم سيستمرون في تصعيد احتجاجهم حتى يتم إلغاء القرارات الأخيرة، والمتمثلة في تعيين موالين للميليشيات في تلك الكليات، والتي كان آخرها تعيين مهندس بتروكيماويات في منصب نائب عميد كلية الصيدلة الدكتور زكريا الشعيبي، والذي يعد مخالفة للقانون واللوائح المنظمة للتعيينات في الجامعة. • 180 معتقلاً، داخل السجن المركزي في ذمار، يطلقون نداء استغاثة للعالم، وللمنظمات الحقوقية والإنسانية والإغاثية، لإنقاذهم من «الجوع». وأوضح المصدر أن التعيين اعتمد على صلة القرابة بين زكريا الشعيبي، ونائب وزير التعليم العالي لشؤون البحث العلمي لقطاع التخطيط والسياسات الدكتور عبدالعزيز الشعيبي، الذي أعلن مساندته التامة للتعيين، من أجل تنفيذ مخططات الميليشيات الخاصة بالتعليم، حسب قوله. وقال المصدر إن التصعيد والاحتجاجات ستستمر حتى تلتزم الميليشيات بتنفيذ ما التزمت به، أخيراً، مع هيئة التدريب، والمتمثل في التراجع عن قرارات التعيينات الأخيرة، وإعادة عدد من الأكاديميين المفصولين بطريقة غير قانونية وتعسفية، والبالغ عددهم 200 أكاديمي وأستاذ وعامل في الجامعة، وإطلاق المرتبات الموقوفة، وإلغاء قرار تعيين مهندس البترول من عمادة كلية الصيدلة، والذي يعد جريمة بحد ذاته، خصوصاً أنه جاء ومارس انتهاكات بحق هيئة التدريب بالكلية والطلاب، من خلال استقدام ميليشيات مسلحة إلى مبنى الكلية لفرض وجوده بالقوة. من ناحية أخرى، بدأت الميليشيات استخدام سلاح «الجوع» كعقاب جماعي ضد السجناء في محافظة ذمار، الواقعة الى الجنوب من العاصمة صنعاء، حيث أطلق ما يقارب 180 معتقلاً داخل السجن المركزي بذمار نداء استغاثة للعالم، وللمنظمات الحقوقية والإنسانية والإغاثية، لإنقاذهم من «الجوع». وجاء في نداء استغاثة السجناء في ذمار، أنهم يتعرضون لسياسة عقابية، لم تعرفها البشرية في تاريخ الحروب والسلم، بأن يتم تجويع السجناء حتى الموت، كنوع من العقاب، مشيرين إلى أنهم لم يتناولوا وجبات طعام منذ أيام إلا الفتات من بقايا الطعام التي تتناولها عناصر الميليشيات المشرفة على السجن. وأكدوا أن وراء القضبان في سجن ذمار أشخاصاً تم اعتقالهم من قبل الميليشيات من خطوط السفر بين المحافظات، على خلفية مناطقية، وآخرين أثناء عودتهم إلى منازلهم من الخارج دون تهم، فيما يضم السجن أرباب أسر ليس لها سواهم، وأصبحوا في وضع معيشي غاية في السوء، نتيجة اعتقال وحبس عائلها الوحيد. وأوضحوا في ندائهم أنهم يعيشون وضعاً صحياً سيئاً، ويصارعون الجوع والعطش.
مشاركة :