هبطت العقود الآجلة للنفط في التعاملات الآسيوية، اليوم، وسط تجاهل المستثمرين لإشارات إلى تقلص الفجوة بين العرض والطلب في السوق، إذ انصب تركيزهم على المخاوف في شأن النمو العالمي والهبوط الذي سجلته الأسهم في الأسواق الخارجية، مع اقتراب موعد تصويت البريطانيين على عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي، فيما هبطت الأسهم الأوروبية إلى المستوى الأدنى منذ 3 أشهر. وانخفض خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 41 سنتاً إلى 49.94 دولار، مواصلاً الهبوط لليوم الرابع على التوالي، وانخفض الخام الأميركي بواقع 46 سنتاً أو نحو واحد في المئة تقريباً إلى 48.42 دولار للبرميل. وهبطت الأسهم الأوروبية للجلسة الخامسة على التوالي صباح اليوم، لتسجل أقل مستوى في ثلاثة أشهر، نتيجة تراجع أسهم شركات السلع الأولية، وسط حال من القلق بين المستثمرين قبل اجتماع «مجلس الاحتياط الاتحادي» (البنك المركزي الأميركي) واستفتاء في بريطانيا الأسبوع المقبل في شأن عضوية الاتحاد الأوروبي. وقال «صندوق النقد الدولي» في تصريح اليوم إن «ضبابية خروج بريطانيا تشكّل عنصراً سلبياً مع ضعف الاقتصاد الأوروبي»، في ظل احتمال أن يعيد خروجها أوروبا إلى حال الكساد ما سيضاعف الضغوط على الاقتصاد العالمي. ونزل مؤشر «يوروفرست 300» للأسهم الأوروبية واحداً في المئة ليسجل أقل مستوى منذ أواخر شباط (فبراير)، بينما نزل مؤشر «ستوكس يوروب 600» بمقدار 1.1 في المئة. ونزل مؤشرا الموارد الأساسية في أوروبا للنفط والغاز 2.4 في المئة و1.5 في المئة على التوالي اقتداء بهبوط أسعار السلع الأولية. على صعيد ملف الهجرة الأكثر حساسية في قضية الاستفتاء، أقر القضاء الأوروبي اليوم بأحقية بريطانيا في الحد من المساعدات المقدمة للاجئين. وقالت «محكمة العدل الأوروبية» في بيان إن «المملكة المتحدة يمكنها أن تشترط على المستفيدين من المساعدات العائلية وخفض الضريبة المرتبط بالأطفال، الحصول على تصريح للاقامة على اراضيها»، مضيفةً أن «هذا الشرط يعتبر تمييزاً غير مباشر، لكنه مبرر بضرورة حماية مالية الدول العضو التي تستقبل» المهاجرين. ووفق استطلاعين للرأي نشرت نتائجهما أمس عزز المعسكر المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي الفارق الذي يتقدم به على المعسكر الداعي للبقاء في عضويته قبل الاستفتاء الذي سيجرى يوم 23 حزيران (يونيو) الجاري. وكانت «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) توقعت، أمس، أن تصبح سوق النفط العالمية أكثر توازناً في النصف الثاني من 2016، إذ يساعد توقف بعض الإنتاج في نيجيريا وكندا على تسريع وتيرة تقلص التخمة في المعروض من الخام.
مشاركة :