يوشك المهندسون في روسيا على وضع اللمسات الأخيرة لبدء إنتاج جرارات وحصادات زراعية تعمل دون سائق وتعتمد على «الذكاء الاصطناعي». وتشرف على هذا المشروع وزارة التربية والعلوم الروسية، التي أكدت أن «المشاريع المتعلقة بمجمع الصناعات الزراعية يشكل أولوية وطينة»، ولهذا تنوي الوزارة استثمار مبلغ 15 مليار روبل في هذا القطاع خلال السنوات الخمس المقبلة. وتقوم شركة «Cognitive Technologies» الروسية المتخصصة بالبرمجيات بتنفيذ هذا المشروع، الذي سيُنفذ خلال عام 2016 بنفقة قدرها 380 مليون روبل روسي. ويؤكد المصنعون أن الآليات الزراعية من دون سائق لن تكون باهظة الثمن ولن يزيد ثمنها عن الآليات العادية أكثر من نسبة 15 في المائة وسطيًا. وحسب الفكرة التي تنطلق الشركة المصنعة منها في مشروعها هذا، فإن الآليات الزراعية التي يدور الحديث عنها تتمتع بـ«ذكاء اصطناعي» يقوم بمراقبة منطقة عمله عبر كاميرات رقمية خاصة، وبوسعها رصد أي عقبة قد تعطل عمل الآلة، مثل حجر أو غيره من أجسام في الحقل يزيد طولها وعرضها عن 15 - 20 سم، لإزالتها من خط سير الآلية. كما ستكون تلك الآليات مرتبطة عبر أجهزة خاصة بمنظومتي «غولوناس» و«GPS» لتحديد المواقع، الأمر الذي سيساعدها على العمل ضمن أي ظروف حتى في حال تعذرت الرؤية بسبب الضباب أو ظلمة الليل. أما أهمها سيتم تزويد تلك الآليات به فهي برامج خاصة تربط كل حصادة على سبيل المثال بسيارات نقل محددة لتسليم المحصول الذي جمعته الحصادة. إلى جانب الميزات السابقة تم تزويد الحصادات بأجهزة رقمية خاصة مهمتها تسجيل وزن الكمية من المحصول الذي حملته الحصادة في السيارات وحجم الكميات في كل سيارة نقل مع رقم السيارة وتاريخ التحميل، وبهذا الشكل تصبح سرقة أي كميات من المحصول أمرًا معقدًا، وكذلك الأمر بالنسبة للوقود الذي يتم تسجيل الكميات التي تزود بها الآليات وتوزيعها على المسافة التي ستعمل عليها، ما يحول دون سرقة الوقود عبر ضبط الاستهلاك. كل هذه المعلومات تقوم الآليات الزراعية بإرسالها مباشرة إلى كومبيوتر خاص في مركز مراقبة الأعمال الزراعية، حيث يتم الاحتفاظ بكل تلك المعطيات. وفي الوقت الحالي تم إنتاج أول آليات من هذا النوع، تخضع حاليًا للاختبار حيث تقوم بتنفيذ مختلف الأعمال الزراعية في حقول جمهورية تتارستان العضو في الاتحاد الروسي، ومن المقرر أن يبدأ بحلول عام 2018 الإنتاج الصناعي لهذه الآليات الزراعية الحديثة «دون سائق»، و«دون سرقات». وينقسم المزارعون والعاملون في القطاع الزراعي في روسيا بين مرحب وغير متشجع لدخول «الآليات الذكية» إلى الأعمال الزراعية والحقول، إذ يرى البعض أن إدخال هذه الآليات سيخفف من الأعباء الجسدية والمادية، بينما يحذر آخرون من أن هذه الآليات ستأخذ فرص عمل من كثيرين يعتمدون على القطاع الزراعي كمصدر دخل لهم، لا سيما في المواسم.
مشاركة :