بلغ عدد النازحين الفلسطينيين من سورية الى لبنان 51095 لاجئاً بحسب أرقام منظمّة "الأونروا"، وهم يتوزعون على كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان. ويشير تقرير فلسطيني صدر أخيرا الى أنّ "البيئة الجديدة التي وفد إليها اللاجئ الفلسطيني من سورية إلى لبنان هي (بيئة طاردة) بالمعنى الحقيقي وذلك للتفاوت الكبير القائم بين المجتمع اللبناني والسوري من حيث العامل الاقتصادي والتعليمي والقانوني الذي يحكم وجود اللاجئين الفلسطينيين فيهما". ويشكّل التعليم الهاجس الأكبر لدى اللاجئين الفلسطينيين والسوريين إلى لبنان، نظراً لاختلاف المناهج السورية عن اللبنانية التي تعتمد المناهج ذات اللغة الأجنبية أساساً في التدريس بخلاف المناهج السورية. ولم تستطع "الأونروا" تلبية حاجات اللاجئين واقتصر دورها على الجانب الإغاثي إذ عمدت المنظمة المختصة بشؤون اللاجئين الفلسطينيين وفي ظل العجز القائم في ميزانيتها إلى إطلاق نداءات استغاثة للدول المانحة، أما المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فتعاني بدورها من نقص في التمويل. وفي الإطار التعليمي ثمة مبادرات عدّة تطلقها الدول الأوروبية تحديدا. يقول دبلوماسي بريطاني ل"الرياض" بأنّ المملكة المتحدة تشدد على دعم النازحين السوريين، وقبل يوم من مشاركتها في مؤتمر الكويت أخيرا للمانحين زارت وزيرة التنمية الدولية البريطانية جستين غريننغ بيروت معلنة عن مساعدات تبلغ قيمتها 4 ملايين باوند (6 ملايين دولار أميركي) مخصصة لشراء 300 ألف مجموعة من الكتب المدرسية لتوزيعها مجانا على 80 ألف تلميذ سوري مسجّل، بالإضافة الى التلامذة اللبنانيين في المدارس الرسمية وتشمل مواد العلوم والأدب واللغات والحساب وسواها. وفي مؤتمر الكويت أعلنت غريننغ أن بريطانيا ستقدم مبلغا إضافيا قدره 100 مليون جنيه إسترليني (164 مليون دولار) استجابة لنداء المساعدة الإنسانية بشأن سوريا الذي أطلقته الأمم المتحدة. من جهتها زارت أمس نائبة رئيس البرلمان الألماني كلاوديا روت لبنان أخيرا وجالت على مخيمات النازحين الفلسطينيين والسوريين الوافدين من سورية، وقال مصدر دبلوماسي ألماني مرافق لها ل"الرياض" بأن "ألمانيا تزمع زيادة مساعداتها الى النازحين في 2014 على أن تشمل أيضا المجتمعات اللبنانية المحلية التي تتحمل وزرا إنسانيا لا طاقة لها على احتماله". ولفت المصدر الدبلوماسي الألماني الى أن " ألمانيا تستضيف 25 ألف لاجئ سوري على أراضيها وهي الدولة الأوروبية الوحيدة التي استضافت هذا العدد من السوريين وهي تزمع استضافة أعداد أكبر في السنة الجارية".
مشاركة :