تقول نكتة: عزيزي الرجل: بعد تناولك الأكل، اترك كلمة لطيفة لأمك، أو أختك، أو زوجتك؛ كي لا تشعر أنها تقدم العلف لتيس!! ربما البعض يعترض على الجملة الأخيرة في الطرفة، إذ من الممكن استبدالها بعبارة عتاب ألطف من تلك الكلمة، لكنها قد تكون مقصودة حتى يحس من كان إحساسه ضعيفاً بأهمية شكر الآخرين، وأن كلمة شكر صغيرة لا تكلف شيئاً، تدخل بها السرور على من حولك. الكلمة اللطيفة والطيبة تذهب تعب ساعات أمهاتنا وزوجاتنا في طبخ الأكل وإعداده وتقديمه.. كلمة الشكر التي تقدمها لأهل بيتك، تأتي ضمن حديث النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - لما قال: «من صنع إليكم معروفاً فكافئوه»، وأقل المكافأة كلمة شكر. انتقاد الأكل الذي يقدم لك قد يحرج أماً تعبت، وقد يسيء إلى أختٍ أو بنتٍ قضت ساعات في المطبخ، أو يجلب القلق لزوجة دائماً تطلب رضا زوجها وعائلتها، وقدوتنا في ذلك هو سيد الأولين والآخرين - صلى الله عليه وسلم- الذي «ما عاب طعاماً قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه». بعد أن غردت بضرورة شكر أمهاتنا وزوجاتنا على موائد الأكل، أرسل إلي أحد المتابعين الأعزاء قصة جميلة، وموقفاً ينبغي أن نتعلم منه، تقول رسالته: طبعاً الموقف لابن يروي موقفاً حصل بين أمه وأبيه: «بعد يوم طويل وصعب من العمل، وضعت أمي الطعام أمام أبي على الطاولة وبجانبه خبز محمص، لكن الخبز كان محروقا تماماً، انتظرت طويلاً كي يلحظ أبي ذلك ولا أشك على الإطلاق أنه لاحظه، إلا أنه مد يده إلى قطعة الخبز وابتسم لوالدتي، وسألني كيف كان يومي في المدرسة؟! لا أتذكرُ بماذا أجبته لكنني أتذكر أني رأيتهُ يدهنُ قِطعة الخبز بالزبدة والمربى ويأكلها كلها، عندما نهضتُ عن طاولة الطعام تلك الليلة، سمعتُ أمي تعتذر لأبي عن حرقها للخبز وهي تحمصه، ولن أنسى رد أبي على اعتذار أمي: حبيبتي، لا تكترثي بذلك؛ أنا أحب أحياناً أن آكل الخبز محمصاً زيادة عن اللزوم وأن يكون به طعم الاحتراق!! وفي وقت لاحق سألت أبي إن كان حقاً يحب أن يتناول الخبز أحياناً محمصاً إلى درجة الاحتراق؟ فقال لي هذه الكلمات التي تبعث على التأمل: يا بني، أمك اليوم كان لديها عمل شاق وقد أصابها التعب والإرهاق في يومها، وقطع من الخبز المحمص زيادة عن اللزوم أو حتى محترقة لن تضر حتى الموت، الحياة مليئة بالأشياء الناقصة وليس هناك شخص كامل لا عيب فيه، علينا أن نتعلم كيف نقبل النقصان في الأمور، وأن نتقبل عيوب الآخرين وهذا من أهم الأمور في بناء العلاقات وجعلها قوية مستديمة! خبز محمص محروق قليلاً لا يجب أن يكسر قلباً جميلا!!، فليعذر الناس بعضهم البعض فَكل شخص لا يعرف ظروف الآخرين»!
مشاركة :