تختلف مصارعة الثيران في الفجيرة الإماراتية عن المتعارف عليه عالمياً، فتبدو هذه الرياضة أقل وحشية: لا دماء ولا مصارع هدفه أن يجهز على الحيوان، بل ثيران تتصارع في ما بينها على مكانتها المعنوية والمادية. يجتمع إماراتيون وسياح أسبوعياً حول سور حلبة رملية قرب شاطئ الإمارة الصغيرة في شرق البلاد، يتابعون بشغف وترقب ما يعرف بـ «مناطحة الثيران»، وهي رياضة طابعها شرس، إلا أنها تحفظ حياة «مزاوليها»، وهما في هذه الحال ثوران يقارع كل منهما الآخر حتى النصر. تحت الأنظار الشاخصة لمشاهدين من مختلف الأعمار، يتحرك أكثر من 10 متحكمين بالثيران يمسك كل منهم بحبل غليظ مربوط بالثور، على إيقاع الأوامر التي يصدرها معلق عبر المذياع. وبإشارة منه، يباعد هؤلاء ما بين الثيران، بانتظار ان يعلن المعلق اسم المتباريين المقبلين. كل أسبوع، يشارك 80 ثوراً في جولات المناطحة التي تستمر ساعات ويتابعها من خارج الحلبة عشرات الرجال والنساء والأطفال. وتختار الثور الفائز لجنة مؤلفة من ثمانية رجال كبار في السن. ويقول حمد المطروشي، وهو مربي ثيران وعضو في اللجنة: «عندما يتميز ثور، أي عندما يفوز في شكل متكرر، يمكن ان يصل سعره الى 600 الف درهم إماراتي (136 الف دولار). لكن سعر الثور المتفاوت الاداء، يمكن ان ينخفض الى 120 الف درهم او 80 الفاً». وتختلف «مناطحة الثيران» في أوجه عدة عن المصارعة التقليدية. فبدلاً من «الماتادور» (المصارع) ذي الزي الملون، يوجد في الحلبة اشخاص يرتدون «الدشداشة» البيضاء، ويمسكون بحبل يضبطون به حركة الحيوان. كما يغيب الرداء الذي يستخدمه المصارع لجذب الثور قبل الانقضاض عليه بغرز آلة حادة في جسده لإضعافه، كما في المصارعة الأسبانية مثلاً. ويوضح محمد عبدالله، الموظف الحكومي الذي يملك 15 ثوراً، طريقة اعتناء أصحاب الثيران بها ويقول: «نمنحها الطعام والغذاء من أفضل انواع البروتينات والفيتامينات». ولا تصنف الثيران وفق أوزانها، بل يمكنها ان تشارك في المصارعة منذ بلوغها العامين.
مشاركة :