هل كان مثلياً أم داعشياً؟ منفّذ هجوم أورلاندو يحيّر المحققين في الكشف عن سرّ ميوله

  • 6/14/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن عمر متين، المسلح الذي نفذ الهجوم على نادي المثليين بأورلاندو صباح الاثنين 13 يونيو/حزيران 2016 ، كان مثلي الجنس هو الآخر، وذلك حسبما صرّح عديد من الأشخاص الذين عرفوا متين وقابلوه من قبل. وقال أحدهم وهو مثلي الجنس، والذي رافق متين بأكاديمية الشرطة عام 2006، إنهما اعتادا الذهاب إلى أندية المثليين، فضلاً عن أن متين أخبر الرجل أنه يريد أن يدخل في علاقة مثلية. شهادات لقريبين من متين في غضون ذلك، يظهر كثير من الأشخاص الذين يقولون إنهم تحدثوا مع متين عبر تطبيقات خاصة بمواعدة المثليين. ويبدو أن الهجوم، الذي ارتبط بدوافع إسلامية متطرفة، من المحتمل أنه نتج عن شعور متين نفسه بالخجل من مثليته الجنسية، ويحاول المحققون الآن البحث عن الصراع الداخلي الذي من الممكن أن يكون هو الدافع وراء ارتكاب الجريمة. وكان الأب، صديقي متين، أعلن رأيه عن المثليين صراحة من خلال فيديو نُشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يوم الاثنين، والذي قال فيه "إن الله سوف يعاقب المثليين جنسياً". وفي المقابل، يعتقد تنظيم الدولة الإسلامية أن متين نفذ عملية القتل تحت مسمى إعدام المثليين، في عملية ضمن سلسلة العمليات المروعة التي ينفذها التنظيم يومياً. وقال جيم فان هورن، الذي صرح بأن متين كان زائراً منتظماً لنادي "بالس" الذي وقع فيه الهجوم "إنه كان مثلي الجنس، وكان يحاول أن يقيم علاقات مع رجال"، كما صرح بأنه كان يقترب من زوار النادي ليحادثهم. وأضاف فان هورن "كان يسير متجهاً إليهم، وكان يضع ذراعه حولهم أو شيء من هذا القبيل، وربما أيضاً كان يحاول أن يرقص معهم قليلاً وأن يشتري لهم شراباً أيضاً". كما أوضح فان هورن أنه قضى ليلة يتحدث خلالها مع متين في النادي، إلا أن أصدقاءه دعوه ليشاركهم بالخارج أثناء حديثه معه. يقول فان هورن "أصدقائي قالوا لي إنهم لا يريدونني أن أتحدث إليه لأنه كان شخصاً غريباً". وقال كورد سيدينو، الذي بدا عليه التأثر الشديد "استطعت التعرف عليه من تطبيق Grindr"، في إشارة إلى التطبيق الخاص بعلاقات وتعارف المثليين. حيث أوضح سيدينو، خلال مقابلة مع محطة MSNBC، أنه في نهاية الأمر حظر متين على التطبيق لأنه كان شخصاً "غريباً". واستطاع سيدينو أيضاً التعرف على متين من خلال النادي، حيث صرح قائلاً "لقد كان هناك لمرات عديدة، وأنا في الحقيقة أعرف ذلك". كان قرب الملهى قبل ساعة من الهجوم وقال كيفين ويست أنه تحدث إلى متين خلال العام الماضي من خلال تطبيق آخر للتعارف والمواعدة بين المثليين يسمى Jackd، وإنه كان دائماً يسأله عن الأندية التي يذهب إليها. ثم أوضح بأنه رأى متين في الواحدة صباحاً يوم الأحد، عندما كان يعبر الشارع متجهاً لنادي "بالس"، أي قبل ساعة من بدأ المذبحة. وأضاف ويست في تصريحات لصحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية "عبر بجانبي، ثم ألقيت عليه التحية، فردها وهز لي رأسه". وقد ذهب ويست إلى قسم الشرطة عندما رأى صور متين منتشرة في التقارير الإخبارية، حيث سلم هاتفه ومعلوماته الشخصية بتطبيق