كشفت دراسة حديثة للأمم المتحدة أن نوعاً فريداً من الماشية في السعودية بات على وشك الانقراض، وقالت أن هذا النوع ينتشر في شرق المملكة، ويستطيع تحمل الحر والجفاف ومقاومة أمراض خطرة عدة، وأن اختفاءه قد يسبب ضياع مورثات جينية مهمة تطورت عبر السنين، وتتيح للقطعان العيش في ظروف بيئية صعبة. ووفق مجلة «ساينتفيك أميركان»، بدأت قطعان «البقر الحساوي» في التناقص بدءاً من السبعينات، ووصل عدد الأبقار من هذا النوع إلى أكثر من عشرة آلاف في العام 1986، لكنه تدنى اليوم إلى أقل من 200 رأس. وقال أستاذ علم الوراثة والتقنيات الحيوية في جامعة الملك سعود رائد العطيات، الذي يعتبر المساهم الرئيس في الدراسة، أن لدى هذا النوع من الماشية القدرة على تحمل الجفاف وأكثر الأمراض انتشاراً بين قطعان المنطقة، مثل طاعون الماشية. وأثبتت دراسات سابقة أن قطيع «الحساوي» يعيش على كميات قليلة من الغذاء والماء مقارنة في القطعان الأخرى. لكن، وبسبب حجم هذه الأبقار الصغير وإنتاجها القليل من الحليب، بدأ المزارعون استبدال الابقار الحساوية بأنواع أخرى توفر كميات أكبر من اللحوم والألبان، ما يعرض القطعان الأصغر حجماً إلى الانقراض، وبالتالي خسارة جينات مهمة تمكن أنواعاً مختلفة من مواجهة ظروف بيئية صعبة. وحذرت الأمم المتحدة في تقرير لها مطلع العام الحالي من أن ذلك قد يسبب لاحقاً مشكلات تتعلق بالأمن الغذائي، خصوصاً في مواجهة التغيّر المناخي. ويضيف تقرير الأمم المتحدة أنه ليست هناك حتى الآن خطة للحفاظ على هذا النوع من الأبقار ذي الجينات المميزة. وقال العطيات: «نعمل على ذلك وآمل بالوصول إلى عمل ملموس في وقت معقول».
مشاركة :