باريس - أ ف ب - تبحث فرنسا المضيفة عن تأكيد بدايتها الجيدة وضمان مقعدها في الدور الثاني من كأس اوروبا 2016، وذلك عندما تتواجه مع البانيا اليوم الأربعاء على «ستاد فيلودروم» في مرسيليا ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الاولى. وكان فريق المدرب ديدييه ديشان استهل مشواره القاري بالفوز على رومانيا 2-1 بفضل لاعب وست هام الانكليزي ديميتري باييه الذي منح بلاده النقاط الثلاث بفضل هدف رائع سجله في الدقيقة 89 من اللقاء. وفي حال فوزه على البانيا، التي خسرت اختبارها القاري الاول على الاطلاق على يد سويسرا بهدف، ستضمن فرنسا بطاقتها الى الدور الثاني، شرط عدم فوز رومانيا على سويسرا في المواجهة الثانية التي تقام اليوم ايضاً. ومن المتوقع ان يظهر المنتخب الفرنسي بصورة مغايرة تماماً للمباراة الودية التي جمعته بنظيره الالباني في 13 يونيو 2015، حين خسر خارج ملعبه بهدف، خصوصا انه سيحظى بمساندة جمهوره الحماسي في مرسيليا، هذه المدينة المتوسطية التي عاشت اوقاتاً صعبة في مستهل الحدث القاري بسبب شغب الجماهير الانكليزية والروسية. ومن المؤكد ان ديشان سيحذر لاعبيه من الاستخفاف بالمنتخب الالباني الذي احرج «الديوك» في مباراة ودية اخرى اقيمت في نوفمبر 2014 حين اجبره على التعادل في رين 1-1، في لقاء تقدم خلاله المنتخب المتواضع حتى ربع الساعة الاخير قبل ان يعادل انطوان غريزمان. ويعول الفرنسيون على سجلهم الرائع في مرسيليا، إذ لم يخسروا في مبارياتهم الرسمية الـ 4 الاخيرة على «ستاد فيلودروم»، اخرها في الدور الاول من مونديال 1998، حين فازوا على جنوب افريقيا 3-صفر. وبالمجمل، لعبت فرنسا 13 مباراة في مرسيليا وفازت في 6 وتعادلت في 3 وخسرت 4، وابرزها تلك التي جمعتها بالبرتغال في الدور نصف النهائي من كأس اوروبا 1984 حين خرجت فائزة 3-2 في طريقها الى الفوز باللقب الاول على حساب اسبانيا (2-صفر). وستحاول البانيا تعكير الاجواء على فرنسا ومدربها ديشان وتعويض خسارتها في المباراة الاولى ضد سويسرا، لكن المهمة تبدو صعبة للغاية على رجال المدرب الايطالي جاني دي بياسي. وقد تشهد المباراة تعديلات على تشكيلة فرنسا وهناك حديث عن امكانية ابقاء لاعب وسط يوفنتوس الايطالي بول بوغبا على مقاعد البدلاء بعد المباراة العادية التي قدمها ضد رومانيا، واشراك موسى سيسوكو بدلاً منه. ومن المؤكد ان الانظار ستكون شاخصة في مباراة اليوم على باييه بعد المستوى المميز الذي قدمه ضد رومانيا. من جانبه، أكد المخضرم باتريس ايفرا أنه يفضل التركيز على الاداء الجماعي عوضاً عن الافراد، إذ قال: «النجم في المنتخب الفرنسي هو المنتخب بنفسه وليس لاعباً او اثنين. الامر لا يتعلق ببول (بوغبا) او انطوان غريزمان. رجاء، لا تبالغوا في شأن ديميتري (باييه)». وفي المواجهة الثانية التي تقام في ليل، ستكون سويسرا امام فرصة حسم تأهلها الى الدور الثاني للمرة الاولى في ثالث مشاركة لها، وذلك عندما تواجه رومانيا على ملعب «بارك دي برينس» في باريس في مباراة ثأرية للاخيرة. ويعود الفريقان بالذاكرة الى مونديال 1994 حين حققت سويسرا فوزاً ساحقاً على رومانيا 4-1 في الدور الأول لكن الاخيرة استعادت توازنها بقيادة مدربها الحالي انغيل يوردانيسكو وتصدرت المجموعة وواصلت طريقها حتى الدور ربع النهائي، فيما انتهى مشوار «ال ناتي» عند الدور الثاني. وتبحث رومانيا بقيادة يوردانسكو عن الابقاء على حظوظها بتحقيق فوزها الثاني فقط في مبارياتها الـ15 في البطولة القارية (خرجت من الدور الاول عامي 1984 و1996 و2008 دون فوز ووصلت الى ربع نهائي 2000 مع فوزها اليتيم وخسرت المباراة الاولى في النسخة الحالية)، لكن المهمة لن تكون سهلة امام منتخب سويسري فشل في التأهل الى نهائيات 1992 بعد خسارته في الجولة الاخيرة في بوخارست صفر-1 بعد ان كان بحاجة الى التعادل فقط. وتوقع مدافع سويسرا فابيان شار الذي كان صاحب هدف الفوز على البانيا، مباراة صعبة ضد رجال يوردانيسكو، قائلا: «شاهدنا فرنسا ضد رومانيا. نجحت رومانيا في مجاراتها معظم فترات المباراة. نحن ندرك بأنه علينا تقديم افضل ما لدينا من اجل الفوز عليهم». اما الحارس يان سومر فحذر زملاءه بالقول: «نقطة واحدة لن تكون كافية بالنسبة لنا من اجل التأهل». وفي المعسكر الروماني، اعتبر لاعب وسط ستيوا بوخارست نيكولاي ستانسيو بأن الفريقين من نفس المستوى، مبديا تذمره من مقارنته الدائمة بأسطورة المنتخب جورجي هاجي او ادريان موتو. وقال اللاعب البالغ من العمر 23 عاما: «سيبقيان لاعبين فريدين من نوعهما واحتاج الى الوقت من اجل تحقيق ما وصلا اليه». وخلافا للمشاركات الاخيرة، اشادت وسائل الاعلام الرومانية بالمنتخب الوطني رغم الخسارة امام فرنسا والاجواء في معسكر فريق يوردانسكو ايجابية، وقد تحضر اللاعبون لمواجهة سويسرا بحفلة شواء اقيمت بحضور عائلاتهم في فندق المنتخب الاثنين الماضي.
مشاركة :