قرار هيئة الرياضة الأخير بشأن أزمة نادي الاتحاد جاء ليقول بكل وضوح للاتحاديين: أزمتكم مالية فكفاكم تنظيراً، ومن يريد إنقاذ النادي عليه أن يفتح جيبه أولاً. بكل صراحة كان قرار الهيئة صادماً وذلك بفتح باب الترشيح لمدة عام بتكليف مجلس لإدارته شريطة أن يقدم ٣٠ مليون ريال بشيك مصرفي مصدق في موعد أقصاه الخميس المقبل، ومن ثم الذهاب بعد ذلك لانتخابات لأربع سنوات مقبلة، وفي حال تعذر ذلك ستكلف الهيئة إدارة لمدة شهرين على أن تفتح باب التسجيل للجمعية بعدها. قلت صادماً ولم أقل غير قانوني؛ لأنني أدرك تماماً قانونية القرار؛ باعتبار أن اللائحة تجيز لرئيس الهيئة صناعة زوايا أخرى للقرار في حال فشلت كل محاولات تدوير زوايا اللائحة، أما الصدمة فلأن أحداً لم يتوقع أن يأتي القرار على طريقة الحراج على كراسي مجلس الإدارة. أنا لست مع أو ضد القرار؛ لكنني أتفهمه تماماً، فهو أراد أن يقطع الطريق على الفهلويين ويغلق الباب في وجه المنظّراتيه؛ لأن صاحب القرار أدرك أن الاتحاد بحاجة اليوم إلى المال لإنقاذه أكثر من حاجته إلى الفذلكة والثرثرة والوعود الجوفاء التي لم تجلب للاتحاد غير مديونية بقيمة ٢٩٩ مليون ريال. القرار ببساطة يقول للاتحاديين بكل تصنيفاتهم التي تتداول داخل الإعلام وخارجه من نوع بيوتات جدة والقادمين من خارجها، أو من نوع المطانيخ والعتاريس شخللوا جيوبكم وهذا الميدان يا حميدان، فمن يدعي حب الاتحاد وخوفه عليه فليبادر للاستحواذ على المجلس، ومن لا يريد فليفسح الطريق لغيره وليأخذ دور المعارضة وليلعب دور الكلمنجي إن أراد. ما فعله الأمير عبدالله بن مساعد بهذا القرار الذي أنا متأكد أنه جاء من بين عشرات من الأفكار التي تم تقليبها أنه وضع رجال الاتحاد جميعاً أمام المدرج الأصفر في اختبار عسير، وكأني به يقول: من يهمه الاتحاد فليتقدم ومن لا يريد فليجلس في بيته. ما أعرفه وما أنا متيقن منه أن مبلغ الـ ٣٠ مليون ريال لا يساوي شيئاً في حسابات العشرات بل المئات من الاتحاديين ومن شرفييه تحديداً ومن البيوت الجداوية التي اصطبغت باتحاديتها تاريخياً، وهنا مربط الفرس، إذ إن القرار الصعب يضعهم أمام الجمهور الاتحادي في هذه اللحظة التاريخية بأن يثبتوا أن الاتحاد الذي منحهم أكثر مما منحوه يستحق الدعم والفزعة، أو فليصمتوا بعدها وإلى الأبد!. زواية أخرى مهمة في قرار هيئة الرياضة وهي أن فتح باب التسجيل للجمعية العمومية بهذه الآلية وفي هكذا ظرف يراد منها أن تكون معركة انتخابية بامتياز أسوة بتلك التي حدثت قبل أقل من عام في نادي الاتفاق، وهي الجمعية التي سجلت نفسها كأكبر جمعية في تاريخ الرياضة السعودية بنحو ١٠ آلاف عضو أدخلوا لخزانة النادي ١٠ ملايين ريال، والمنطق يؤكد بأن بمقدور الاتحاديين كسر هذا الرقم بل ومضاعفته لكن إذا اقتنعوا بالفعل ألا مجال لاستعادة مجد الاتحاد إلا بسياسة الميدان يا حميدان!.
مشاركة :