Jackd، إلى عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذين لا يزالون يحتفظون به حتى الآن. وحالياً يتقدم عديد من أعضاء مجتمع المثليين بأورلاندو لكي يدلوا بمعلوماتهم عن الحكايات المتعلقة برؤية متين في نوادي كثيرة خلال العقد الماضي، أو الحديث إليه عبر تطبيقات التعارف والمواعدة الخاصة بالمثليين. وفي تصريحات لصحيفة "بالم بيتش بوست" الأميركية، قال الزميل السابق لمتين، الذي طلب منه القاتل أن يقيم معه علاقة من قبل، إنه كان يتقابل مع متين وحدهما أو في مجموعات، وإنهما كانا يذهبان إلى أندية المثليين معاً خلال العام. وكان الرجل، الذي رفض ذكر اسمه، زميلاً دراسياً لمتين في عام 2006، خلال دراستهما في أكاديمية إنديان ريفر كوميونيتي للشرطة Indian River Community College police academy. كما قال أنه رفض اقتراب متين منه معظم الوقت، حيث أوضح "لقد ذهبنا إلى بعض أندية المثليين معاً، ولم أكن وقتها أفعل ذلك، لذا فكنت أرفض عروضه". كما قال إنه يعتقد أن متين كان مثلياً غير مصرح بذلك، وأنه كان شخصًا أخرق، حيث ألمح إلى أن متين "أراد أن ينسجم ولكن لم يكن أحد يحبه، فقد كان دائماً غير ناجح في العلاقات الاجتماعية". كما قال بعض مرتادي نادي "بالس" إنهم رأوا متين مرات عديدة خلال الأعوام الثلاثة السابقة في النادي، حيث كان يشرب الكحول ويرقص مع الرجال. يقول زوج من الرجال اللذين يرتديان ملابس النساء بنادي بالس الشهير، والذي يقع في البناية 1912 بجادة ساوذ أورانج، إنهم رأوا متين، صاحب الـ 29 عاماً، يحتفل في النادي. حيث أوضح "تاي سميث" و "كريس كالين" أن متين، الذي لديه طفل، كان في حالة سكر شديد مما أجبر القائمين على النادي لإخراجه منه. يقول كالين، الذي يؤدي دور "كريستينا ماكلوكلين" في النادي "رأيته مرتين في بالس، كما قال شخصان آخران تحدثت معهما، بمن فيهم فرد أمن سابق، إنهما شاهدوه في بالس من قبل عدة مرات". كما أوضح سميث أنه رأى متين في بالس "عشر مرات على الأقل"، حيث أضاف قائلاً "لم نتحدث إليه كثيراً في الحقيقة، لكنني أتذكر أنه كان يقول أشياء عن والده في مرات عديدة. كما أنه أخبرنا أنه متزوج ولديه طفل". وأضاف أحد الحراس والذي كان يعمل في النادي منذ عامين، أنه لا يزال يتذكر متين حينما ظهر في النادي. ولم يستفق مجتمع المثليين في أورلاندو من المأساة التي حدثت بعد، ويبدو أن الأشخاص الذين رأوا متين في نوادي المثليين من قبل، يمتلك كل منهم حكاية ليشاركها عن نزعته. يقول كالين إن متين كان يبدو "شخصاً لطيفاً"، كما كان مريحاً مع الرجال الذين يرتدون ملابس وأزياء النساء، لكنه هدد شخصاً بسكين عندما شعر بالغضب بسبب نكتة عن الدين. شهادات مناقضة وتتعارض التصريحات التي تقول إنه كان يثقل قي شرب الخمر، مع ما بدا عليه من التزام بدينه الإسلامي، بما في ذلك ذهابه الدائم إلى المسجد الكائن بمدينته "بورت سانت لويز"، حيث كان يبدو هادئاً ومحافظاً على هيئته تلك. وفي تصريحات لصحيفة "نيويورك ديلي نيوز" الأميركية، قالت زوجة متين الأولى، سيتورا يوسفي (27 عاماً)، والتي تعرف عليها عبر شبكة الإنترنت عام 2009 وتزوجها بعدها بقليل، إن عائلته تعتقد أنه قتل الـ 49 شخصاً لأنه كان يعاني من اضطراب متعلق بمن