وقع العلماء المسلمين في بنغلادش فتوى تحرم قتل أبناء الأقليات الدينية والمدافعين عن العلمانية في بلد يدين 90 في المئة من سكانه بالإسلام. وقال رئيس «مجلس علماء بنغلادش» فريد الدين مسعود اليوم (الثلثاء)، إن أكثر من 100 ألف رجل دين مسلم وقعوا الفتوى التي ستنشر في 18 حزيران (يونيو) الجاري. وقتل قرابة 50 شخصاً منذ ثلاثة أعوام في بنغلادش بأيدي إسلاميين متطرفين استهدفوا هندوس ومسيحيين ومتصوفين ومفكرين وناشطين وأجانب. وقتل معظم هؤلاء بالسواطير. وأضاف مسعود أن الفتوى تنص صراحة على أن «الإسلام يحرم قتل غير المسلمين والأقليات والمدافعين عن العلمانية. قلنا إن أعمال القتل هذه مخالفة للقانون وتشكل جرائم ضد الإنسانية». وتأتي الفتوى بعد موجة دهم اعتقلت خلالها الشرطة 11 ألف شخص خلال أربعة أيام للتصدي لأعمال العنف. وفي حين تواجه حكومتها ضغوطاً دولية، وعدت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة السبت الماضي بتوقيف «كل القتلة». واتهمت الشيخة حسينة حزب «بنغلادش الوطني» المعارض و«الجماعة الإسلامية» حليفته بتدبير أعمال الاغتيال هذه. ويؤكد حزب «بنغلادش الوطني» أن الشرطة أوقفت 2100 من أنصاره وأن الحكومة تستغل الوضع لإسكات كل صوت معارض. ويشتبه بارتكاب عدد كبير من الموقوفين جرائم جنائية لا علاقة لها بالجماعات الإسلامية. وقال المسؤول في الشرطة أ كي أم شهيد الرحمن، إن 145 شخصاً فقط من الموقوفين أعضاء في جماعات متطرفة. وأكد مسعود من جانبه أن الفتوى ستنزع الشرعية عن كل مجموعة إسلامية تبرر هذه الجرائم. وقال إن «الفتوى تنص بوضوح على أن جرائم القتل هذه لا تندرج بصورة عادلة في إطار الجهاد وإنما هي أعمال إرهابية خالصة». وعدا عن أبناء الأقليات الدينية والمفكرين استهدفت الاغتيالات مدونين مدافعين عن حرية الفكر وأجنبيين. وجماعة «المجاهدين في بنغلادش» بين مجموعتين تتهمهما السلطات بارتكاب العدد الأكبر من الاغتيالات. ولا تأخذ الحكومة بالاعتبار تبني تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أو تنظيم «القاعدة» في جنوب آسيا لهذه الاغتيالات.
مشاركة :