أنقذ المدافع جيرار بيكيه ماء وجه منتخب إسبانيا في بداية حملة الدفاع عن لقبه بطلا لكأس أوروبا لكرة القدم بتسجيله هدف الفوز في مرمى التشيك قبيل نهاية المباراة بثلاثة دقائق أمس في ملعب تولوز ضمن المجموعة الرابعة ليورو 2016. وكانت كرواتيا فازت على تركيا 1 - صفر الأحد في المجموعة ذاتها. وتتصدر إسبانيا وكرواتيا ترتيب المجموعة بعد الجولة الأولى برصيد 3 نقاط لكل منها، في حين بقيت تركيا والتشيك من دون رصيد. وفي الجولة الثانية في 17 الحالي، تلعب إسبانيا مع تركيا، والتشيك مع كرواتيا. ويسعى منتخب إسبانيا لأن يكون أول من يتوج بطلا لأوروبا 3 مرات متتالية بعد أن تربع على العرش القاري عامي 2008 و2012. ووصل إلى المجد العالمي أيضا بين هذين الإنجازين بإحراز لقب كأس العالم في جنوب أفريقيا عام 2010 على حساب هولندا بهدف لأندريس إنييستا. وحققت إسبانيا إنجازا غير مسبوق قبل 4 أعوام عندما أصبحت أول منتخب يحتفظ بلقب كأس أوروبا بعد فوزها الكبير في المباراة النهائية على إيطاليا برباعية نظيفة. ولم يتأثر المدرب المخضرم فيسنتي دل بوسكي بالتسريبات الصحافية المتعلقة بالحارس الشباب ديفيد دي خيا حول تورطه في فضيحة جنسية مع قاصر، وقرر الزج به أساسيا على حساب الأسطورة ايكر كاسياس، ليحافظ على استقرار الفريق ودعم جميع اللاعبين. وذهبت بعض وسائل الإعلام الأوروبية قبل أيام إلى حد القول إن دي خيا سيغادر البعثة الإسبانية ويعود إلى إسبانيا، لكن حارس مانشستر يونايتد نفى هذه الشائعات، وقرر مقاضاة من أثاروا هذه الادعاءات. وخلافا لدي خيا، كانت تشكيلة دل بوسكو متوقعة، إذ اعتمد على خوانفران وجيرار بيكيه وسيرخيو راموس وجوردي ألبا في الدفاع، وسيسك فابريغاس وسيرخيو بوسكيتس وأنديرس إنييستا في الوسط، لكنه اعتمد على نوليتو مهاجم سلتا فيغو كرأس حربة وخلفه مباشرة ديفيد سيلفا (خاض مباراته رقم 100 مع المنتخب) وألفارو موراتا. واعتمد مدرب التشيك بافل فربا في المقابل على تشكيلة دفاعية مع كثافة عددية في منطقة الوسط ومهاجم واحد هو توماس نتشيد. وقدم الفريقان عرضا رتيبا خاليا من الإثارة الحقيقية في الشوط الأول الذي فرض فيه الحذر الدفاعي كلمته على مجريات اللعب لا سيما في ظل غياب الفعالية الهجومية المطلوبة من المنتخب الإسباني وتألق الحارس التشيكي العملاق بيتر تشيك في التصدي لأي محاولات إسبانية. وكانت الفرصة الخطيرة الأولى في المباراة من نصيب المنتخب الإسباني في الدقيقة 16 إثر هجمة سريعة منظمة من الناحية اليمنى وتمريرة من خوانفران إلى ديفيد سيلفا الذي لعبها عرضية نموذجية إلى ألفارو موراتا المندفع أمام المرمى ليلعبها الأخير بتسديدة مباشرة تحت ضغط الدفاع، ولكنها ذهبت في يد الحارس التشيكي العملاق بيتر تشيك. وسنحت فرصة أخرى للمنتخب الإسباني عندما وصلت الكرة إلى موراتا على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 29 حيث هيأها لنفسه وسددها زاحفة في اتجاه الزاوية البعيدة على يسار تشيك الذي تألق ولمس الكرة بأطراف أصابعه لتخرج إلى ركنية. واستمرت المحاولات الإسبانية في تهديد المرمى التشيكي ولكن تألق الحارس التشيكي العملاق حال دون اهتزاز الشباك. وفي الشوط الثاني، كثف المنتخب الإسباني هجومه وحاصر منافسه في منطقة الجزاء معظم الوقت ولكن الحظ عاند لاعبيه في أكثر من فرصة كما تألق الدفاع التشيكي والحارس تشيك في التصدي لعدد من المحاولات الخطيرة. ولكن جيرارد بيكيه مدافع برشلونة منح المنتخب الإسباني هدف التقدم بضربة رأس رائعة في الدقيقة 87 إثر تمريرة عرضية من أندريس إنييستا زميله في برشلونة. وحافظ المنتخب الإسباني بهذا على سجله خاليا من الهزائم في 13 مباراة متتالية ببطولات كأس الأمم الأوروبية، حيث كانت آخر هزيمة مني به الفريق في هذه البطولات أمام نظيره البرتغالي في نسخة 2004 بالبرتغال. وعقب اللقاء اعترف بافل فيربا المدير الفني للمنتخب التشيكي بأن فريقه قدم أداء دفاعيا وقال: «خسرنا المباراة في دقيقتين فقط. كنا نعلم أن منافسنا قوي للغاية وهو المرشح البارز للفوز باللقب. كانت المباراة اختبارا لنا. المنتخب الإسباني هو الأفضل فيما يتعلق بالاستحواذ على الكرة وخلق الفرص. من المخيب للآمال أن شباكنا استقبلت هدفا قبل دقيقتين من نهاية اللقاء. أردنا تقديم أفضل من هذا، ولكن المنتخب الإسباني يتمتع بإمكانات هائلة». وأضاف: «أشعر بسعادة بالغة باللاعبين وما قدموه من جهد في المباراة. هدفنا كان عدم السماح للمنتخب الإسباني بالدخول لمنطقة الجزاء. لعبنا بشكل جيد وبأداء دفاعي لأن المنتخب الإسباني فريق قوي. أتمنى حصد أربع نقاط على الأقل من المباراتين المتبقيتين لنا في المجموعة». وأعرب فيربا عن حزنه للهدف الإسباني المتأخر في شباك فريقه وقال: «بذلنا أقصى ما بوسعنا ومن المخزي أننا لم نحصل حتى على نقطة التعادل، كانت ستصبح رائعة بالنسبة لنا».
مشاركة :