أكدت السلطات الأمنية الأمريكية أمس أن التحقيقات التي تجريها في مذبحة أورلاندو بفلوريدا لا تزال في مراحلها الأولية. وقال مسؤولون فيديراليون لشبكة إن بي سي أمس إن التحقيقات كشفت أن القاتل الأمريكي الأفغاني الأصل عمر متين زار السعودية مرتين، في عام 2011 و2012، دون معرفة سبب لزيارتيه. واتصلت الشبكة بالمتحدث الأمني السعودي اللواء منصور التركي، فأبلغها بأنه زار المملكة لأداء العمرة مدة 10 أيام في 2011، و8 أيام في 2012. وقتل متين (الأحد) 49 شخصاً، قبل أن يقتله رجال الأمن في ملهى ليلي صاخب. من جهته أفصح مدير مكتب التحقيقات الأمريكي (أف.بي.آي) جيمس كومي أمس الإثنين أن منفذ مجزرة أورلاندو كان يدعي في التحقيقات السابقة أنه على صلة بميليشيات حزب الله. وقال كومي في مؤتمر صحفي إن المنفذ أجرى مقابلات مسجلة مع مقاتلين في جبهة النصرة، وأنه أصبح متطرفا عبر الإنترنت، وردد أكثر من مرة عبارات تضامن مع داعش. وأضاف أن هناك دلائل قوية على أن القاتل تبنى معتقدات متشددة متأثرا بجماعات متطرفة أجنبية. في غضون ذلك دعت منظمة التعاون الإسلامي السلطات الأمريكية إلى عدم استخدام المجزرة الدموية التي شهدتها فلوريدا أمس الأول منصة لإصدار الأحكام المسبقة أو استغلالها في حملة التشويه الإعلامي المستمرة ضد المسلمين، مشددة على ضرورة الانتظار إلى حين استكمال التحقيقات الرسمية لمعرفة حقيقة الاعتداء. وقالت المنظمة في بيان أمس إنه يجب عدم إخراج هذه الحادثة من سياقها، كونها شأنا أمريكيا محليا، أو القفز إلى تكهنات وربطها بأجندات سياسية تنعكس بالسلب على المسلمين والصورة الحقيقية للإسلام، التي تحرم قتل النفس البشرية، وتفرض عقوبات صارمة عليها، مؤكدة أن تعاليم الإسلام تعد الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره جريمة ضد الإنسانية. وعلى ما يبدو أن المرشح الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب عازم على استخدام مجزرة (الأحد) في أورلاندو لتأكيد ما يعلنه دائما عن الثقة بقدرته على التعامل مع الإرهاب أكثر من منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون. ومع استمرار عمليات الكشف عن هوية العديد من ضحايا المذبحة، وتحقيقات الشرطة في صلات محتملة للمسلح القتيل مع متشددين، لم يهدر ترامب وقته مستغلا الاعتداء لتحقيق مكاسب سياسية. واتهم المرشح الجمهوري، الرئيس باراك أوباما وخليفته المحتملة كلينتون بالفشل في التعامل مع التطرف. وقال في بيان في هذا الصدد نظرا للضعف الذي يعتري قادتنا، قلت إن هذا سيحدث وإن الأمور ستزداد سوءا. أحاول إنقاذ الأرواح ومنع هجوم إرهابي. ومن المتوقع أن يدلي ترامب بالمزيد من الخطاب المتشدد في حملته الانتخابية. وفي حين لا تزال البلاد تترنح مما يعتبر أعنف هجوم في الأراضي الأمريكية منذ11سبتمبر 2001، قال تيم مالوي، مساعد مدير معهد الاستطلاع في جامعة كوينيبياك إنه من المرجح أن يهيمن التهديد الإرهابي على النقاش في حملة الانتخابات.
مشاركة :