يكون هو في الحقيقة، وليس لأنه كان متطرفاً إسلامياً. تقول يوسفي "عندما تزوجنا، اعترف لي بماضيه، الذي لم يكن بعيداً وقتها، وأنه كان يستمتع كثيراً بالذهاب إلى النوادي والملاهي الليلة. لذا فأنا أشعر أنه جزء منه ومن حياته التي عاشها، ولكنه لم يرغب في أن يعرف أحد عنها". كما تحدثت يوسفي إلى قناة تلفزيونية برازيلية أيضاً عن الحادث، حيث كانت بصحبة خطيبها "مارسيو دياس". وقال خطيبها بالبرتغالية أثناء حديثه مع القناة، إن يوسفي أخبرته أن متين كان لديه "ميول جنسية مثلية"، وأن والده دعاه أكثر من مرة بكلمة "مثلي الجنس" أمامها. كما قالت إنها لا تعتقد أن ما فعله متين له دوافع مرتبطة بجذور إيمانه الإسلامي. استبعدت أن يكون إرهابياً وقد أخبرت الزوجة السابقة مكتب التحقيق الفيدرالي إنه لم يكن متزناً، وأنها لا تعتقد أنه كان عضواً في أي جماعة إرهابية، على الرغم من بيعته لتنظيم الدولة الإسلامية التي أعلن عنها قبل الهجوم، فضلاً عن إعلان الجماعة الأصولية مسؤوليتها عن الهجوم. وقال خطيبها "مكتب التحقيقات الفيدرالي طلب منها ألا تخبر وسائل الإعلام الأميركية بذلك". كما قالت يوسفي إن متين ضربها، حيث أوضحت قائلة "بعد أشهر قليلة من الزواج، بدأ في ضربي. إن عقله لم يكن متزناً، من الواضح أنه كان مختلاً. وكنت أعرف أنه كان يتعاطى المنشطات". وطلبت يوسفي الطلاق من متين في 2011، بعد أن صار عنيفاً. ليتزوج متين للمرة الثانية، بعد انفصاله عن يوسفي، من نور زاهي سلمان، التي أنجب منها ولده. وحصل الزوجان على قرض عقاري في عام 2013، إلا أنهما كانا يعيشان في عناوين منفصلة عندما ارتكب متين جريمته. الأب ينفي أن يكون ابنه مثلياً وفي تصريحات لصحيفة بالم بيتش بوست، قال الأب صديقي متين، أنه لا يعتقد أن ولده كان مثلي الجنس. حيث وجه سؤالاً للصحيفة قائلاً "إن كان مثلي الجنس، فما الذي يدفعه لأن يفعل شيئاً كهذا؟. كما تذكر مناسبة سابقة عندما انتابت ولده حالة من الغضب بعد رؤيته لرجلين يقبلان بعضهما في فلوريدا. إلا أن سميث أخبر الصحافة الكندية أن تلك الحكاية مجرد "هراء". كما صرح في مقابلة مع مركز مجتمع "إل جي بي تي" (المثليات والمثليون ومزدوجو الميول الجنسية والمتحولون جنسياً) في فلوريدا، قائلاً "إن هذا الأمر ليس إلا هراء". حيث أضاف "كان متواجداً بالجوار. وبعض هؤلاء الأشخاص كانوا يفعلون أشياء أكثر من القبلات خارج الملهى.. وكان يحتفل مع الأشخاص الذين من المفترض أنهم دفعوه لفعل ذلك". يقول زميله صاموئيل كينج إن متين لم يكن يعاني من رهاب المثلية عندما تعرف إليه في العام الذي تلا تخرجهما في 2004. وأضاف كينج "إن الأمر الصادم بالنسبة إلي، أن أغلبية الأشخاص الذين كانوا يعملون معي في مطعم "روبي تيوزداي" عندما كنت أعمل هناك، كانوا مثليين". وأوضح كينج إن متين لم يكن مناهضاً للمثليين، حيث قال "على الأقل لم يكن كذلك في ذلك الحين. فلم يُبد أي كراهية تجاه أي شخص منا. وكان يعاملنا بنفس الطريقة التي كنا نتعامل بها، فقد كان دائماً مبتسماً ويرسل تحياته إلينا". ووصف كينج متين بأنه كان شخصاً ودوداً وكان يتحدث كثيراً، لكنه قال "ربما تغيّر شيءٌ ما". هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .

مشاركة :