الـ «نيوميديا» سلاح ترامب الفعال ضد التقاليد الإعلامية والسياسية

  • 6/14/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

غيرت السوشل ميديا والنيو ميديا في شكل جذري مفهوم العمل الصحافي وكيفية حصول الصحافيين على الخبر وآلية الوصول الى مصادره. ويرتبط هذا التغيير بالدرجة الأولى بالتغير الذي طرأ على استراتيجيات رجال السياسة في الوصول الى الرأي العام والاستفادة مما أتاحته شبكة الإنترنت من إمكانات تسمح بالوصول الى شريحة أوسع من الرأي العام بطريقة أسهل وأسرع مما تتيحه وسائل الاعلام التقليدية المكتوبة والمرئية والمسموعة. وتلاحظ دراسة أميركية حديثة أن عدد المؤتمرات الصحافية الرسمية للرئيس الأميركي أصبحت في عهد باراك أوباما مرة واحدة في الشهر فيما اعتاد الرؤساء السابقون على عقد مؤتمر صحافي في البيت الأبيض كل اسبوع. فالفريق الاعلامي لاوباما بات يفضل أكثر نشر بيانات الرئيس وتصريحاته المتلفزة على مواقع التواصل الاجتماعي والموقع الرسمي للبيت الأبيض على شبكة الانترنت. وبدل المقابلات مع صحافيي وسائل الإعلام التقليدية يسعى مستشارو الرئيس الى ترتيب مقابلات وحوارات معه يجريها نجوم اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي الاخرى كون هذا النوع من الرسائل الاعلامية تصل الى جمهور أوسع. في هذا الإطار يمكن إدراج تحول الحملات الانتخابية الرئاسية الى اعتماد السوشل ميديا بقيادة المرشح عن الحزب الجمهوري والبليونير النيويوركي دونالد ترامب. إذ صار في إمكان المرشحين التواصل مباشرة مع الناخبين دون وساطة وسائل الإعلام والمؤسسات التقليدية لمنظمي الحملات الانتخابية. وترى رئيسة تحرير موقع «بوليتيكو» الأميركي سوزان غراسيي أن وسائط النيوميديا ضربت القنوات التقليدية بين الصحافيين ورجال السياسة وأدخلت تحولات جذرية على مفهوم العمل السياسي في الولايات المتحدة لم يتم استيعابه بعد، ومن مظاهره فشل مراكز دراسات الرأي العام التقليدية من تقديم توقعات موثوقة تتمتع بصدقية حول مآلات المعارك الانتخابية التي شهدتها البلاد في الأشهر الأخيرة. فالتغيير الذي أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي في طريقة تواصل الأميركيين وقدرتهم على الوصول الى حجم أكبر من المعلومات والآراء أحدث بدوره اضطراباً كبيراً في الحياة السياسية الأميركية انعكس ارباكاً في الوسط الصحافي الآخذ على عاتقه مراقبة الحياة السياسية ونقل وقائعها واسرارها الى الرأي العام. ومن أبرز المعضلات التي تواجه وسائل الإعلام الأميركية في الانتخابات الحالية هي ظاهرة دونالد ترامب الذي وعلى رغم مواجهاته التي لا تحصى مع الصحافة وعداواته مع المؤسسات الإعلامية الأميركية الكبيرة الا انه ما زال ممسكاً بزمام المبادرة ومحتلاً شاشات التلفزة بمعزل عما اذا كان القيمون على تلك الشاشات يعارضون او يوافقون آراءه المثيرة للجدل. وإضافة الى سلاح السوشل الميديا الذي يتقن استخدامه يستند رجل الأعمال النيويوركي الى نجومية وشهرة كبيرتين اكتسبهما من خبرته الإعلامية كنجم سابق في تلفزيون الواقع.

مشاركة :