موائد الرحمن في مصر تجمع الغني والفقير

  • 6/14/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

خلية نحل كاملة من الصغار قبل الكبار تبدأ عملها منذ إشراق الصباح وحتى بعد غروب الشمس، ينتظرون جميعًا الفرحة التي تغمر قلوبهم بالمساعدة في إفطار صائم؛ إنها موائد الرحمن التي تغرق شوارع وميادين أرض المحروسة مصر خلال شهر رمضان الكريم كاملًا من كل عام. فمن دون أية ترتيبات أو توجيهات من أحد لأحد تلحظ بسهولة تجلي أهم معاني الإنسانية أمامك أثناء أذان المغرب من كل يوم، فالجميع يتسارعون بينهم لإفطار كل المارة في الشوارع في تلك اللحظات، ولا يعرض عليك الإفطار فقط؛ بل يجبرك عليه، حتى يتأكد من أن ممانعتك موافقة طلبه ليست لها أي علاقة بأي شعور بالإحراج يخالجك في تلك اللحظات. طوق نجاة موائد الرحمن في مصر، ومع تدهور الحالة الاقتصادية، أصبحت طوق نجاة للعديد من الأسر التي لا تستطيع توفير أكل جيد وشهي لأطفالها طوال عمر الشهر الكريم؛ ولذا أصبح روادها كثيرين هذا العام، ولم تعد تقتصر على الفقراء والمحتاجين؛ بل أصبح من الطبيعي أن يجتمع على مائدة واحدة أسرة كاملة من زوج وزوجة وأطفال. وهناك الكثيرون من منظمي هذه الموائد ينظرون إليها بأنها عادة رمضانية أصيلة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، وهي أولى شروط وصيتهم لأولادهم بعد وفاتهم، وهو ما يؤكده الحاج إبراهيم لـالبيان صاحب إحدى موائد الرحمن على طريق إسكندرية مصر الزراعي قائلًا: نشأتُ وأنا صغير على الإعداد لموائد الرحمن رفقة والدي طيلة أيام رمضان، فبعد أذان الفجر مباشرة نقوم بشراء الطعام وتجهيزه ثم تقديمه قبل نصف ساعة من أذان المغرب، وقد كانت وصية والدي لي قبل وفاته ألا أمتنع عن هذه العادة كلما أدركني الشهر الكريم، وهي الوصية التي نقلتها لأولادي الذين يساعدوني في إعدادها كل يوم بعد انتهاء أعمالهم هم وزوجاتهم. أما عادل، يعمل محاسبًا وأحد المفطرين في موائد الرحمن، فيقول لـالبيان: موائد الرحمن لا يتعامل معها المصريون على أنها مكان لإفطار الفقراء والمحتاجين فقط؛ فالجميع لا يحرج من الإفطار فيها ما دامت ظروف عمله أو أي ظروف أخرى خارج بيته في هذا التوقيت أجبرته على الإفطار فيها.

مشاركة :