طرابلس - (أ ف ب): دعا رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج أمس الثلاثاء الليبيين إلى دعم قوات حكومته في معركتها لاستعادة مدينة سرت من ايدي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في وقت ترفض فيه قوات السلطة الموازية في شرق البلاد المشاركة في هذه الحملة. وقال السراج في خطاب متلفز نشرته صفحة حكومته على موقع فيسبوك «نبارك انتصارات ابنائنا في جبهات القتال في معركة تحرير سرت وتطهيرها من تنظيم الدولة» الإسلامية. وأضاف ان «ما حدث من إنجازات على هذه الجبهات يستحق ان يكون نموذجا لمشروع وطني لمحاربة الارهاب»، داعيا الليبيين إلى ان «يلتفوا» حول هذا «المشروع الوطني لمحاربة تنظيم الدولة». وتشن قوات موالية لحكومة السراج المدعومة من المجتمع الدولي حملة عسكرية منذ نحو شهر تهدف إلى استعادة مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) من ايدي تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر عليها قبل عام. وحققت القوات الحكومية وهي خليط من جماعات مسلحة ووحدات من الجيش تقدما سريعا الاسبوع الماضي وسيطرت على المرافق الرئيسية في المدينة المتوسطية وبينها المطار والميناء. لكن هذا التقدم تباطأ عند وصول القوات إلى مشارف المناطق السكنية الممتدة من وسط المدينة إلى شمالها، حيث يتحصن مقاتلو التنظيم الجهادي في المنازل ويستخدمون القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة. وتخوض القوات الحكومية منذ نهاية الاسبوع الماضي حرب شوارع مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذي يضم في صفوفه في سرت مقاتلين اجانب من جنسيات شمال افريقية وخليجية، بحسب ما يؤكد سكان في المدينة. وقال رضا عيسى العضو في المركز الاعلامي لعملية «البنيان المرصوص» لوكالة فرانس برس ان «قواتنا تصدت فجر اليوم لهجوم جديد من قبل تنظيم الدولة الإسلامية حاول خلاله استعادة السيطرة على الميناء». وأضاف «هناك اصابات في صفوف قواتنا»، من دون تفاصيل اضافية. ومساء، أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية على صفحة عمليتها العسكرية في موقع فيسبوك انها حققت تقدما بعدما اشتبكت مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة والحقت «في صفوفها خسائر فادحة في الارواح والآليات». وذكرت ان اثنين من عناصرها قتلا واصيب 18 عنصرا اخر بجروح في هذه الاشتباكات. وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سرت من جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، ابرزها مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي تضم المجموعات الاكثر تسليحا في البلاد اذ تملك طائرات حربية من نوع «ميغ» ومروحيات قتالية. وتحظى عملية «البنيان المرصوص» التي قتل فيها أكثر من 140 من عناصر قوات حكومة الوفاق منذ انطلاقها بدعم واسع في مدن الغرب الموالية لحكومة الوفاق، فيما تتجاهلها السلطات الموازية في شرق البلاد. وتعتبر قوات الحكومة الموازية غير المعترف بها والتي لا تزال تدير مناطق الشرق وترفض تسليم السلطة إلى حكومة الوفاق، ان الجماعات التي تقاتل الجهاديين في سرت «مليشيات خارجة عن القانون». وقال العقيد احمد المسماري المتحدث باسم القوات في الشرق التي يقودها الفريق ركن خليفة حفتر لفرانس برس «نتابع الحرب في سرت وننظر ونرى ولكل حادث حديث». وكانت هذه القوات أعلنت عن حملة عسكرية منفردة لاستعادة مدينة سرت قبيل انطلاق عملية «البنيان المرصوص»، لكن هذه الحملة لم تبصر النور.
مشاركة :