قال سعودي يدعى البشرى مشهور الرويلي إنه تعرَّض للاعتقال والتعذيب في العراق، حين كان يبحث عن شقيقه هناك، مشيرًا إلى أنَّه لم يتمكن من معرفة سبب احتجازه خاصةً أن وثائق سفره كانت صالحة فبمجرد أن وطأت قدماه أرض بغداد، تمَّ القبض عليه دون سبب ودون ارتكابه أي جريمة سوى أنه سعودي. ونقلت صحيفة "سعودي جازيت" عن الرويلي قوله إنه يعيش أوقاتًا عصيبة منذ عام 2003، حينما قرر السفر إلى العراق بحثًا عن شقيقه ناصر، المعتقل في العراق منذ عام 1995، ما جعله أقدم سجين سعودي بالعراق حتى الآن. ولفت الرويلي إلى أن شقيقه مظلوم، حيث لفقت له قضية اغتيال سائق السفير الأردني دون أي دليل، ولم تحصل أسرته على أخبار عنه سوى عن طريق بعض من أفرج عنهم من السجناء الذين كانوا معه بالسجن، حيث كان يعطيهم رقم هاتف المنزل ليتصلوا بأسرته في السعودية، قبل أن يفرج عنه صدام حسين في 2003، قبل سقوط بغداد بفترة وجيزة وحينها اتصل ناصر بذويه ليخبرهم بأنه تم إطلاق سراحه وأنه في طريقه للعودة إلى السعودية، ولكن طال الانتظار لعدة سنوات ولم يعد. وبحسب "سعودي جازيت" فإن الرويلي الذي حكى تفاصيل قضيته لصحيفة مكة، قرر أن يسافر إلى العراق ليبحث عن شقيقه بنفسه، بعد أن حصل على تأشيرة زيارة للعراق من السفارة العراقية في الأردن، وحينما وصل إلى بغداد، تم اعتقاله، وتم إرساله إلى مكتب ما يسمى بالشعبة الخامسة، المعروفة في العراق باسم شعبة الموت نظرًا لبشاعة التعذيب فيها، وخضع لاستجواب محققين أمريكيين انهالوا على جسده كله بالضرب وقيّدوا يديه من الخلف وربطوها بقدميه في وضعية شبه جلوس على الركب لمدة لم تقل عن ثلاث ساعات. وأشار المواطن إلى أن حراس الزنزانة اعتادوا سكب الماء البارد عليه وعلى من رافقوه في السجن خلال فصل الشتاء، ووضعهم في براميل مملوءة بالثلج لمدة ست ساعات يوميًا على الأقل في الشتاء أيضًا وخلال 15 يومًا قضاها الرويلي رهن الاعتقال في الشعبة الخامسة، كان يتم سؤاله يوميًا، عما إذا كان له أي صلة بقيادات القاعدة مثل أبو مصعب الزرقاوي وأيمن الظواهري ثم تم تحويل الرويلي إلى سجن أبو غريب سيئ السمعة، حيث تم تجريده من ملابسه تمامًا، وتم التحقيق معه بواسطة محققات من النساء. وقضى الرويلي شهرًا في أبو غريب حيث تعرض للتعذيب ولم يسمح له بالنوم، وكان يسمع دومًا صراخ المساجين ليلًا ونهارًا، ما جعله يتمنى الموت ليرتاح من العذاب وبعد ذلك، تم تحويله إلى معسكر المخيمات، حيث قضى بها 45 يومًا، بين العديد من السجناء أغلبهم من السعودية وسوريا والأردن والعراق. وبعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد للعراق، أمر بإطلاق سراح نحو 5 آلاف سجين في المخيمات، وإعطاء 25 دولارًا لكل شخص. وعقب خروج الرويلي من السجن، وجد أحد العراقيين الذين يعرفهم، حيث سأله عن شقيقه ناصر، ليؤكد العراقي أن ناصر محجوز في سجن الشعب في بغداد منذ 8 أشهر، وقام بزيارته لاحقًا للاطمئنان عليه وتوديعه. وهنا يقول الرويلي إنه لم يكن يريد العودة للمملكة لأنه كان قد بدأ في تبني الفكر الجهادي نظرًا لما تعرض له من عذاب في السجون العراقية، وأنه حاول بالفعل التواصل مع الجهاديين إلا أنهم لم يرحبوا به وتجاهلوه، وخلال تلك الأثناء كانت أسرته تضغط عليه من أجل العودة إلى المملكة. وعلى هذا الأساس، أعرب الرويلي عن أنه غير مقتنع بوجود جهاد في العراق، وإنما اقتتال طائفي بين جماعات متصارعة. وفي النهاية، أثنى الرويلي على جهود وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، لمنحه أسرة الرويلي منزلًا في منطقة طريف، مناشدًا إياه بتأمين إطلاق سراح شقيقه من السجن العراقي، وأن يساعده في توفير وظائف لأبناء شقيقه البالغ عددهم 18 ولدًا وبنتًا من ثلاث زوجات.
مشاركة :