كتب: عمار عوض اعتبر حاكم ولاية فلوريدا، ريك سكوت، الهجوم الذي وقع على الملهى الليلي في مدينة اورلاندو بأنه هجوم على أمتنا، وقال إنه طلب من الرئيس أوباما إعلان حالة الطوارئ بحيث يمكن توفير الموارد اللازمة من قبل الحكومة الاتحادية لتقديمها للأشخاص المتأثرين بهذه الجريمة المروعة، خاصة أن إعلان حالة الطوارئ يمنح ولاية فلوريدا 5 ملايين دولار من صندوق النقد الاتحادي، لكن بعد أن راحت صدمة الاعتداء، وبدأت المعلومات تتكشف عن الحادث، سيطرت على الصحافة الأمريكية أسئلة حائرة عدة، تتركز حول كيف تسنى لعمر متين أن يقوم بهذه الحادثة البشعة من دون أن يكون مراقباً، بعد تحقق سلطات الأمن الأمريكية عنه 2013 -2014، والكيفية التي حصل بها على السلاح لتنفيذ جريمته، إضافة إلى سؤال جوهري هل أصابت الشرطة لدى اقتحامها الملهى عدداً من الضحايا، بمعنى انهم سقطوا بنيران صديقة، أم كل الضحايا سقطوا بفعل نيران المجرم؟ نقلت نيويورك تايمز عن الصحفيين تقدمهم باتهام مبطن لتقاعس الشرطة في الكشف عن الجرائم قبل وقوعها، ولكن مسؤول مكتب التحقيقات الفيدرالي في اورلاندو، رونالد هوبر، أوضح الأمر بقوله إن متين استجوب ثلاث مرات من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي في إطار تحقيقين، كان الأول في 2013 مرتبطاً بتصريحات متطرفة أدلى بها في مكان عمله. وبعد عام، خضع لاستجواب جديد هذه المرة على علاقة مع منير محمد أبو صالحة، وهو أمريكي من فلوريدا التحق بتنظيم داعش قبل أن يقتل في هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة في مايو/أيار 2014. وقال رونالد هوبر إن الإف بي آي، رأى حينذاك ان الاتصال بين الرجلين كان محدوداً (...) ولا يعكس علاقة كبيرة أو تهديداً. وأضاف لم يكن هناك شيء يسمح بالإبقاء على التحقيق مفتوحاً. لكن يطل سؤال ثالث برأسه: كيف تسنى للمجرم عمر متين الحصول على السلاح، بالرغم من أنه تحوم حوله شكوك وجرى استجوابه من مكتب التحقيقات الفيدرالي، لكن رونالد هوبر دافع عن مكتب التحقيقات الفيدرالية بالقول: وبما أنه بقي حراً ومن دون سوابق قضائية، كان لدى عمر متين إجازتا حيازة سلاح، ولذا تمكن من شراء مسدس وبندقية هجومية من نوع AR-15 قبل أسبوع واحد من الحادث. وهي النقطة التي حاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إظهارها بقوة في التصريحات التي أدلى بها من البيت الأبيض والتي تركزت على نفيه وجود اتصالات مع المجرم لتدبير الأمر من الخارج، فهو ضمنياً ينفي فشل أجهزته الأمنية في كشف الحادث قبل وقوعه، ولكنه صوب نحو نقطة عملية امتلاك الأسلحة بالنسبة للمواطنين التي يناهضها أوباما، وعمد لاستغلال الحادث لتحقيق هدفه في تصعيب وتقنين عملية الحصول على السلاح. ورغم دفوعات الشرطة ومكتب التحقيقات الفيدرالي فيما يمكن ان يعتبر تقاعساً، إلا أنهم في طريقهم لمعضلة أخرى، تتمثل في السؤال الذي دفع به الصحفيون، هل كل الضحايا سقطوا بنيران القاتل عمر متين؟ أم هناك من سقط بنيران الشرطة، خاصة بعد أن خرجت معلومات تقول إن المجرم كان في وسط عدد من الرهائن في الحمامات الملحقة بالملهى قبل مقتله، بعد أن تضاربت الأرقام حول الذين كانوا في الحمام محتجزين مع المجرم، إذ قال شاهد عيان لسي إن إن، إن الرهائن كانوا ثمانية، لكن مدير الشرطة جون مينا قال خلال المؤتمر الصحفي رداً على الصحفيين: من كانوا في الحمام مع المجرم كانوا مابين أربعة إلى خمسة أشخاص، في وقت كان هناك من 15 إلى 25 مختبئين في حمام آخر، مع أن مينا اعترف بإمكانية أن يكون هناك ضحايا بنيران الشرطة من الرهائن أثناء تبادل إطلاق النار، عندما قال يمكن ان يكون هناك ضحايا في تبادل إطلاق النار، وسنجري تحقيقاتنا لنعرف ذلك، وواصل في السرد التبريري وقال لقد قمنا بإطلاق قذيفة لصنع فتحة في الجدار ليخرج منها الرهائن، ولكن خوفنا وقلقنا من سقوط ضحايا أكثر جعلنا نتبادل النيران من خلف جدار خرساني وكان قرارنا صحيحاً، وأشار إلى أن التأخر في عملية تبادل إطلاق النار جاء نتيجة للخوف من المجرم، ربما يكون يحمل حزاماً ناسفاً. متين.. من حارس إلى إرهابي * ١٩٨٧: ولد عمر مير صديق متين في نيويورك، الولايات المتحدة وهو مواطن أمريكي من أصل أفغاني والده صديق متين، يعمل مندوب مبيعات بوليصات التأمين على الحياة، ومؤيد لحركة طالبان ويدعي أنه رئيس أفغانستان * ٢٠٠٧: عمر متين يبدأ حياته العملية كحارس أمن مسلح لمؤسسة G4s في ولاية فلوريدا، يمتلك ترخيصين لاستخدام الأسلحة النارية. تجري السلطات تحقيقات حول متين في العامين ٢٠٠٧ و٢٠١٣ * ٢٠٠٩: تزوج من سيتورا يوسفي في فورت بيرس بولاية فلوريدا بعد التعرف إليها عبر الإنترنت. سيتورا تهجره بعد عدة أشهر قائلة إنه عنيف وغير مستقر عقلياً . يقع الطلاق بين الزوجين في العام ٢٠١١ * ١٣-٢٠١٤: يجري مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي مقابلتين مع متين في العام ٢٠١٣ بعد إدلائه بتعليقات لزملائه في العمل حول التعصب الديني والمثليين والسود. تجرى معه مقابلة مرة أخرى في العام ٢٠١٤ بشأن ارتباطه بالمدعو منير محمد أبوصالحة الأمريكي من مدينة فورت بيرس الذي أصبح مهاجماً انتحارياً تابعاً لجبهة النصرة في سوريا * يونيو/حزيران ٢٠١٦: متين يشتري البندقية الهجومية AR-15 كاليبر ٢٣٣ ومسدس غلوك عيار ٩ ملم * ١٢ يونيو: متين يتوجه إلى مدية أورلاندو في شاحنة مستأجرة لتنفيذ الهجوم على ملهى ليلي للمثليين، فيقتل ٥٠ شخصاً ويجرح ما يزيد على ٥٠ آخرين. أثناء إطلاقه النار، متين يتصل برقم الطوارئ ٩١١ ويعلن ولاءه لتنظيم داعش. متين يقتل خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة
مشاركة :