اكد السفير الفرنسي لدى لبنان ايمانويل بون ان بلاده «تود ان تكون دوماً الى جانب لبنان وأن تعمل من اجله، لأنه على رغم كل مشاكله، يبقى مثالاً للتعددية وللتنوع، وحدوده هي حدود الحرية»، في وقت اعتبر متروبوليت بيروت للروم الكاثوليك المطران كيريلس سليم بسترس ان «الحاصل حالياً هو صراع بين الحضارة والبربرية، ففيما تحاول البربرية نشر الحقد والموت تنشر الحضارة الحب والحياة». وكان المطران بسترس اقام قداساً على نية فرنسا في كنيسة المطرانية، شارك فيه وزير السياحة ميشال فرعون، وأركان السفارة وشخصيات. وشدد بسترس في عظة على «التمسك بالعلاقات بين فرنسا ولبنان البلدين اللذين يمثلان قيم الحرية والديموقراطية وكرامة الإنسان، هذه القيم تضرب اليوم بعرض الحائط نظراً إلى ما يحصل حالياً في الشرق الأوسط وفي مجمل البلدان العربية». وتوقف عند رسالة لبنان «الكبيرة التي اوكله اياها البابا يوحنا بولس الثاني عندما زار لبنان، وهي ان يكون لبنان للشرق وللغرب نموذجاً للديموقراطية والحرية والعيش المشترك السلمي والبناء بين مختلف الطوائف التي اختارت هذا البلد وطناً نهائياً لها». وقال: «نعول على الصداقة التاريخية بين لبنان وفرنسا من اجل ان يتمكن لبنان من ان يتمم هذه الرسالة. واليوم في العالم المتعدد نحن مدعوون إلى ان نشهد للحرية الدينية بوجه التعصب والتطرف وإن البؤس الذي يصيب بلدان الشرق الوسط ناجم عن الدمج غير الصحي بين السياسة والدين، وإذا كان لفرنسا دور تلعبه في هذه المنطقة فهو نشر العلمانية المفيدة التي يتكلم عنها الإرشاد الرسولي الموجه لكنائس الشرق الأوسط. وهي تعني تحرير الإيمان من ضغط السياسة وإغناء السياسة مما يضفيه الإيمان». وبعد القداس أقيمت حفلة استقبال في صالون المطرانية وحيا بون «طائفة الروم الكاثوليك التي هي دليل على التعددية في لبنان والمنطقة، وتمارس معتقداتها في أقدم كنيسة في باريس وهي كنيسة سان جوليان لو بوفر، وهذا دليل على التقارب الذي يجمعنا، فرنسيين ولبنانيين، ومسيحيين وفرنسيين». وشدد على ان «عملنا على عكس ما يعتقد بعضهم لا يهدف الى انقاذ الأقليات في هذه المنطقة، انما احياء التعددية والديموقراطية كما ينص عليه الدستور اللبناني. وهذه مناسبة للإشارة الى أن الصداقة بين لبنان وفرنسا شأن ثقافي وأسلوب للتفكير ولرؤية العالم. نحن مدينون لكم وللكثيرين بأن تكون الفرنكوفونية حية في هذه المنطقة، وبما ان فرنسا هي صديقة لجميع اللبنانيين، ترغب في التحدث مع الجميع والعمل مع كل الطوائف اللبنانية ومع لبنان بتنوعه لأنها في حاجة إلى أشخاص مثلكم يعرفون بأن الفرنكوفونية ليست حنيناً ولكنها عامل يقربنا ويمكننا من العمل والتفكير معاً، ونحن متعلقون جداً بذلك».
مشاركة :