مؤشرات الى إخفاق «أف بي آي» في منع مجزرة أورلاندو

  • 6/14/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رونالد هوبر، المسؤول في مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (أف بي آي) في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا، أن المواطن الأفغاني الأصل عمر صديق متين الذي قتل 50 شخصاً على الأقل وجرح 53 آخرين بالرصاص داخل ملهى ليلي للمثليين في المدينة ليل السبت- الأحد، اتصل بأجهزة الطوارئ قبل دقائق من الهجوم، وأعلن «ولاءه» لتنظيم «داعش». ونشرت إذاعة «البيان» الناطقة باسم التنظيم، رسالة تبني الهجوم عبر الإنترنت. لكن مسؤولاً في الاستخبارات الأميركية قال إن «إعلان داعش مسؤوليته عن الحادث لا يعني شيئاً، باعتبار أنه يعاني خسائر كبيرة بين مقاتليه على الأرض في العراق وسورية، وتطلعه لنوع من الانتصار الملتوي ليس مفاجئاً». لكن إعلان «أف بي آي» أن عناصره استجوبوا متين 3 مرات في السابق عامي 2013 بسبب إدلائه بمواقف مؤيدة في مقر عمله، ثم الاشتباه في صلته بانتحاري أميركي في سورية يدعى منير محمد أبو صالحة، من دون أن يجدوا دليلاً على ارتباطه بإرهابيين، طرح تساؤلات حول الاستراتيجية الأميركية لمكافحة الإرهاب، علماً أن الهجوم جاء بعد ستة أشهر على قتل أميركي باكستاني الأصل وزوجته 14 شخصاً بالرصاص في مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا. وأعلن «داعش» حينها أن الزوجين اللذين قتِلا من أنصارهما. وترافق ذلك مع إعلان الشرطة الأميركية أنها اعتقلت في سانتا مونيكا قرب لوس أنجليس بكاليفورنيا رجلاً في حوزته أسلحة ومتفجرات أراد استخدامها لشن هجوم على مسيرة سنوية للمثليين أجريت أول من أمس أيضاً. وقالت جاكلين سيبروكس، قائدة شرطة سانتا مونيكا: «أبلغ الموقوف جيمس هويل المتحدر من إنديانا شمال الولايات المتحدة عناصرنا أنه أراد إلحاق أذى خلال مسيرة المثليين»، مشيرة إلى أن «لا رابط معلوم» بين الموقوف ومجزرة أورلاندو التي شكلت أسوأ اعتداء تشهده الولايات المتحدة منذ 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وفيما يركز التحقيق على احتمال وجود شركاء لمتين ومسيرته وظروف الهجوم، أكدت «جي 4 أس» البريطانية، إحدى أكبر المجموعات الأمنية في العالم أن متين يعمل لديها منذ 2007. أما زوجته السابقة سيتورا يوسفي، فقالت إنه «كان يطمح إلى أن يصبح شرطياً، لكنه عانى من اضطراب عاطفي وعقلي وعاملها بعنف». وعززت شهادات استلهام متين الهجوم من مقاتلي «داعش»، إذ نقل أب عن ابنه الجريح قوله إن «المهاجم كان واثقاً من نفسه وتحرك بمنهجية عبر المرور أمام كل شخص ممدد على الأرض وإطلاق النار عيله لتأكيد موته». وذكّرت هذه الوقائع بالهجوم على مسرح باتاكلان في باريس خلال اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر).   مواقف وكان لافتاً تصريح والد متين، مير صديق، وهو معلّق سياسي يهاجم باكستان والرئيس الأفغاني أشرف غني، بأنه لم يلاحظ شيئاً غير عادي في تصرفات ابنه حين التقاء السبت الماضي، وقال لقناة «إي بي سي نيوز»: «لم ينتهج الفكر الأصولي، وكان شخصاً عادياً يذهب إلى العمل ويعود للاعتناء بزوجته وأطفاله. ولو كان حياً لسألته لماذا فعلت ذلك فالله هو من يحاسب المثليين وليس عبيده». وتابع: «أنا حزين جداً لما حصل، وأدعو الله القدير كي يرشد الشبان إلى طريق الإسلام الحقيقي»، علماً أنه كان أبلغ قناة «أن بي سي» الإخبارية أن ابنه شعر بغضب شديد حين رأى رجلين يتبادلان القبل أمام زوجته وطفله وسط مدينة ميامي. وقال محمد جميل أحد المصلين في مسجد تردد عليه متين مع أسرته في فلوريدا: «لم يكن متين صديقاً للجميع أو ودوداً أو اجتماعياً، لكنه لم يكن وقحاً أيضاً». وأفادت مسلمة تصلي في المسجد إنها رأت متين يرقص أخيراً في زفاف شقيقته الذي كان مختلطاً بين رجال ونساء. وندد نهاد عوض، مدير مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) بشدة بمذبحة أورلاندو قائلاً إن «القاتل لا يمثل العقيدة الإسلامية، وارتكب جريمة مدفوعة بكراهية واضحة لن نرضخ لها». وتحدث البابا فرنسيس عن «تعبير جديد عن جنون قاتل وكراهية جنونية»، وندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بـ «المجزرة المروعة» ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتداء بأنه «جريمة وحشية»، فيما أكد الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، أن «أعضاء الحلف يبقون متحدين في وجه الإرهاب». الى ذلك، قال الرئيس الأفغاني غني: «لا شيء يبرر قتل مدنيين»، أما الأمير زيد بن رعد الحسين، المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فقال: «أدين بأقوى لهجة مهاجمة متطرفين أبرياء يجري اختيارهم في شكل عشوائي أو بسبب معتقداتهم أو آرائهم المفترضة، أو كما رأينا أمس بسبب ميولهم الجنسية». وندد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بـ «العمل الإرهابي الإجرامي والوحشي الذي يؤكد ضرورة مواصلة التكاتف وتضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب مهما كان مصدره ودوافعه، ومن الضروري التصدي لمحاولات تأجيج ثقافة العنف والكراهية التي يتغذى عليها الفكر الإرهابي والتطرف المقيت». وشددت وزارة الخارجية المصرية على «الموقف المصري الثابت القائم على ضرورة المواجهة الشاملة لظاهرة الإرهاب التي لا تعرف حدوداً أو ديناً، وتتنافى مع كل المبادئ والقيم الإنسانية».

مشاركة :