«قصص» محمد الحمادي تجمع الواقعية والطرافة

  • 6/15/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يجمع الكاتب محمد شعيب الحمادي من خلال سلسلة كتب القصص القصيرة الصادرة، الكثير من التنويع في الطرح والتوزيع بين الأزمنة، حيث يحرص الكاتب على إنتاج الإثارة والتشويق إضافة إلى توظيف الكلمات المبسطة للصغار والكبار، لتعم الفائدة أكبر شريحة من القراء. وينظر الحمادي في كتابه بعنوان صاحب السعادة إلى الخيال بأسلوب إيجابي بعيداً عن السلبية، مما يفتح أبواباً موصدة ليستكشف القارئ طرقاً بديلة وممددة، ليس فيها حواجز أو رؤية محددة، وتعمد إلى ترجمة الخيال في كتابة قصص عن المدن والأدغال من الماضي والحاضر حتى تستفيد الأجيال. الطفولة وفي أحد فصول كتاب صاحب السعادة موسوم بعنوان الطفولة الضائعة، يحكي لنا الكاتب عن جولته في احدى المدن العربية فيقول: ذات يوم من أيام الشتاء الباردة وفي أجواء ماطرة خرجت من الفندق متجهاً إلى لقاء أحد أصدقائي، وبينما أنا في الطريق، وعلى الإشارة توقفت ببطء تاركاً مسافة بيني وبين السيارة التي أمامي، لا أستطيع فتح النافذة من شدة البرد. ليقترب منه أحد المارة وهو يحمل على رأسه صحناً كبيراً مغطى بقطعة قماش ناعم، ليطلب منه شراء الكعك، ليدور الحوار بينه وبين الصبي الصغير. وفي فصل آخر بعنوان لوسي يصف معاناة صاحب القصة ويقول: انتظرت الحافلة لأكثر من 20 دقيقة بالمحطة، صعدت الحافلة والأرق يتصدع من جبيني، والتعب مخيم على كل جسدي، جلست على مقعدي الحديدي والذي كان اسخن من فرن صغير، فحرارة الصيف لا ترحم، والصهيد يشتعل من الإسفلت الأسود. القصص وتتنوع العناوين بين الأرض الطيبة والعبادة والصلاة والطائر الصغير ليصل لخاتمة القصص هذه هي المدينة، والتي تحكي قصة مدرس يعيش ببلدته الصغيرة مع أسرته، والتي تتطلع بأن تعيش بالمدينة لتدور الحوارات بين الزوجة والأبناء. أما عن كتاب مازال البحث جارياً فهي تحمل كذلك سلسلة من القصص القصيرة المتجردة من الغموض، وترك الكاتب للقارئ أن يستنتج العبرة منها والصورة من كل قصة منشورة، لتنقل القارئ بين الأمم ليصل الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، ويذهب بالخيال إلى ما ذهب إليه معظم الرجال، ليرى الكاتب من زوايا غير ما رآه البعض، فكان لزاماً على الكاتب توصيل الخيال بواقع نستطيع تطبيقه بالتدريج بعيداً عن التعقيد. ويقول الكاتب في مقدمة الكتاب: مازال البحث جارياً... في تعرجات الأفكار، فالحياة مليئة بالأسرار، فعمدنا البحث والتنقيب، عن سرد القصص والحكايات، وندع لكم التعقيب فنحن بشر، وجميع العلوم ليست واردة على العقل البشري، فنحن نبحث ونسلط الضوء من وجهة نظر شخصية قد نختلف في بعض الأطروحات ولكننا لن نختلف أننا مازلنا تلاميذ في مدرسة الحياة لذلك.. مازال البحث جارياً.

مشاركة :