دارت معارك ضارية بين «جبهة النصرة» والفصائل المعارضة المتحالفة معها في ريف حلب الجنوبي، وقوات النظام والمقاتلين الموالين لها سقط خلالها 70 قتيلا من الطرفين، بعد أن تقدمت الجبهة وسيطرت على قريتين، لتتمكن قوات النظام بعد ذلك من استعادتهما تحت غطاء جوي روسي كثيف، كما شنت الجبهة و«فيلق الرحمن» هجوما مضادا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، فيما نفت وزارة الدفاع الألمانية وجود قوات خاصة ألمانية في شمال سورية، وقالت إن ما أوردته الحكومة السورية في هذا الخصوص غير صحيح. وقال المرصد ان قوات النظام تمكنت بدعم جوي مكثف من الطيران الروسي والسوري من استعادة بلدتي خلصة وزيتان بريف حلب الجنوبي اللتين خسرتهما قبل ساعات، مشيرا الى مقتل «ما لا يقل عن 70 عنصرا من طرفي الاشتباك». إلى ذلك، تمكن «فيلق الرحمن» و«جبهة النصرة» من التقدم والسيطرة على نقاط في طريق الغوطة الشرقية الرئيسي وأجزاء من مزارع بلدتي حتيتة الحرش والمليحة، عقب هجوم معاكس نفذه الفيلق بالإشتراك مع الجبهة على المنطقة دارت على إثره اشتباكات عنيفة مع عناصر من «حزب الله» اللبناني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، ما أسفر عن مقتل قائد عمليات المنطقة الجنوبية في الغوطة الشرقية العميد عبد العزيز صقر بالإضافة لخسائر بشرية مؤكدة في صفوف الطرفين. وكان «حزب الله» اللبناني وقوات النظام قد نفذوا هجوماً الإثنين على أماكن في منطقة البحارية في الغوطة الشرقية، تمكنوا خلاله من التقدم والسيطرة على عدة نقاط في أطراف بلدتي جسرين والمحمدية. على صعيد آخر، نفت وزارة الدفاع الألمانية وجود قوات خاصة ألمانية في شمال سورية وقال ناطق باسم الوزارة: «لا توجد قوات خاصة ألمانية في سورية»، مضيفا إن مثل تلك المزاعم المتكررة الصادرة عن الحكومة السورية «خاطئة ولم تكن صحيحة قط». وكانت الحكومة السورية قد دانت «تواجد مجموعات من القوات الخاصة الفرنسية والألمانية في منطقتي عين العرب (كوباني) ومنبج على الأراضي السورية»، مؤكدة أن هذا «التدخل السافر يشكل انتهاكا صارخا لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وعدواناً صريحاً على سيادتها واستقلالها». ونقلت وكالة «سانا» الرسمية عن مصدر في وزارة الخارجية القول إن «الادعاء بأن هذا الانتهاك يأتي ضمن محاربة الإرهاب لا يستطيع أن يخدع أحدا لأن مكافحة الإرهاب بشكل فعال ومشروع تقتضي التعاون مع الحكومة السورية الشرعية التي يقاتل جيشها وشعبها الإرهاب على كل شبر من الأرض السورية». واعتبر المصدر أن الأهداف الحقيقية لهذا التدخل هو «إسباغ الشرعية على بعض المجموعات الإرهابية». وفي وقت سابق، نقل المرصد السوري عن «مصادر عدة موثوقة» أن مستشارين عسكريين ألمانا وقوات استشارية وخاصة أميركية وفرنسية تدعم «قوات سورية الديموقراطية» في معركة منبج ضد تنظيم «داعش». ووفقا لما نقله المرصد، فإن القوات الخاصة الفرنسية تقوم ببناء قاعدة عسكرية لقواتها بالقرب من مدينة عين العرب، وأن غالبية المستشارين موجودون في منطقة سد تشرين على ضفاف نهر الفرات جنوب شرق منبج. وأكدت المصادر ذاتها أن القوات الخاصة الفرنسية والأميركية لم تشارك حتى اللحظة في الخطوط الأولى للاشتباكات مع التنظيم بل يقتصر دورها على خطوط الدعم- أي الخط الثاني للاشتباكات- بالإضافة لعملها على تفكيك الألغام والعبوات التي يخلفها التنظيم في المناطق التي ينسحب منها.
مشاركة :