أسر المشاهدين بصوته الجهوري وتفاعله المثير مع المباريات. عُرف بتعليقاته و لزماته التي رسخت في الأذهان، فهو يخاطب قاضي الملاعب مستخدماً العبارة الشهيرة «سيدي الحكم». يصف إبداعات اللاعبين بالـ «لزمة» الشهيرة «اوووبابابا» و«شي كبير يا عمري». إنه الإعلامي الجزائري القدير حفيظ الدراجي، المعلق في قنوات bein sports والحاضر كمعلق في «يورو 2016». من يعرف الدراجي يعلم تماما أنه أكثر من مجرد معلق، فقد ساهم في الإعلام الرياضي بكل قوالبه من حيث التعليق وكتابة المقالات وإداراة الحوارات كما أنه من أكثر المتفاعلين مع الأحداث الرياضية، لذلك ارتأت «الراي» أن يكون ضيفها في «يورو 2016» ليبدي رأيه في أهم المواضيع المتعلقة في التظاهرة الأوروبية. • بعد الظهور الأول لمنتخب فرنسا أمام رومانيا، هل ترى أن «الديوك» يفتقدون الى كريم بنزيمة ؟ - لا شك في أن المستوى الذي ظهر به منتخب فرنسا في المباراة الافتتاحية لم يكن جيدا إذ بدت خطوط الفريق غير منسجمة. كان الفريق يعاني من العقم الهجومي من ناحية عدم القدرة على تكرار الهجمات وعانى أيضا من العقم التهديفي الى ان سجل (أوليفييه) جيرو الهدف الأول. لذلك فإن استبعاد نجم بقيمة كريم بنزيمة مؤثر جدا. المشكلة أن ليس هناك أي معيار فني يتم من خلاله استبعاد مهاجم مثل بنزيمة. ويغلب الظن لدي أن سبب الاستبعاد عنصري. كما ان استبعاد حاتم بن عرفة ليس له أي مبرر غير العنصرية. لا أفهم كيف يكون هناك نجم بقيمة بنزيمة يلعب بشكل أساسي مع ريال مدريد الاسباني ويتم استبعاده من منتخب بلاده في أهم استحقاق سوى أن يكون الدافع عنصرياً. أظن أن تصريح بنزيمة الأخير الذي قال فيه إنه يفتخر بجذوره الجزائرية كان سبب حنق المدرب ديدييه ديشان عليه. • لكن اللاعب الدولي الفرنسي السابق ايمانويل بوتي قال في حواره مع «الراي» إنه ليس هناك عنصرية في استبعاد بنزيمة وان الأخير تجاوز حدوده ؟ - قرأت حوار بوتي المنشور في صحيفتكم يوم افتتاح البطولة. لم استغرب من كلامه لأنه من أكثر اللاعبين عنصرية وله تصريحات كثيرة تؤكد ذلك. دعني أسأل بوتي: لماذا انتقد لاعبا مثل زين الدين زيدان في كتابه بعد يورو 2004 ؟، أليس زيدان من فتح أبواب المجد الموصدة في وجه المنتخب الفرنسي؟، أظن أن مشكلة زيدان مع بوتي تتمثل في جذوره الجزائرية. • ما المنتخبات التي يرشحها حفيظ دراجي لنيل اللقب؟ ومن هو الفريق الذي تتمنى أن يكون البطل ؟ - هناك منتخبات مرشحة فوق العادة مثل إسبانيا حاملة اللقب وألمانيا بطلة كأس العالم وفرنسا صاحبة الأرض والجمهور. هي في الحقيقة والواقع الأقرب وفقا للإمكانات التي تمتلكها. وفي تفصيل أكبر، يعتبر المنتخبان الألماني والاسباني الأكثر حظوظا. انضباط الألمان ومهارة الإسبان تجعلهما في المقدمة دائما لكنني لا أتمنى شيئا في هذه البطولة سوى أن تكون جميلة وممتعة. أنا لا أشجع أي منتخب في العالم غير المنتخب الجزائري (يضحك) لكني أتعاطف مع ألمانيا وإسبانيا. • علّقت على مباراة انكلترا ضد روسيا. ما انطباعك عن منتخب الأسود الثلاثة ؟ - قبل المباراة، كنت أظن أن منتخب انكلترا سيكون الحصان الأسود في البطولة لأنه يمتلك مجموعة متميزة في الخطوط كافة، فضلا عن عدم وجود ضغط وصخب إعلامي مصاحب للفريق كما هي العادة. لكني تفاجأت بالأداء الركيك لمنتخب انكلترا أمام روسيا. عندما ترى نجوما مثل فاردي وكاين وراشفورد وستيرلينغ وروني فلابد أن ترشحهم على الأقل للعب دور الحصان الأسود في البطولة لكن حضورهم الأول كان غير متوقع وخاب ظني فيهم. من الممكن أن يعيد المدرب حساباته في المباراتين المقبلتين، فكل شيء في كرة القدم ممكن. • هل ترى أن إصابة ماركو رويس ستؤثر على منتخب ألمانيا؟ - لا أعتقد أن منظومة العمل في المنتخب الألماني تتأثر بغياب لاعب واحد. من يعرف العقلية الألمانية في كرة القدم يعلم تماما أن النهج فيها يترتب على البناء الجماعي وليس الفردي. وإذا ما أردنا أن نحدد غياب رويس، فهذا لن يؤثر مطلقا على الفريق لأن اللاعب نفسه غاب عن بطولة أكبر هي مونديال 2014، ورغم ذلك حققت المانيا اللقب. هناك مجموعة متجانسة هي بمثابة المزيج ما بين الخبرة والشباب ستقود منتخب ألمانيا إلى المنافسة على لقب «يورو 2016». • ثمة من يقول إن كريستيانو رونالدو قد يذهب بعيدا في البطولة مع منتخب البرتغال ؟ - رونالدو نجم كبير ولديه امكانات هائلة كلاعب في منطومة ريال مدريد الاسباني لكن يتعلق الأمر بمنتخب البرتغال، فإن الحسابات تختلف. فقد سبق أن خاض رونالدو مع منتخب بلاده أكثر من استحقاق بيد انه لم يتمكن من مساعدته على تحقيق أي لقب. وفي ما يتعلق بذهاب رونالدو مع البرتغال بعيدا في البطولة، فإن ذلك يعتمد على المنتخبات التي سيواجهها في الأدوار الإقصائية. فإن واجهت البرتغال مثلا منتخبا كبيرا فهي لن تذهب أبعد من الدور ربع النهائي. • هل تصنف منتخب إيطاليا بين الفرق الكبيرة في «يورو 2016» ؟ - تاريخ المنتخب الإيطالي هو الذي يجيب عن هذا السؤال. هو بلا شك منتخب كبير لكن حظوظه في البطولة ليست كبيرة حتى وإن تغلب على بلجيكا بهدفين في المباراة الاولى. عندما ننظر إلى الأسماء التي اختارها انتونيو كونتي، نجدها تشكل لبنة بناء وقاعدة جديدة. هذا يحسب للمدرب لأنه سيترك منصبه بعد البطولة مباشرة بيد انه أراد أن يساهم في بناء قاعدة تكون جاهزة لاستحقاقات مقبلة ليست منها «يورو 2016». «الأزوري» اليوم في مرحلة انتقالية وبناء هيكل جديد. سيلعب في البطولة الأوروبية بالروح القتالية المعروفة عنه لكن من دون أي ضغوطات. • هل ترى أن المنتخب البلجيكي مؤهل لنيل اللقب ؟ - لا شك أن منتخب بلجيكا يعتبر بين الافضل في أوروبا على الرغم من خسارته المباراة الاولى امام ايطاليا. هو من أفضل المنتخبات الأوروبية التي تطورت خلال السنوات العشر الأخيرة، كما يعتبر لاعبوه الأغلى ثمناً في البطولة. لكن تحقيق لقب مثل كأس امم أوروبا يحتاج إلى شيء مهم يفتقده المنتخب البلجيكي وهو ثقافة الفوز والرغبة في تحقيق الانتصار. تلك الثقافة هي السبب الرئيسي في تحقيق الألقاب القارية. من الممكن أن نجد بلجيكا بين المنتخبات الثمانية أو حتى الأربعة في البطولة لكن تحقيق اللقب صعب عليها. • تخوض إسبانيا البطولة هذه المرة من دون صانع الألعاب تشافي هرنانديز. إلى أي مدى سيؤثر غيابه على مشوار «الماتادور» ؟ - في البداية يجب أن نعلم أن لدى المنتخب الاسباني دافعا كبيرا في هذه البطولة تحديداً يتمثل في رغبته بإحراز اللقب للمرة الثالثة على التوالي. هذا الدافع سيضاعف مجهود اللاعبين داخل الملعب. أما غياب تشافي، ومن وجهة نظري الشخصية، فإنه لن يؤثر كثيرا، فقد تقدم به العمر ولم يعد كما كان في السابق. لا ننسى أن المدرب فيسنتي دل بوسكي وفي آخر أيام تشافي مع المنتخب لم يعتمد عليه كثيرا لعلمه بأنه لن يخدمه مستقبلاً. هذه استراتيجيات احترافية في عالم التدريب يجب ان نستفيد منها. • من هم النجوم الذين تتوقع بروزهم في «يورو 2016» ؟ - بالطبع هناك مجموعة من النجوم لا يحتاجون لتوقع أحد ليبرزوا منهم غاريث بايل وكريستيانو رونالدو واندريس انييستا وفرانشيسك فابريغاس ومسعود اوزيل وتوماس مولر لكني أتوقع أن يفرض الفرنسي بول بوغبا نفسه كنجم متميز على الرغم من البداية المتواضعة امام رومانيا، فضلاً عن الإنكليزي ماركوس راشفورد إذا ما منحه مدرب المنتخب فرصة المشاركة.