«متحف 11 أيلول» في نيويورك يكرّم المنقذين المجهولين

  • 6/14/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم تحتل فرق الإنقاذ حيزاً كبيراً من ذاكرة 11 أيلول (سبتمبر)، ولم يعرف كثر عن تضحيات عناصرها الذين يكرمهم معرض للصور في متحف في نيويورك. فيوم وقع الهجوم الشهير عام 2011، هرع الى المكان منقذون ومسعفون من نيويورك ومن مختلف المناطق الأميركية. وكان بينهم رجال إطفاء وشرطيون وعمال ومتطوعون جاؤوا للبحث بين الأنقاض عن أحياء، على مرأى من العالم العاجز عن فعل أي شيء إزاء تلك الكارثة. ومن هؤلاء أندريا بوشر، وهي مصورة استدعتها الوكالة الفيديرالية المعنية بالكوارث الكبرى. وتقول: «كان هناك اصرار في عمليات البحث، ولم يكن احد يريد ان يغادر المكان، شعرنا بأن الساعات تتبخر». ومنذ 12 ايلول، اغلقت منطقة «غراوند زيرو» امام عدسات وسائل الإعلام، فأصبحت اندريا وزميلها مايكل ريغر الوحيدين القادرين على التقاط صور في الموقع، للتوثيق التاريخي. والآن، قررت المصورة ان تختار من صورها ما تقيم به معرضاً بعنوان «أمل في موقع غراوند زيرو»، بدأ الشهر الماضي ويستمر حتى أيار (مايو) 2017، في متحف 11 ايلول في الموقع نفسه الذي كان يضم برجَي التجارة. وتظهر الصور رجالاً ونساء بأعداد كبيرة يتهافتون للبحث عن احياء في الأضواء المنبعثة بين الدخان، في مشهد يوحي بنهاية العالم. لكن الأمل بالعثور على أحياء تحت الأنقاض، سرعان ما تبدد بعد انقضاء الأيام الأولى على الهجوم. وتقول المصورة: «وصلت الى الموقع في احد الأيام، لم يكن احد يقول شيئاً، لكن الجو العام كان محبطاً، كان ثقيلاً». وتضيف: «في ذلك اليوم نزل المطر... شعرنا بأن الأمر انتهى، وأننا لن نجد احداً على قيد الحياة». 20 شخصاً فقط كانت حصيلة الناجين الذين أخرجوا من تحت الأنقاض، أما من قضوا فبلغ عددهم ألفين و753 شخصاً. كانت أندريا تشعر بالفخر كونها ثاني مصورين اثنين فقط في الموقع كله، لكن الشعور بالمسؤولية كان هو الطاغي، لذا عملت بأقصى قدرتها، كما تقول. في البداية، كان لهذه المصورة المعتادة على تغطية الكوارث الكبرى، الحق في التصوير في الموقع، لكن على ألا تقترب من ركام البرجين، بسبب الخطر على سلامتها. وتقول: «كسبنا ثقة المشرفين على عمليات الإنقاذ في الموقع الذين كانوا يشاهدوننا بينهم طوال الوقت، كل يوم وكل ساعة». وكان المنقذون ورجال الأطفاء الذين فقدوا كثراً من زملائهم في الموقع، يلاحظون ان المصورين، أندريا وزميلها، لا يلتقطان الصور لدى العثور على جثث أو بقايا بشرية. وتقول أندريا: «ما زلت أشعر برابط يجمعني مع الأشخاص الظاهرين في الصور». وهي أرسلت صوراً إلى 600 شخص تمكنت من التعرف عليهم في ما بعد. وعلى رغم الأقنعة الواقية، أصيب أكثر من أربعة آلاف شخص من الذين كانوا في موقع «غراوند زيرو» يوم 11 ايلول او ما تلاه بالسرطان بسبب المواد السامة التي تنشقوها. ومع أن أندريا ظلت في الموقع شهرين وأسبوعين من دون أن تضع قناعاً، ما أصابها اقتصر على بعض المشكلات في الجيوب الأنفية. واليوم، حين تعود المصورة إلى موقع «غراوند زيرو» تشعر بأنه كما تركته في أحد أيام خريف العام 2001، وتقول «إنه محفور في ذاكرتي». ومع أن الموقع يثير لديها شعوراً بالرعب مما جرى، لكنه أيضاً يثير فيها مشاعر التضامن الإنساني الكبير، «هنا رأيت الإنسانية في أبهى حلة».

مشاركة :