عزا عدد من الكتاب والروائيين والقاصين قلة عدد كتاب السيناريوهات السعوديين إلى العديد من العقبات المواجهة لهم، من ضمنها عدم ثقة المنتجين بالكتاب الجدد وغياب السينما السعودية عن الساحة واقتصار الإنتاج التليفزيوني على الأعمال الحكومية وقلة الفرص المتاحة لهم. ويرى محمد علي قدس أن ندرة كتاب السيناريو السعوديين يعود إلى صعوبة التجربة في هذا المجال ولا تقارن بكتابة الرواية أو القصة، وموضحا أن كتابة السيناريو تستوجب التزام الكاتب بأدبياتها ولغوياتها ووصف طبيعة المكان والتعبير عن الشخصية الناقلة للحوار وتهيئة المناخ العام بشكل مجمل، وقلة من السعوديين من استطاعوا التخصص في كتابة السيناريو. وشدد قدس على وجوب إنشاء معاهد فنية خاصة بالأعمال الفنية والمسرحية وتخصيص قسم منها لكتابة السيناريو بأنواعه سواء للتليفزيون أو السينما أو المسرح، إذ أنه علم يعتمد على قواعد ومهارات يجب صقلها بالممارسة ويجب علينا الاقتداء بالدول العربية المهتمة باستقطاب الشباب وإخراج العديد من الكتاب للساحة الفنية. ويعتقد عبدالله التعزي أن افتقار المملكة لصناعة السينما والتليفزيون، واقتصار الإنتاج التليفزيوني على العمل الحكومي يعد السبب الرئيس لقلة الكتاب السعوديين، داعيا إلى خلق صناعة سينما سعودية تدعم المبدعين والكتاب للتواجد في ساحتها وتشجع المنتجين على الوثوق بالكتاب السعوديين. ويرى التعزي أن المسلسلات الكوميدية المعتمدة على حلقات يومية مختلفة تناقش القضايا المجتمعية قد ساعدت على إظهار بعض الكتاب إلى الساحة، منوها إلى أن شركات الإنتاج لا تستطيع المخاطرة بمبالغ مالية كبرى والمراهنة بها على الكتاب الجدد، مما يزيد من الصعوبات المتواجدة لدى الكتاب. وأوضح خالد المرضي أن غياب الكتاب السعوديين عن الساحة يعزو إلى غياب البيئة الخالقة لمثل هذا الحراك وعدم تواجد وسط جاذب يحرض الكتاب على الإبداع، مشيرا إلى أن الكاتب لا يمكنه العمل بشكل احترافي وهو بين واقع يحتاج إلى ركض يومي يستهلك معظم وقته، وهواية تحتاج إلى تكريس الجهد لتخرج بصورة إبداعية ذات قيمة. ويعتقد المرضي أن ورش كتابة النص يمكن أن تقدم حراكا جيدا لكتابة السيناريو، ومتسائلا عما إذا كان المنتجون سيتحملون كلفة العمل الاحترافي للكتاب في حالة إقامة مثل هذه الورش، مضيفا «الأمل في مستقبل يستطيع أن يذلل العقبات ليخدم الكاتب ليعمل بطريقة احترافية تنتج أعمالا إبداعية راقية».
مشاركة :