تقدمت بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة بخطط يوم الثلاثاء لنشر قوة جديدة من حلف شمال الأطلسي على الحدود الروسية اعتبارا من العام المقبل فيما أمر الرئيس الروسي بإجراء تفتيش مفاجئ على الجاهزية القتالية في مختلف وحدات قواته المسلحة. وقبل أسابيع من عقد قمة حاسمة للحلف في وارسو قالت الدول الثلاث وهي صاحبة كبرى القوى العسكرية بين أعضاء الحلف إن كلا منها ستقود كتيبة قتالية على الضفة الشرقية لحدود الحلف لردع موسكو عن أي استعراض قوة كذلك الذي أظهرته في شبه جزيرة القرم عام 2014. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون خلال اجتماع لوزراء دفاع دول الحلف "ستقود بريطانيا إحدى الكتائب. من شأن هذا أن يبعث برسالة قوية جدا عن تصميمنا على لدفاع عن دول البلطيق وبولندا في وجه العدوان الروسي المستمر." وفي تذكير بمحاولات روسيا لتعزيز استعدادها العسكري قالت قواتها المسلحة إنها ستبدأ تنفيذ تفتيش مفاجئ على وحداتها في مواقعها وكذلك في مخزونات السلاح والعتاد. وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن الهدف من تلك العمليات التي ستتم بين 14 و22 يونيو الجاري هو التأكد من قدرة الجيش على "تنفيذ أي أنشطة مخطط لها بما في ذلك الانتشار." وستعمل هذه الكتائب في إطار قوة ردع أوسع تابعة للحلف سيتم إقرارها في قمة وارسو في الثامن من يوليو المقبل لتشمل قوات بنظام التناوب ومعدات جاهزة للاستخدام وقوة سريعة الانتشار تدعمها وحدة رد سريع من الحلف قوامها 40 ألف فرد. ويأمل الحلف أن تردع الخطة المعقدة روسيا عن شن حملة كتلك التي قامت بها لضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في فبراير2014 وهو تطور أصاب دول الحلف من أعضاء الكتلة الشرقية السابقة بالتوتر من تصرفات حليفتهم السابقة. وقالت برلين وواشنطن أيضا خلال الاجتماع إنهما سترسلان قوات للمشاركة في القوة الجديدة التي يتوقع أن يبلغ العدد الإجمالي لأفرادها أربعة آلاف بمشاركة دول أخرى من الأعضاء. والأرجح أن تتنشر القوة الألمانية في ليتوانيا والقوة الأمريكية في بولندا فيما ستذهب القوة البريطانية إلى إستونيا في نظام سيتم بالتناوب لمدد تتراوح بين ستة وتسعة أشهر. وقال دبلوماسيون لرويترز إن دولا أخرى من أعضاء الحلف ستتولى مسئوليات القيادة بعد ذلك. وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر "سيتوافر على الدوام فريق قتالي يتألف من لواء مدرعات على أن يحضر كل فريق في دوره مجهزا بعتاده الكامل." وأضاف الوزير الأمريكي أن الولايات المتحدة ستوفر فوق كل هذا "معدات ستنشر في مواقع متقدمة ليستخدمها فريق قتالي آخر يتألف من لواء مدرعات سيكون بوسع قواته الانتشار في حالات الأزمات." وبينما ترحب دول حلف شمال الأطلسي من أعضاء الكتلة الشرقية السابقة بعمليات الانتشار هذه التي تأتي في أكبر تعزيزات عسكرية للحلف منذ نهاية الحرب الباردة فإنها تريد مزيدا من الدعم للدفاع في مواجهة الترسانة الروسية القوية. وبعدما حذر قائد عسكري أمريكي بارز قبل أيام من أن الحلف لن يملك إلا 72 ساعة ليعلم بأمر هجوم صاروخي أو بري فإن دول البلطيق وبولندا تطالب بدرع معقد مضاد للصواريخ لمنع روسيا من امتلاك زمام المبادرة. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إن الحلف سيبحث عرضا من رومانيا لقيادة لواء متعدد الجنسيات قد يتولى مهمة تنسيق عمليات التدريب الخاصة بالحلف وربما يلعب أيضا دورا رادعا. وتعتبر روسيا أن خطط الردع التي يعدها حلف شمال الأطلسي عدائية. وحذر مندوب موسكو لدى الحلف من أن هذا يهدد السلم في وسط أوروبا. ويقول الكرملين أيضا إن الدرع الصاروخية الأمريكية تزيد التوتر أيضا بينما تقول واشنطن إنها تهدف لحماية الحلف من إيران. ويؤكد الحلف احترامه لاتفاقية وقعت عام 1997 مع موسكو لعدم نشر القوات القتالية الأساسية على الحدود الروسية. وقال دوجلاس لوت مندوب الولايات المتحدة لدى الحلف للصحفيين "حسنا.. لا يمكن أن تغزو بعدد قليل من الألوية.. لكنك قادر على الردع ويمكنك التأثير على حسابات المعتدي المحتمل من حيث التكلفة والفائدة والمخاطر."
مشاركة :